منافسة على لقب «أسوأ مطار في العالـم» ..هيثرو الأسوأ في أوروبا .. والقائمة طويلة

> نيويورك «الأيام» اليزابيث روزنثال:

>
بينما كنت أجلس لفترة ساعة انتظار للخروج من مطار ليوناردو دافنشي خارج روما بعد رحلة قصيرة اوائل العام الحالي خرج الطيار ليعتذر لي وللمسافرين الآخرين. وقال «أنا آسف، كل واحد يعرف أن هذا واحد من أسوأ مطارات اوروبا».

وفي ذلك الوقت بدا من الصعب ان يخوض المرء نقاشا في الموضوع. فبعد الرحلة التي دامت خمسين دقيقة انتظرنا ساعة لنخرج من الطائرة وننتظر ساعة أخرى واقفين في قاعة تسلم الأمتعة.

ولكن في الأيام الحالية تشتد المنافسة على لقب «أسوأ مطار». وفي كل عام تكرم جوائز المطارات العالمية، التي تمنح من «سكايتراكس»، وهي شركة لأبحاث واستشارات السفر، لأفضل المطارات في العالم. وهناك قليل من المطارات التي كانت في قائمة أفضل عشرة مطارات لعام 2007. فقد احتل مطار ميونيخ المرتبة الرابعة ومطار زيوريخ المرتبة السادسة ومطار شيفول في أمستردام المرتبة السابعة، ومطار باراجاس في مدريد المرتبة العاشرة. ولا غرابة في ان تكون المطارات الثلاثة الأولى في آسيا، وأن لا يكون هناك أي مطار أميركي بين العشرة الأوائل».

وبينما تزايد عدد المسافرين بشكل كبير في العقد الماضي توسعت المطارات بطريقة البدائل المؤقتة ما ترك المسافرين امام مسافات أطول. فالرحلات تناسب على نحو أفضل من يمارسون الماراثون. ولست متأكدا من كيفية معالجة الناس ذوي الأطفال، او كبار السن، او من لديهم اعاقات، هذا الوضع. واذا ما اضفنا الى هذا حقيقة أن إجراءات النقل والأمن قد زادت تبدو التجارب السليبة للمطارات متجاوزة الى حد كبير التجارب الايجابية. ولهذا فان انتقاد المطارات الأسوأ قد يكون اكثر نفعا من تكريم المطارات الأفضل.

وفي ضوء ذلك اجريت استطلاعات للمسافرين في الأشهر الأخيرة على متن الطائرات او في خطوط الأمن او في مواقف سيارات الأجرة للتوصل الى طريقة مسح غير علمية تماما لأسوأ مطارات اوروبا.

وعلى الرغم من انني لست خبيرا بالاحصاء إلا اني اعتقد انه لا بد أن يكون مهما عندما يعطي كل شخص الجواب ذاته بالنسبة للخيار الأول بشأن اسوأ مطار في أوروبا: واشير الى مطار هيثرو بلندن من جانب 100 في المائة من المشاركين، كما يقول العلماء.كما اشتكى كثيرون من مطارات أخرى. وجاء مطار شارل ديغول خارج باريس في المرتبة الثانية. وجرى ذكر مطار ليوناردو دافنشي قرب روما ومطار فرانكفورت.

وقال هوارد برينان، وهو رجل اعمال اميركي، «مطار هيثرو فظيع، ولا يمكنك ان تصدقي فترات الانتظار. انه مزدحم جدا وعليك ان تعدي سريعا حتى تجتازي البوابات. واذا كنت مسافرة في الدرجة الأولى فان الوضع مناسب في بعض الأحيان، وليس دائما».

وقال جيفري بابين، وهو مستشار اعمال في لندن، «من المسلي دائما ان ينظر المرء الى العلامات التي تبلغه ان الأمر يتطلب 25 دقيقة سيرا على الأقدام للوصول الى بوابة معينة».

وكهدف سابق للإرهاب فان هناك في لندن اجراءات أمنية مشددة، ولكن تدقيق الجوازات لحاملي الجوازات من غير مواطني الاتحاد الأوروبي يمكن ان يستغرق ساعات. وقد كان من سوء حظي ان اصل من روما في وقت متأخر من الليل فيما وصلت في الوقت نفسه طائرات جمبو من موسكو والمآتا واسلام آباد ولاغوس ومناطق أخرى. وكان وقت الانتظار 90 دقيقة. ومن الأمور الأخرى المرتبطة بلندن السياسة الأمنية البريطانية الصارمة التي تفرض وضع الأمتعة في حقيبة واحدة. ويشتمل هذا على أجهزة اللابتوب والحقائب الصغيرة وما شابه. وللدخول الى المنطقة الأمنية يجب ان تكون كل هذه الأمتعة في حقيبة واحدة، ما يؤدي الى ازدحام خارج منطقة التدقيق ذلك أن الناس يحاولون إقحام اجهزة اللابتوب في الحقائب اليدوية أو الحقائب اليدوية في الحقائب التي تحمل اللابتوب. وتبدو هذه السياسة بلا معنى لأنه يمكن أن ينادى عليك ثانية لفتح حقيبتك من اجل تفتيشها مرة أخرى.

وعندما يذكر مطار فرانكفورت للذين يسافرون على نحو متكرر بين أوروبا والولايات المتحدة لا بد ان يأتي الحديث حول «نفق قوس قزح»، وهو نفق يضاء بأضواء نيون مختلفة الألوان. ويبدو النفق وكأن طوله أميال وبه سلالم عالية في كلتا نهايته. هناك أيضا مصعدان كهربائيان حركتهما بطيئة يستخدمان كبديل للسلالم في كلا طرفي النفق. إلا ان الاميركي وولتر كينيون يقول ان «المكان مثير للضيق». ولكن، ماذا عن مطار بروكسل؟ وهل تشعر بالارتياح إزاء وصول رحلتك في الوقت المحدد؟ يقول بابين ان الأمر يبدو وكأن بلجيكا تريد ان تخفي حقيقة انها دولة صغيرة من خلال حمل المسافرين على المشي مسافة طويلة للوصول إلى مكان تسلم الأمتعة عند الوصول. دافنشي لا يحتل مرتبة متقدمة طبقا لنتائج المسح الذي أجريته، لكنني اشك في ان السبب وراء ذلك يعود إلى حجمه الصغير، فضلا عن انه لا يعتبر نقطة تغيير تعج بالحركة. وتقول جوليا بول، وهي محامية من واشنطن تسافر كثيرا إلى أوروبا، ان الانتظار في لندن يجعل الشخص يشعر بالضيق، فيما الانتظار في روما يترك لدى الشخص شعورا بالارتياح. مطار دافنشي غير نظيف. كما ان الرحلة إذا وصلت في موعدها فمن المحتمل ان ينتظر المسافرون حتى وصول الشخص المسؤول عن فتح الباب، فضلا عن الطوابير الطويلة لإكمال إجراءات السفر إلى الولايات المتحدة بالإضافة إلى المستوى السيئ في إجراءات الأمتعة.

ما أزال أتذكر الطوابير الطويلة للمسافرين إلى نيويورك خريف العام الماضي، إذ أن طوابير إجراءات السفر قبل الدخول إلى صالة المغادرة امتدت لتصل خارج مبنى الصالة، واستغرق الوصول إلى موظف الإجراءات حوالي ثلاث ساعات، ولم يتم استثناء حتى المسافرين الذين يستخدمون أدوات للمساعدة على المشي والذين لديهم أطفال رضع يصرخون. كانت هناك إعلانات من وقت لآخر عبر مكبرات لمناشدة الأشخاص الذين أوشكت رحلاتهم على المغادرة على التقدم إلى أول الطابور، إلا ان تلك الإعلانات لا تساعد إلا إذا كان الشخص قريبا من مقدمة الطابور كي يستطيع سماع الإعلانات الصوتية. حاولت من خلال المسح الذي أجريته ان أكون ايجابية، وذلك من خلال السؤال باستمرار عن أفضل المطارات أيضا. الإجابات على هذا السؤال تضمنت مطارات مثل زيورخ وميونخ وشيفول وبارغاس، بالإضافة إلى بضعة مطارات أخرى صغيرة. وقال كونلين انه معجب بمطار شانون في آيرلندا. في الكثير من الحالات ليست هناك فرصة كبيرة لتفادي الضغوط النفسية التي يسببها المطار. وخلال رحلة لي في الآونة الأخيرة من روما إلى لندن قال لي المسافر الذي كان في المقعد المجاور ان أكثر المطارات سوءا هي: هيثرو وفرانكفورت وشارل دي غول، والأفضل، في نظره، بارغاس وشيفول، وقال انه بات على الشخص الانتظار لفترة طويلة في المطارات هذه الأيام، وان الأمر المهم هو ان تكون هناك متاجر ومطاعم جيدة.

عن الـ «نيويورك تايمز»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى