مقتل احد ابرز المطلوبين في حزب الله بانفجار سوريا

> بيروت «الأيام» ليلى بسام وتوم بيري :

>
اعلن حزب الله اللبناني أمس الأربعاء مقتل عماد مغنية القائد البارز في الحزب واحد ابرز المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة واسرائيل في انفجار سيارة ملغومة في دمشق أمس.

واتهم حزب الله اسرائيل باغتيال مغنية الذي كان يرأس شبكته الامنية خلال الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 في انفجار ناجم عن قنبلة زرعت في سيارته,وحملت ايران اسرائيل مسؤولية قتله ونددت بالهجوم بوصفه من أعمال "إرهاب الدولة" فيما رحبت واشنطن بمقتله.

غير أن إسرائيل نفت أي دور لها في الاغتيال الذي ينظر اليه باعتباره ضربة لحزب الله الذي خاض قتالا مع اسرائيل استمر 34 يوما في العام 2006.

وكان مغنية (45 عاما) الذي قتل ليل أمس الأول منذ فترة طويلة على قائمة المطلوبين الاجانب في اسرائيل التي كانت تطالب اما بقتلهم او القاء القبض عليهم كما كان على رأس قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة قبل ظهور اسامة بن لادن كعدو اول للولايات المتحدة.

وقال ماجنوس رانستروب خبير مكافحة الارهاب بالجامعة السويدية للدفاع القومي بستوكهولم لرويترز "ان مقتله يشكل ضربة قوية لحزب الله. وهو في غاية الدلالة."

والقيت عليه اللائمة في الهجوم على السفارة الامريكية وعلى ثكنة لمشاة البحرية الأمريكية وكذلك الهجوم على قاعدة قوات حفظ سلام فرنسية في بيروت عام 1983 مما أسفر عن سقوط اكثر من 350 قتيلا.

كما وجه الاتهام لمغنية فيما يتصل بتفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 وخطف غربيين في لبنان في الثمانينيات.

واصدرت الولايات المتحدة لائحة اتهام ضده بالتخطيط والمشاركة في خطف طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية (تي.دبليو.ايه) في 14 يونيو حزيران عام 1985 وقتل امريكي.

اضاف رانستروب" بالنسبة للادارة الامريكية فان عماد كان اكثر الارهابيين المطلوبين اهمية قبل ظهور اسامة بن لادن. ولسنوات طويلة كانت فرق مخابرات عدة تبحث عنه وتحاول ان تجعله يدفع ثمن الهجمات المنسوبة اليه."

وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن "العالم صار مكانا أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلا شرسا وارتكب أعمال قتل جماعية وهو إرهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الأبرياء."

وأضاف "كان سيخضع للعدالة بطريقة أو بأخرى."

ونعى حزب الله المدعوم من سوريا وايران مغنية ودعا انصاره الى المشاركة في تشيعه اليوم الخميس.

وجاء في بيان حزب الله "بكل اعتزار وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان بركب الشهداء الابرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والانجازات وفي شوق جديد للقاء الاحبة قضى القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الاسرائيليين الصهاينة."

واضاف حزب الله "لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين ولطالما سعوا للنيل منه خلال اكثر من عشرين عاما الى ان اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة انبيائه والمفسدين في ارضه الذين يعرفون ان معركتنا معهم طويلة جدا وان دماء الشهداء القادة كانت دائما وابدا ترتقي بمقاومتنا الى مرحلة اعلى واسمى واقوى."

وسجي جثمان مغنية ملفوفا بعلم حزب الله في قاعة سيد الشهداء في ضاحية بيروت الجنوبية بين اربعة رجال من حزب الله يرتدون زيا عسكريا فيما كانت عائلته وقادة الحزب يتقبلون التعازي.

وكانت الحرب بين حزب الله واسرائيل اندلعت في صيف عام 2006 عقب خطف جنديان اسرائيليان في غارة على الحدود.

وحسب تقديرات المخابرات الاسرائيلية فان مغنية كان له دور في التخطيط لعملية خطف الجنديين الاسرائيليين. وكان ايضا يتولى شبكة الامن في حزب الله التي برزت في اوائل الثمانينيات خلال الحرب الاهلية.

كما تتهم اسرائيل مغنية بالضلوع بالتخطيط في تفجير مركز يهودي في بوينس ايرس في العام 1994 في هجوم ادى الى مقتل 87 شخصا وتفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 مما ادى الى مقتل 28 شخصا.

وقال داني ياتوم المدير السابق للموساد الاسرائيلي لراديو اسرائيل ان مغنية لم يكن فقط هدفا لاسرائيل ولكن للامريكيين وجهات اخرى عدة. اضاف انه كان من بين "الارهابيين" الذين تلاحقهم اجهزة مخابرات كثيرة.

وقال ياتوم انه كان من الصعب ملاحقته ووصف قتله بالضربة القوية لحزب الله مشيرا الى انه كان يتصرف بحذر شديد لسنوات طويلة وكان من المستحيل حتى الحصول على صورته ولم يظهر او يتكلم امام الاعلام وكانت هويته سرية وكذلك خطواته مما ادى الى صعوبة الوصول اليه خلال هذه السنوات الكثيرة.

وحاولت الولايات المتحدة القاء القبض على مغنية مرات عدة من ضمنها محاولة العام 1995 للقبض عليه عندما كان على متن طائرة كان من المفترض ان تحط على الاراضي السعودية. وقال دبلوماسيون ان المسؤولين السعوديين رفضوا السماح للطائرة ان تحط على اراضيهم.

ولم يصدر اي تعقيب من السلطات السورية على هجوم أمس الأول الذي وقع في منطقة سكنية تضم مدرسة ايرانية وقسما للشرطة ومكتبا رئيسيا للمخابرات السورية.

وقال شهود في المنطقة لرويترز انهم رأوا ضباط أمن وهم يسحبون الجثة من المكان فيما سارع عشرات من ضباط الشرطة والمخابرات الى الموقع. وقطرت شاحنة للشرطة السيارة المدمرة وهي نموذج جديد من نوع ميتسوبيشي باجيرو.

ويعيش مسؤولون بارزون في حماس بينهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في دمشق.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت "اسرائيل ترفض محاولات عناصر ارهابية لان تنسب لاسرائيل اي دور في هذا الحادث."

وكانت منظمة الجهاد الاسلامي الموالية لايران والتي يعتقد على نطاق واسع أن لها علاقة بحزب الله وراء خطف عشرات الرهائن الغربيين ومنهم امريكيون في بيروت في منتصف الثمانينيات في وقت يعتقد أن مغنية كان يقود فيه المنظمة.

وقتلت المنظمة التي تأسست عام 1982 عددا من رهائنها وابدلت اخرين باسلحة امريكية لايران في ما عرف بعد ذلك بفضيحة ايران كونترا. وكان من بين الرهائن الذين قتلوا انذاك مدير وكالة المخابرات الامريكية المركزية في المنطقة.

وكان شقيق مغنية قد قتل في هجوم مشابه في بيروت عام 1994 وقالت التقارير انذاك ان عماد كان الهدف الحقيقي لهذا الهجوم. وامضى مغنية معظم التسعينيات في ايران.

(شارك في التغطية نديم لادقي في بيروت وادم اينتوس واريا رابينوفيتش في اسرائيل) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى