قصة قصيرة ..إنذار أخير..!!

> «الأيام» حسين فضل محسن الفضلي:

> ارتسمت في وجوه أطفالي الذكور بدايات التجاعيد.. وكلما رأيتهم ازدادت عندي التناهيد.. أطفالي هم مزيج بين عاص وعصبي وعنيد.. ويتسكعون في كل الأمكنة وأثناء الحر الشديد.. يتسكعون في كل المواعيد.. وكأنهم لم يمروا بمراحلهم منذ أن كانوا مواليد.. أطفالي كالعلك والتشكيل فيهم أوهن من ذوبان الجليد.. وسلوكهم لايمسه تعقيد.. ولا يمت بصلة لأية روابط أو تقييد.

وسيأتي يوم ويضعوني في محل تهديد ووعيد.. وسألت بعضا منهم؟ لماذا أنتم كالضياع كالمفاقيد؟ فأجابوني بلسان ركيك وعقل بليد.. جوابهم كان صورة جلية لكل شيء فيهم مخيف مخيب.. صورة لفشل يعانون منه منذ زمن مديد.. جوابهم صورة مجسمة لنجاح معدوم ولا يحتاج إلى مقدمة وتمهيد..ولكن!! وبعد جهد ليس بجهيد.

استدركت بأني كنت مجحفا في حقهم وكل أمثالي مخطئين وكلهم دون تمييز أو تحديد.. وهكذا سيبقى أطفالي في ديمومتهم حتى يصيروا كالصيد.. وهل يطبخ الصيد دون زيت و وقيد؟.. وآه من نيران الوقيد.. وأنا وغفوتي في حب وعناق شديد.. وأطفالي أصبحوا كالصيد.. وأخاف أن يروا صنارة وطعما وصيادا يعيد عجنهم من جديد.. وسيعجنهم طهاة متخصصون وهم مجندون لصناعة العجائن تجنيد.. وأنا سأبقى في الغفوة لوقت بعيد.. حتى يبرم أطفالي عقدا مع الأقدار ليخدموا في النار والحديد.. وأنا في غفوتي وهم لغيري خدام وعبيد.. ترى هل يحيا ضميري والتعاليم والتقاليد؟ أم سيبرحونني ضربا وسأبكي دما وصديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى