الخبراء يكشفون سر تفوق الفراعنة في المونديال الافريقي ..الإعداد النفسي والدفء الأسري والشعور بالمسئولية رجح كفتهم

> القاهرة «الأيام الرياضي» :

>
لفت المنتخب الوطني الانظار وخطف الابصار.. واستحق الاعجاب والاكبار.. وفرض نفسه بقوة على زمرة الكبار.. وتفوق وتألق وتعملق على كل الصغار والشطار.

وأصبح ملء السمع وفي بؤرة الافكار.. هكذا استحق أحفاد الفراعنة وأعضاء الجهاز الفني بقيادة الفدائي حسن شحاته ورفاقة شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان .. هكذا استحوذ اللاعبون المصريون على كل الاشادة والاحترام والاكبار.. كان رجالا بحق.. وأثبتوا أن الكرة الحديثة وكما أنها تعتمد على المقومات العملية المعروفة من خطة وتحركات ومساندات ودفاعات وهجمات فإنها أيضا تعتمد على الكفاح والرجولة والحماس والهمم والإخلاص وهكذا سطر لاعبو مصر حروفا عميقة وحفروا بصمات غائرة ليس في جسد وتاريخ البطولات الافريقية فقط وإنما ايضا في السجلات الرياضية العالمية التي اضطر كاتبوها ومسجلوها إلى ان يتراجعوا عن موقفهم السابق في عدم ترشيح منتخب الفراعنة لكأس البطولة ويعترفوا بخطئهم بل وجرمهم في حق هذا المنتخب المكافح وجهازه المجتهد.

ولعل هذه الصحوة وتلك الطفرة التي أدى بها لاعبو المنتخب كل مبارياتهم وحققوا من خلالها انتصاراتهم المتتالية باستثناء تعادلهم الوحيد أمام زامبيا يفتح أمامنا طاقات البحث ويدفعنا لإجالة النظر وإمعان الفكر في الأسباب والدوافع التي أدت إلى ذلك حتى يتسنى لنا وضع الضوابط والمعايير استخلاص العظات والعبر .. ترى لماذا كان لاعبو مصر عند حسن الظن بهم؟.. وكيف فرضوا أنفسهم على كل الخبراء؟ وما هي الاسباب التي وضعتهم بصورة إجبارية في مقدمة المرشحين وفي قمة المختارين للزفاف على كأس البطولة والدخول على اللقب العزيز .

الروح القتالية

يقول كابتن حماده إمام نائب رئيس الاتحاد المصري السابق لكرة القدم وأحد الخبراء المشهورين في اللعبة أن السبب الرئيس يكمن في ارتقاء الروح القتالية وارتفاع الاداء الحماسي إلى ذروة مستواه .. ولعل هذه الصفات الارادية تسببت في تقلص المسافات الفنية وزوال الفوارق المهارية مع المنتخبات التي تضم نجوما أفضل وأشهر من حيث القدرات والخبرات وأيضا بلغ تأثيرها حد ترجيح الكفاءات المصرية الفردية والجماعية إلى الذروة وبدرجة تفوقت من خلالها كرتنا المحلية على الكرات العالمية التي مثلها نجوم بأندية شهيرة كتشيلسي والآرسال ومانشستر وريال مدريد وبرشلونة وغيرها من الاندية التي يشار إليها بالبنان.

وإذا ما أردنا أن نرجع أسباب هذا التفوق الناجم من ارتقاء الصفات الارادية إلى ذروتها..لابد أن نشيد بالجهود الخارقة التي بذلها حسن شحاته لتعميق الاحساس الوطني وترسيخ روح الفريق ودفع اللاعبين إلى تقديم كل ما لديهم من طاقة وإخراج كل ما عندهم من جهد وعرق لإحساسهم بمسئوليتهم تجاه وطنهم وشعبهم ومنتخبهم.

الملائكة معنا

يحضرني وأنا أجاوب على أسئلتك ما قاله الرسول الكريم لرفيقه وصديقه أبوبكر وهما في الغار عندما أبدى الصديق خشيته من رؤية الكفار لهما «ما ظنك بإثنين الله ثالثهما».. فالله كان مع أولادنا في كوماسي وأرسل ملائكته وجنوده غير المنظورة أو المرئية للأداء مع أبنائنا بل وتعمية منافسيهم عن تحقيق هدفهم والوصول إلى غايتهم.. هكذا بدأ الكابتن ابراهيم يوسف الخبير الشهير وكابتن مصر والزمالك السابق كلامه وأضاف:«لا أقصد من كلامي أننا ركنا إلى دعم السماء واعتمدنا على الملائكة جنود الله .. وإنما استحققنا هذا الدعم الإلهي لأننا أخلصنا وركزنا واجتهدنا والله وجنوده كانوا معنا .. حيث أدى أبناؤنا بتركيز شديد وفهم عال وجدية متناهية.. فدان لهم التفوق وتحقق لهم التقدم ورجحت كفتهم على كل منافسيهم بالرغم أنهم لم يكونوا أحيانا الأفضل كما حدث أمام كوت ديفوار.. فلو أننا قارنا بين كل لاعب عندنا ومثيله وشبيهه في كوت ديفوار لظهر لنا الفارق.. مثلا أحمد فتحي من الاهلي تفوق على ايبويدا أحد أشهر نجوم أوربا.. وجمعة المعار إلى أحد الاندية القطرية أفضل من توري كوريه لاعب الآرسنال وسيد معوض أحسن من أرثر بوكر أفضل مدافعي اليسار في العالم .. ولعل كرة القدم هي اللعبة الوحيدة الجماعية في العالم التي من الممكن أن يحقق الفريق الاقل قدرة وأدنى شهرة الفوز على فريق أكبر وأشهر وأفضل.

فتش عن العلم

ويقول د. خالد محمود عميد كلية التربية الرياضية بالاسكندرية .. فتش عن العلم حتى وإن لم يتم وضع قواعده وأسسه واستخدام مفرداته وأبجدياته بالصورة الجلية التي تشهد للعلم بفضله وتأثيره.. أنا أؤكد أن السبب فيما حدث من عروض ونتائج كان الفضل فيه للإعداد النفسي والذهني وبنسبة تفوقت وتقدمت على الاعداد البدني والخططي.. ولعلي استدل على كلماتي بالتفوق الواضح والظاهر الذي بدا على لاعبينا المحليين مقارنة بأقرانهم العالميين.. فلا يمكن أن نقارن منطقيا بين دروجبا أو إيتو فعلا وبين عمرو زكي وعماد متعب .. المنطق والواقع يرجحان كفة الاولين .. لكن الحقيقي والفعلي تفوق الآخرين على قرينيهما .. هذا التفوق جاء من خلال إعداد نفسي ارتقى في دوافعه ليقدم أولادنا في كل المراكز إنتاجا وفيرا وعرقا غزيرا تفوق على ما قدمه الآخرون وبالتالي ارتقت المحصلة الاجمالية للإنتاج بدرجة ملحوظة على انتاج كل المنتخبات المنافسة ،ومن ثم رجحت كفة المصريين على كل ما عداهم من منافسين.. وهنا لابد وأن نعطي لأصحاب الفضل حقهم من الإشادة والاستحسان.. وكانت لمتابعة السيد رئيس الجمهورية لأبنائه وسعيه لشحذ الهمم واستنفار الجهود الأثر العميق فيما يقدمه اللاعبون.

هكذا اتحدت كلمة الخبراء على أن الروح الحماسية والنواحي النفسية والعزائم الفولاذية والمتابعات السيادية والدعوات الجماهيرية والإدارة الفنية والخططية وراء تفوق أحفاد الفراعنة على كل ماعداهم من منافسين وطامحين.. وعلى الله كان اعتمادنا .. وبالله كان توفيقنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى