قطيع من الكلاب الضالة تهاجم طفلين بالكود في وقت واحد ..عدم توفير الأدوية الخاصة بداء الكلب من قبل الوزارة (كارثة) ..أين حملات إبادة الكلاب الضالة في أبين؟!

> «الأيام» أحمد يسلم:

>
من اليمين شيماء عمر - عضها كلب مسعور ومحمود جمال - هاجمته ثمانية كلاب مجتمعة و واصف محمد صالح - عضه كلب مسعور
من اليمين شيماء عمر - عضها كلب مسعور ومحمود جمال - هاجمته ثمانية كلاب مجتمعة و واصف محمد صالح - عضه كلب مسعور
في غرفة صغيرة بجوار قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى الرازي العام بمدينة جعار، يقع مقر برنامج مكافحة داء الكلب المحتوي على بضعة أدوات ومعدات بسيطة، ومكتب متواضع يحتوي على وثائق وصور ومعلومات عن هذا المرض القاتل.

الأخ أبوبكر أحمد صالح البكري مدير البرنامج، شاب خلوق يستقبل مرضاه ومعظمهم من الأطفال والعجزة بحيوية وإخلاص.

وخلال تواجدنا بالصدفة في موقع عمله كان هناك طفلان صغيران يتلقيان العلاج بعد تعرضهما لهجوم مباغت من قطيع من الكلاب الضالة، التي صارت خطرا يهدد حياة الناس بعد توافر أسباب عدة لتكاثرها وتزايدها على مقربة من الأسواق العامة وأطراف المدن المكتظة بالسكان.. وقبل معرفة مزيد من التفاصيل نتابع من خلال هذا الاستطلاع الخاطف بعض الروايات التي نسردها هنا على لسان الضحايا..

يقول الطفل محمود جمال بلخير (7أعوام) أولى ابتدائي، مدرسة الكود: «عصر يوم 26/1/2008 قررت الذهاب إلى (صندقة) صغيرة، وكان معي عشرة ريال لشراء بطاطس (طرزان)، وحين عودتي من الصندقة نبحت عليَّ مجموعة كلاب، حاولت التقاط حجر لكن كان عددها كثيرا، وحاولت الهرب منها فلاحقتني وأردتني على الأرض وهاجمتني، وأخذ كل كلب ينهش مني، وأنا أصرخ».

وكانت الحصيلة 13 عضة متفرقة على جسده البريء، فأسعف إلى المستشفى، وهناك تمَّ حقنه بالأمصال والأدوية.

طفل آخر من الحي السكني نفسه وفي الموقع ذاته، وبعد مرور ساعة واحدة فقط خرج هو الآخر للغرض نفسه تقريبا، اسمه علي عبدالله عوض، سنة ثانية، مدرسة الكود أيضا، عاودت تلك الكلاب الضالة هجومها للمرة الثانية على الضحية الجديدة، وبعد أن خر صريعا بين جموع الكلاب المسعورة، كان نصيبه عضات مختلفة، وأسعف على الفور إلى مستشفى الرازي، وإن كانت نسبة العضات أقل بعض الشيء بسبب نجدته من المارة وبعض الجيران.

وكيلة مدرسة الكود، مجمع هائل، كانت ضمن المسعفين أو مع أول من بادر لإسعاف الطفل محمود إلى أن لحقه زميله علي، تقول: «مشهد مروع تعرض له الطفلان اللذان هما من تلاميذي، وأنا أشعر بمسئولية تجاه وضعهم، ونتابع علاجهم مع أمهاتهم أولا بأول لإداركي بخطورة ما جرى، والحمدلله!».

الأخوة في وحدة مكافحة داء الكلب أول ما اتصلنا بهم سارع الأخ البكري دون تردد وأجرى للطفلين الإسعافات الأولية والعلاج اللازم بدون أي مقابل، وأنا بالمناسبة أدعو كل أم وأب إلى إسعاف كل طفل يتعرض لعضات الكلاب أو أي حيوان آخر، وسرعة إيصالة إلى المستشفى.

محمد أحمد شميلة (35عاما) من جعار قال: «كنت أقود دراجتي النارية ظهرا قاصدا منزلي، وفجأة اعترضني أحد الكلاب، وكان يأكل من القمامة المتراكمة في المحراق- جعار- وعلى الخط العام، تفاديت إحدى السيارات لارتطم بأحد الكلاب الذي سقط جريحا، وتسبب في انقلاب الدراجة، وسارع مجموعة من الأشخاص إلى مساعدتي على النهوض، وعلى حين غرة ومن بين أفراد المجموعة هاجمني الكلب الجريح ونشب أسنانه ومخالبة في كتفي وذراعي، ولم يتركني إلا بعد مساعدة من حولي، وغرس أنيابه كاملة، فتلقيت العلاج في وحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى، وأنا أقول الآن الحمدلله، ثم أشكر الأخوة العاملين في وحدة مكافحة داء الكلب، الذين قدموا العلاج وتابعوا حالتي مجانا».

الأخ أبوبكر أحمد صالح البكري - مدير البرنامج في محافظة أبين قال: «في البداية أشكر صحيفة «الأيام» من كل قلبي على اهتمامها وتسليط الضوء على نشاط وحدة مكافحة داء الكلب، وبحكم أنها الصحيفة المقروءة الأولى أجدها فرصة للحديث عن مخاطر داء الكلب كنوع من نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع.

وعليه ننوه بأن أعداد الكلاب الضالة تتزايد في الآونة الأخيرة، رغم مناشدتنا للجهات المختصة في خنفر وزنجبار، وبالذات من قبلنا ود. سالم ناصر، مدير عام مكتب الصحة والسكان، لكن الأمر لم يعر اهتماما على ما يبدو، ونحن هنا في وحدة المكافحة على الرغم من إمكانياتنا المتواضعة نستقبل الحالات المصابة فور وصولها أثناء الدوام أو إبلاغنا بعد الدوام عبر المستشفى، ونتعامل مع الحالات المصابة بتطهير الجروح بالماء والصابون أولا ثم المطهرات وإعطاء لقاحات داء الكلب Rapiesvaccine مع الأمصال المانعة، منعا لانتشارا الفيروس بشكل سريع، ومن ثم متابعة الحالة المصابة، وفي الحقيقة د. سالم مدير مكتب الصحة يقدر عملنا ويتفاعل مع مطالبنا دون تردد، وأخيرا وجه بجهاز كمبيوتر خاص بالوحدة مع تزويدها بالمعدات المطلوبة، إضافة إلى الإخوة في إدارة المستشفى د. حسين الجفري، مدير عام المستشفى والأخ محمد فضل زيد، نائب المدير، أعطوا توجيهات بتحرك سيارة الإسعاف في حال طلبنا مع توفير الأدوية الخاصة التي هي متوفرة مجانا ومخزونة وفق ظروف خزن طبية تحت إشرافنا.

وعلى كل حال نبين التقرير الإحصائي في خلال عام 2007م: عدد الحالات المعضوضة والمصابة 134 حالة، في زنجبار 20 حالة وفي لودر 3 حالات وفي سرار حالة واحدة، ومن خارج المحافظة 5 حالات من (عدن - لحج)، بينها حالات عض من حيوانات غير الكلاب 33 حالة. الوفيات حالة واحدة لرجل مسن (75عاما) بسبب حصوله على جرعة أولية فقط وبسبب إهماله من أهله الذين لم يحضروه لمتابعة العلاج، وحالة أخرى في بداية عام 2008م لطفل يدعى عبدالمعين علي عبده (9أعوام) تعرض لعضة كلب ولم يحضره أهله إلا بعد 20 يوما من ظهور الأعراض، وحالة كهذه تكون فيها نسبة الإماتة 100% إلا من رحم الله».. وقال د.حسين عبدالقادر الجفري - مدير المستشفى: «نحن كإدارة المستشفى حرصنا على إيجاد وحدة المكافحة في قسم الطوارئ وتوفير مواد المجارحة والتضميد وعدة الإسعافات الأولية الكاملة، إدراكا منا بخطورة المرض وأهمية إيجاد وحدة مكافحة داء الكلب وفي حدود إمكانياتنا، قمنا بعمل حملة إبادة للكلاب في محيط المستشفى، ونأمل من السلطة المحلية القيام بحملة على مجال أوسع، ولن نألوا جهدا في توفير ما نستطيع توفيره أو المساعدة لهذه الوحدة النشطة التي أثبتت خلال فترة قصيرة قدراتها، وتقديم خدماتها الإسعافية والمجانية».

ويقول الأخ أبوبكر أحمد صالح البكري - منسق عام محافظة أبين لبرنامج مكافحة داء الكلب- عن أهم الصعوبات المتمثلة ما يلي:

«1- عدم توفر اللقاحات والأمصال في الوزارة في أوقات نحن في أمس الحاجة إليها، نظرا لعدم توفر اللقاحات والأمصال الخاصة بداء الكلب في الأسواق والعيادات التجارية، وهنا تكمن أهمية توفير هذا العلاج كون عدم وجوده أو توفيره يعني وفاة الحالات.

2- عدم تفاعل السلطة المحلية في تنفيذ حملات إبادة على مستوى المديريات للكلاب الضالة المسعورة، رغم خطاباتنا المتكررة إليهم بهذا الصدد.

3- الكمية المصروفة لنا لاتتعدى 100 VIAL فقط، وهذا يعني طلوعنا إلى صنعاء كل شهرين تقريبا ويكلفنا جهدا ومالا، رغم أننا نعد من أبعد الوحدات مسافة إلى العاصمة.

4- حصلنا على وعود بإدخال البرنامج في إطار المنظمات الدولية الداعمة، وهذا ما لم يحصل للأسف حتى الآن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى