رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> -1 عبدالله محمد الزغلي:الميلاد والنشأة: السلطنة العوذلية:السلطنة العوذلية أو أرض العواذل كما وردت في كتاب (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) ص31 للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة:«تقع السلطنة العوذلية شمال شرقي عدن وتبعد عنها حوالي 128 ميلاً (حوالي 206 كيلو مترات)، وتمتد حدودها شرقاً إلى وادي (ضرا) التي يقطنها العلهيون وغرباً إلى الحدود اليمنية وشمالاً الحدود اليمنية أيضاً وجنوباً السلطنة الفضلية».

«تنقسم السلطنة إلى قسمين: سهلي ويطلق عليه «الكور» لوقوعه في سفح جبال سلسلة الكور، وجبلي ويطلق عليه «الظاهر» لوقوعه في قمم جبال الكور». يورد جرجرة أسماء القبائل العوذلية وفروعها، ونكتفي بإيراد أسماء قبائلها على النحو التالي:

1- آل منصور 2- آل عوذلة 3- أهل بوطهيف 4- الدهاني 5- النخعي 6- المحمدي 7- الشهود 8-البركان 9- أهل عسيل.

بما أن عبدالله محمد الزغلي من مواليد قرية الشعراء ، لودر، فهو لذلك ينتمي إلى قبائل كور العواذل وكبراها- استناداً لإفادة الشيخ سالم وادي:

آل الوادي وآل المحروق وآل مسور وآل بجلة وآل مهيم.

(راجع: حلقة رجال في ذاكرة التاريخ - العدد:5302-20يناير، 2008م).

استناداً لعبدالرحمن جرجرة (مرجع سابق) كان التقسيم الإداري للسلطنة العوذلية موزعاً على أربع مناطق:

1- المنطقة الشرقية ومركز إدارتها امشعة.

2- المنطقة الغربية ومركز إدارتها مكيراس.

3- المنطقة الشمالية ومركز إدارتها مرتعة.

4- المنطقة الجنوبية ومركز إدارتها زارة.

الشهيد عبدالله محمد الزغلي من مواليد قرية الشعراء بلودر، أرض أهل العواذل عام 1943م، وتلقى دروسه الأولى في حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة في كتاتيب القرية. التحق وهو في النصف الثاني من عقد عمره الثاني بالحرس الخاص التابع للسلطنة العوذلية وتم إلحاقه بمدرسة جيش محمية عدن :

(ADEN PROTECTORATES LEVIS (APL

وهو الجيش الذي عرفته العامة ب«جيش الليوي» وكانت المدرسة إلى جانب ثكناته المعروفة حالياً بـ«معسكر عبدالقوي» بمدينة الشيخ عثمان .

الزغلي وعمر علي أحمد في صفوف الجيش وفي خدمة الثورة:

عمل الشهيدان عبدالله محمد الزغلي وعمر علي أحمد في صفوف جيش محمية عدن (APL)، وعملا على تقديم الأسلحة والذخيرة للمقاتلين في القطاع الفدائي الذي اعتمد على دعم القادة والضباط الموالين للتنظيمات المسلحة وعلى وجه الخصوص الجبهة القومية التي انضم إليها الشهيد عبدالله محمد الزغلي في العام 1964م، وشارك في عدد من العمليات العسكرية لصالح الجبهة القومية.

كان لأبناء العواذل عامة وأبناء لودر خاصة حضور كبير في القضية الوطنية وخاصة في الكفاح المسلح منهم الشهيد قاسم علي نشفة، والشهيد عمر علي أحمد والشهيد عبدالنبي مدرم ومحمد سالم مدرم والخضر حسين القفيش وعلي محمد القفيش وعبدربه الفاطمي وعبدالله شيخ محنف وأحمد علي شيخ ومنصور محمد مدرم ومحمد علي أحمد ومحمد علي أحمد عبدالله (زغينة) وأحمد صالح الشاعر، ومناضلون آخرون من آل النخعي والدماني وآل منصور وآل المحمدي والبركاني والشهود وأهل عسيل.

الزغلي رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية:

كان عبدالله محمد الزغلي من ضمن رفاق السلاح الذين عملوا على تثبيت الأوضاع في لودر في المرحلة السابقة على الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر، 1967م وضمن تلك الكوكبة: الشهيد علي سالم لعور والشهيد عمر علي أحمد وقاسم صالح نشفة (لطفي) وصالح عبدالله علي وعبدالله على مسر وقاسم حسن قاسم وصالح عبدالله البركاني وأحمد قاسم الشوغبي ومحمد عبدالله المطري وأحمد عمر الجلد وعلي عبده جبر ومحمد عبدربه جحلان وعلي عبدالله العبيد وصالح محمد لجدل.

التحق عبدالله محمد الزغلي بمعهد العلوم الاشتراكية (معهد الفقيد عبدالله باذيب) بخورمكسر (عدن) لتلقي دورة حزبية وابتعث بعد ذلك إلى جمهورية كوبا الاشتراكية لتلقي العلوم العسكرية وحصل على درجة البكلوريوس وعاد بعد ذلك إلى أرض الوطن، صدر قرار بتعيينه مسؤولاً عن العمل السياسي في محافظة أبين.

شهد النصف الأول من سبعينات القرن الماضي انعطافاً نوعياً في مشوار الزغلي العملي، ذلك عندما عين رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية، وبحكم تلك المرتبة كان أيضاً عضو اللجنة العليا للقوات المسلحة وعضو مجلس الدفاع الوطني الأعلى.

الزغلي وشرف الاستشهاد مع كوكبة تصدرها سالمين:

خسر الجنوب كوكبة من رجاله الأشاوس في منعطفات عدة منها حركة 26يونيو، 1976م التي استهدفت الرئيس سالم ربيع علي وعدداً من الموالين لخطه وكان منهم الشهداء علي سالم لعور وزير الدولة لشؤون مجلس الرئاسة وجاعم صالح محمد، عضو المكتب السياسي ومحمد عوض الحجيجي، نائب رئيس هيئة الأركان والشهيد حامد مدرم (تقلد عدة مناصب قيادية آخرها في مصنع الغزل والنسيج)، ومحمد عبدالله امزرية، قائد اللواء 22 ثم قائد حماية الرئيس وسعيد صالح المرقشي، قائد سلاح المدرعات وأحمد سعيد المرقشي، أركان سلاح الدروع وسالم علي السعدي، قائد لواء شلال وعطا (من لحج) قائد سلاح الهندسة وصالح علي عوض، رئيس شعبة العمليات.

للشهيد عبدالله محمد الزغلي ثلاثة أبناء هم:1) عبدالله2) نايف 3) منيف.

-2 الفقيد عبدالله باهارون (سبولة)

الميلاد والنشأة:

خلفية السادة آل باهارون:

أسرة السادة آل باهارون الكرام من الأسر العريقة التي ذاع صيتها في مجالات مختلفة منها العلم والتجارة، وأينما حل السادة آل باهارون كان لهم نصيب وافر من اهتمام الناس بهم وحبهم لهم ويسجل التاريخ لسادة آل باهارون أن الشهيد عبدالقادر باهارون، كان أحد الشهداء السبعة الذين قاوموا الاستعمار البرتغالي في القرن السادس عشر الميلادي.

رحل العلامة والحبر الفهامة عبدالقادر محمد صالح باهارون عن مدينة تريم بحضرموت قبل حوالي (180) عاماً في طريقه إلى قعطبة واستقر فيها وأقام داراً اسماها «دار البستان» فاحت منه رياحين الشريعة والفقه وأنجب خمسة أبناء هم: 1- عبدالله 2- محمد شمس الدين 3- محمد الصادق4- أحمد 5- عبدالرحمن.

من السادة آل باهارون، السيد عبدالرحمن باهارون الذي نشط في تجارة وتصدير الجلود، ودخل السادة آل باهارون التاريخ التجاري بمؤسستهم «شركة الأخوان التجارية» (BTC) ثم دخلوا منعطفاً نوعياً عندما أسسوا أول شركة نقل جوي عربية في عدن وهي «شركة الأخوان للخدمات الجويةBASCO) BROTHERS AIR SERVICE COMPANY التي حملت على كتفيها مهمة نقل وفد الجبهة القومية إلى جنيف برئاسة قحطان محمد الشعبي للتفاوض مع بريطانيا من أجل استقلال مناطق الجنوب وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر، 1967م تحت مسمى «جمهورية اليمني الجنوبية الشعبية» (PROSY) وكان أول رئيس لها هو المغفور له بإذن الله قحطان محمد الشعبي.

الفقيد عبدالله محمد باهارون(سبولة) من مواليد مدينة قعطبة عام 1942م وانتقل وهو في السابعة من عمره إلى مدينة عدن وعاش في كنف السيد عبدالرحمن عبدالقادر باهارون ومحمد الناشري في حافة حسين العريقة بكريتر (عدن) وفي كتاتيب حواريها تلقى تعليمه الأولي في حفظ القرآن ومبادئ القراءة والكتابة.

سبولة في صفوف الحرس الوطني والجبهة القومية:

ما إن ارتفع صوت المذيع يعلن عن قيام ثورة 26سبتمبر، 1962م، حتى وقفت عدن كعادتها على أطراف أصابعها وتم انخراط الآلاف من الشباب في صفوف الدفاع عن الثورة وتم تسجيلهم في مكاتب وطنية بعدن ونقلوا إلى تعز براً، بل أن بعض الوطنيين من التجار لم يبخل بماله وكان يصرف بطانية لكل متطوع ومصروف جيب ونقل، ومنهم (أي من التجار الوطنيين) المغفور له بإذن الله محمد علي الأسودي.

لبى عبدالله سبولة نداء الدفاع عن الثورة وانتقل إلى مدينة تعز ومنها إلى صنعاء وسجل نفسه ضمن المجموعات الأولى التي وصلت، وكان من ضمنهم محمد الشحاري وأبو علوه.

قاتل السبولة في صفوف الحرس الوطني في رازح ومرواح وصنعاء ومناطق أخرى، واكتسب سبولة معارف عسكرية ميدانية أثناء مشاركاته.

انتقل عبدالله سبولة مرة أخرى إلى عدن في نوفمبر، 1963م إثر انطلاق أول شرارة لثورة 14 أكتوبر، 1963م من جبال ردفان الشماء.

انضم عبدالله سبولة إلى صفوف تنظيم الجبهة القومية، حيث نشط في القطاع الفدائي في مدينة عدن واستناداً لإفادة مقدمة من أسرته بأن الساحة التي نشط فيها سبولة ضمت محمد سعيد عبدالله (محسن) وعبدالعزيز عبدالولي وفضل محسن عبدالله (معروف) ومحمد عبدالله الطيطي ومحمد صداعي علي وفاروق مكاوي وعثمان المهدي وصالح سعيد (الحكومة)وعبدالله حسين مساوى (أبو هاشم) وعبدالكافي محمد عثمان وأحمد ناصر العلواني (حسان) وعلي مقبل مرشد (قشعم) وعبدالرب علي محمد (مصطفى) وأبوبكر علي شطيف وأحمد قاسم عبدالله ومحمد عبدالكريم وعبدالنبي مدرم وخالد هندي وعبدالله الحبيشي ومحمد عبده محمد (الزبيدي) وسالم عبدالله ياسين وأحمد عبيد الفضلي وعبدالرب بن عبدالرب ويوسف علي بن علي وراشد محمد ثابت وعوض عبدالله ميسري وصالح أحمد ملقاط وعلي شيخ عمر وعلي صالح بيضاني وعبدالعزيز سلام وغيرهم.

دفع عبدالله سبولة ضريبة النضال عندما اعتقلته السلطات البريطانية الأمنية أواخر عام 1965م إثر عملية فدائية وأودع سجن رأس مربط بالفتح في منطقة التواهي وخضع للمساءلة والتعذيب وأطلق سراحه في 17 نوفمبر 1967م.

سبولة ينشط في عدة جبهات:

التحق عبدالله سبولة بعد عودته من صنعاء بالبنك العربي وكان بالإضافة إلى نشاطه السياسي والعسكري في الجبهة القومية كان أحد الناشطين في النقابات الست المناهضة للمؤتمر العمالي (A.T.U.C)، كما نشط سبولة في المجال الرياضي وكان قيادياً في نادي الأمل الرياضي (حافة الهنود بكرتير - عدن).

تبوأ عبدالله سبولة عدة مناصب قيادية في الاتحاد العام لنقابة عمال الجمهورية منها: أمين عام مساعد لنقابة عمال الجمهورية ورئيساً لنقابة المصارف والبنوك والتأمين وترأس وفوداً نقابية عدة مرات إلى الصين ومصر والهند وألمانيا وكوبا وروسيا وسوريا والعراق وليبيا والسودان والمغرب والجزائر وغيرها من البلدان.

تم انتخاب عبدالله سبولة عضواً في مجلس الشعب الأعلى (البرلمان) مرتين ممثلاً عن العمال وكان مندوباً عن مجلس الشعب الأعلى في وزارة العمل والخدمة المدنية بعدن وأسهم كثيراً في توظيف عدد من أبناء عدن.

حصل الفقيد عبدالله محمد باهارون (سبولة) على وسام الشجاعة ووسام 14 أكتوبر ووسام 30 نوفمبر وأوسمة من بلدان صديقة، كالصين وكوبا وروسيا وألمانيا.

كانت وفاته رحمه الله في 12 ديسمبر، 1983م بعد شهر واحد من وفاة عبدالعزيز عبدالولي ودفن إلى جواره بكريتر (عدن).

عبدالله محمد باهارون متزوج ولديه ولدان هما:1) ضرام، عضو المجلس المحلي لمديرية صيرة ورئيس لجنة الخدمات والأشغال بالمجلس 2) وجدي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى