يا قوم تعالوا إلى كلمة سواء

> محسن محمد أبوبكر بن فريد:

> إلى أين تسير البلاد..؟ .. وإلى أين نسير بالبلاد..؟ ..هذا الوطن هو طننا.. ولا أحد سيصلحه أو يدمره إلا نحن.. في عالم اليوم، كل دولة مشغولة بنفسها.. ولا أحد منشغل بنا.

فعلى جزء من كوكبنا الأرضي نجد أن الكينيين يتذابحون في الشوارع بالسواطير! والعالم يتفرج عليهم ويشفق عليهم ويسخر منهم في نفس الوقت، والصوماليين يذوبون ويتلاشون ويغرقون بالمئات على الشواطئ والعالم غير مكترث.

وعلى جزء آخر من كوكبنا نجد أن الصين بانتهاجها لسياسة «الأقاليم المستقلة» تحقق نهوضاً اقتصادياً وسياسياً خرافياً، ونجد ماليزيا تتوج تجربة اقتصادية وإنسانية باهرة، كما نجد دبي على الطرف الآخر من الجزيرة العربية تحقق معجزة إنسانية أخرى.

فأي من الخيارين نختار..؟

الخيار الصيني والماليزي والإماراتي؟.. أم الخيار الكيني والصومالي؟

يا قوم إذا كان هناك من درس مستخلص بعد ما يقرب من أربعة عقود من الصراعات الداخلية فيما بيننا والتصفيات الجسدية، حتى في إطار الحزب الواحد، فهو أن هذا الوطن لا يمكن أن يكون إلا لكل أبنائه. فلا أحد يستطيع أن يلغي أحداً (قد يلغيه إلى حين، ومأساة حرب صيف 94 خير شاهد على ما أقول). ولا يمكن لفرد.. أو قبيلة.. أو محافظة.. أو حزب أن يسيطر على كل شيء.

لماذا هذا العناد والمكابرة والتبسيط والمعالجات بالأسبرين والترقيع من جانب السلطة الحاكمة ؟ ولماذا لا تدرك وتستوعب ما يجري في عموم الوطن بشكل عام وفي جنوب الوطن بشكل خاص ؟

وإلى أين ستقودنا الاعتصامات والتجمعات والمظاهرات التي يموج بها جنوب الوطن؟ هل نحو انفراج وبوابة للإصلاحات الحقيقية في عموم الوطن؟ أم إلى توجه انعزالي ومناطقي مقيت وإلى زرع ثقافة الحقد والكراهية تجاه جزء كامل من الوطن (كما بدأت تظهر شيئاً فشيئاً)؟

هل نترك كرة الثلج تكبر وتكبر حتى تسحقنا جميعاً..؟

هل نترك الحسابات الشخصية والمناطقية والحزبية الضيقة تعمي الأبصار حتى نعمى ويعمى الوطن ككل..؟

يا قوم.. هذا الوطن هو وطننا، فيه أكثر من 2500 كليومتر من الشواطئ المفتوحة على الدنيا كلها، وفيه الجبال الخضراء العالية والسهول المنبسطة، فيه المناخ المعتدل والبارد والحار في وقت واحد، فيه ثروة لا تنضب من الأسماك، فيه البترول والغاز والمعادن التي لم تستكشف بعد، فيه سهول تهامة الزراعية ، وفيه أودية تبن في لحج وبنا في أبين وبيحان ووادي حضرموت (التي يمكن أن تكفي ليس فقط اليمن.. بل الجزيرة العربية كلها)، وفيه، قبل هذا وذاك، 22 مليوناً من الثروة البشرية، هؤلاء البشر الذين نجد بصماتهم واضحة في تنمية الجزيرة العربية، كما نجدها في أندونيسيا وشرق أفريقيا، ونجد نماذج مشرفة منهم كسبوا المليارات في مهاجرهم، وقدموا نماذج إنسانية ناجحة، وينتظرون الفرصة المناسبة للإسهام في نهضة وطنهم الأول.

يا قوم.. إن أمام بلادنا فرصة نادرة (قد لا تتكرر) لتنطلق في آفاق التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ونعوض العقود الماضية، التي أهدرنا فيها الفرص الواحدة تلو الأخرى، واستنزفنا فيها أنفسنا وبلادنا في صراعات ومعارك داخلية متخلفة وغير جدية.

يا قوم..

لماذا لا نتفق..؟

هل من يسمع..؟

وهل من مجيب..؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى