نصرالله يهدد إسرائيل بنقل الحرب المفتوحة إلى خارج الأراضي اللبنانية

> بيروت «الأيام» ربى كباره:

>
الامين العام لحزب الله حسن نصرالله
الامين العام لحزب الله حسن نصرالله
هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال تشييع حاشد أمس الخميس لعماد مغنية، أحد كبار قياديي الحزب، في الضاحية الجنوبية، إسرائيل بنقل «الحرب المفتوحة» معها الى خارج الأراضي اللبنانية.

وقال نصرالله في خطاب ألقاه وبث مباشرة عبر شاشة كبيرة في قاعة مجمع سيد الشهداء التابع للحزب في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية في حضور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، إن «دم عماد مغنية (...) يؤرخ لمرحلة بدء سقوط إسرائيل».

وأضاف الأمين العام لحزب الله الذي قوطع مراراً بهتافات «لبيك نصرالله» من نحو عشرين ألف شخص داخل المجمع وعشرات الألوف في الشوارع المحيطة كانوا يتابعونه عبر مكبرات الصوت، «قتله الصهاينة في دمشق وكل معطياتنا الميدانية والأمنية تؤكد هذا الأمر حتى الآن».

وتابع:«حتى الآن، كانت معركتنا (مع الإسرائيليين) ولا تزال على أرضنا اللبنانية، وكنتم تقتلوننا على أرضنا».

وأضاف متوجها إلى الإسرائيليين:«قتلتم خارج الأرض الطبيعية للمعركة واجتزتم الحدود (...)».

وأضاف:«أمام هذا القتل من حيث الزمان والمكان والأسلوب...

إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العالم كله: لتكن حرباً مفتوحة».

وفي نشرة أخبارها المسائية، وصفت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزب الله كلام نصر الله بإنه «وعد استثنائي في زمن استثنائي»، مضيفة «سقطت معادلة كانت قائمة زمانا وبدأت معادلة جديدة».

ومن واشنطن، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإميركية شون ماكورماك أمس أن كلام الأمين العام لحزب الله عن «الحرب المفتوحة» على اسرائيل «يثير القلق».

وقال:«بشكل عام إن تصريحات من هذا النوع تكون مبعث قلق كبير ولا بد أن تنذر الجميع بالخطر»، معتبرا أن لحزب الله «تاريخا طويلا من العنف والإرهاب في كل أنحاء العالم».

وكانت إسرائيل أصدرت في وقت سابق تعليمات مشددة إلى رعاياها الموجودين في الخارج بتوخي الحذر، وذلك خشية أن يكونوا هدفا لعمليات انتقامية محتملة.

وأكد «مكتب مكافحة الإرهاب» التابع لرئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن «تعدد الاتهامات ضد إسرائيل إثر اغتيال مغنية يزيد من التهديدات الإرهابية لحزب الله ضد الإهداف الإسرائيلية في الخارج».

من جهة ثانية، استشهد نصرالله في خطابه أمس بكلام لمؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون وفيه أن «إسرائيل تسقط بعد خسارة أول حرب».

وأضاف:«لقد أجمعت إسرائيل بيمينها ويسارها أنها خسرت حرب تموز/يوليو، وبات محكوما عليها بحكم القوانين والسنن التاريخية وبحسب وعد منشئها، بالسقوط، وستسقط إن شاء الله».

واعتبر أن الإسرائيليين ارتكبوا «حماقة كبيرة» بقتل مغنية.

وأضاف:«سوف تكتمل نتائج هذا الدم لتجرف بصدقها وطهرها هذا الكيان السرطاني الغاصب المزروع في قلب جسد أمتنا».

وأضاف: «قتلوه في سياق حرب تموز/يوليو التي ما زالت مستمرة.

فحتى اللحظة، لم يعلن وقف لإطلاق النار، وهي حرب مستمرة سياسيا وإعلاميا وماديا وأمنيا مدعومة من الدول نفسها التي دعمت حرب تموز/يوليو».

وقال نصرالله من خلال الشاشة في القاعة المغلقة بينما الآلاف من أنصاره يتابعون تحت المطر الغزير في الخارج، «أقول للصديق والعدو لا وهن ولا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة إخوته سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده (...) في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد واحد.

أثناء تشييع جثمان عماد مغنية
أثناء تشييع جثمان عماد مغنية
لقد خلف وراءه عشرات آلاف المقاتلين المدربين الحاضرين للشهادة».

وأكد أن الحزب بدأ يعد العدة منذ انتهاء حرب يوليو في 14 أغسطس، مضيفا «بدأنا نعد ليوم آخر، ليوم نعرف أن إسرائيل ستعتدي فيه على لبنان.

الذين كانوا يقاتلون بدأوا يستعدون لحرب قد تكون قادمة».

وتجاوب المشاركون في التشييع بالهتاف والدعاء مع نصرالله.

وقال أحدهم حسن (21 عاما) لوكالة فرانس برس:«إن السيد لا يقول إلا الحق.

طالما كان على الصراط المستقيم».

وردا على سؤال عما إذا كان مستعدا للذهاب إلى الحرب في حال دعاه نصرالله، قال :«ننتظر أوامره.

عماد مغنية والشهداء الذين قتلوا ليسوا أفضل منا».

وكان مقدم الحفل قال لدى تقديمه نصرالله «ملت بنادقنا احتباس الرصاص.

إن تأمرنا، نملأ الكون غضباً».

وشارك في مراسم التشييع قادة حزب الله ووفد إيراني برئاسة وزير الخارجية منوشهر متكي الذي تلا بالفارسية برقية تعزية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأخرى من مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي ترجمتا إلى العربية.

وحانب من النساء في قاعة مجمع سيد الشهداء
وحانب من النساء في قاعة مجمع سيد الشهداء
وحضر التشييع ممثل لخامنئي هو آية الله قمي.

ومما جاء في نص برقية الرئيس الإيراني أن «هزيمة (الإسرائيليين) الفاضحة في عدوانهم على لبنان لا يمكن التعويض عنها باللجوء إلى مثل هذه العمليات الإجرامية.

هذه الجرائم تقصر من عمرهم المليء بالقذارة والفساد».

وأضاف:«إن ضحكة المجرمين الصفراء لن تستمر، سيقعون عاجلا أم آجلا في قبضة العدالة».

وعلى الجدار الذي سجي النعش تحته رفعت لافتتان كتب على إحداها «كل العزاء لسيد المقاومة ومجاهدها باستشهاد القائد المجاهد الحاج عماد»، وعلى الثانية «نعزي الحجة المهدي والإمام خامنئي باستشهاد القائد الكبير الحاج عماد مغنية».

كما تلقى الأمين العام لحزب الله رسالة تعزية من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عبر فيها عن «ثقته بقدرة حزب الله بقيادته الحكيمة على تجاوز هذه المحنة، كما هو قادر بإذن الله على الرد الموجع على هذه الجريمة النكراء».

وزير الخارجية منوشهر متكي كان من ضمن الحضور
وزير الخارجية منوشهر متكي كان من ضمن الحضور
بعد المراسم، خرج موكب الجنازة مع النعش الذي حمله عناصر من حزب الله على وقع موسيقى عسكرية، وسار مع عشرات ألوف الأشخاص رجالا ونساء نحو روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية حيث ووري الثرى.

وقال علي حمدان (40 عاما) وهو يسير في الموكب: «فقدنا رجلاً عظيماً.

مثل هذه الجريمة تزيدنا عزماً وإيماناً وتشوقا للمقاومة".

وقال رجل إلى جانبه:«يذهب قائد ويأتي قائد لكنها ليست نهاية المسيرة».ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى