في افتتاح المؤتمر الإقليمي بالدوحة لتقييم منتصف العقد التعليمي

> الدوحة «الأيام» خديجة بن بريك:

>
أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري أهمية تعميق النقاش والحوار حول مطلب جودة التعليم مع ضرورة التركيز على كيفية تطوير قدرات الطلبة فى جميع مستويات المراحل التعليمية على التفكير النقدي والتحليلي فى اتساق وثيق بمؤشرات التنمية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها يوم أمس في افتتاح أعمال المؤتمر الإقليمي لتقييم منتصف العقد للتعليم الذي افتتحته صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربيه والعلوم وتنمية المجتمع يوم أمس في فندق الريتز كارلتون، وتنظمه مؤسسة قطر للتربيه والعلوم وتنمية المجتمع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربيه والعلوم والثقافة (اليونسكو).

حيث قال: «إن التعليم بصفة عامة يأتى فى مقدمة الاختيارات الإستراتيجية فى دولة قطر، وذلك وفق رؤية قيادية ثاقبة تعتبر التعليم رافعة التقدم الحضارى وجسر التعاون والتحاور بين الشعوب.

العطية:نؤمن بأن إعداد مواطن ماهر ومبتكر يتطلب شراكة فعالة بين سوق العمل والقطاع التعليمي

ماتسورا: 75 مليون شخص من كبار السن في الدول العربية لايجيدون القراءة والكتابة

وعلى الرغم من الجهود المبذولة في التعليم هنا وهناك لازلنا بعيدين عن تحقيق فعلي لتلك الأهداف، فمثلا لايزال الدعم الأولي الذى لاتخفى أهميته يعتبر فى نظر كثير من النظم عنصرا كماليا بل إضافيا، أما جودة التعليم التى هى المدخل للتنمية الحقيقية المستدامة وأساس الاقتصاد المعرفى فأعتقد بأننا لازلنا نبحث عن البوصلة التى تهدينا صوبها، مع علمنا القطعي بأنها ركيزة استيعاب التحديات الكونية التى تحيط بنا».

كما قال أيضا: «يجب وضع (التعليم للجميع) فى سياقه المنطقي السياسي والسوسيواقتصادي لضمان التناغم والانسجام التامين بين منظومة التعليم بمخرجاتها المختلفة من جهة وبين متطلبات سوق العمل من جهة أخرى» منوها إلى «ضرورة انخراط المجتمع المدني فى تحقيق أهداف (التعليم للجميع) حيث يمكن لمنظمات ذلك المجتمع أن تلعب دورا إستراتيجيا وواقعيا لربط التعليم باحتياجات المجتمع»، وأضاف قائلا: «إننا فى قطر نؤمن بأن إعداد مواطن ماهر ومبتكر يتطلب شراكة فعالة بين سوق العمل والقطاع التعليمي.. ونحن نسجل اعتزازنا وفخرنا بالشراكة التى بدأت تتأسس بوضوح بين سوق العمل وقطاع التعليم ممثلا بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمجلس الأعلى للتعليم وجامعة قطر.. كما أننا نؤمن بأهمية تشجيع التعليم المستمر والتعلم الذاتى والتوجه نحو استخدام أساليب التعليم الفعالة، ومنها التعلم عن بعد وتطوير البنى الأساسية المطلوبة على نطاق الدولة التى تتطلبها مثل هذه الأساليب الحديثة من التعليم».

وفي ختام كلمته أكد «أن من الضروري التفكير فى اعتماد إستراتيجية كفيلة بحماية المنظومة التعليمية فى وضعية الأزمات كما هو الشأن فى العراق وفلسطين والصومال وغيرها من المناطق»، معربا عن أمله فى أن «يحقق المؤتمر أهدافه المهمة والمرجوة والنبيلة».

كما ألقى السيد كويشيرو ماتسورا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) كلمة قال فيها: «إننا ممتنون كثيرا لقيادة وريادة صاحبة السمو المهمة لتعزيز التعليم في الدول العربية وعلى مستوى العالم أجمع، وما توليه سموها من عناية فائقة نحو هذا الهدف».

ورأى أن مشاركة حشد كبير من وزراء التعليم العرب في مؤتمر الدوحة هذا يؤكد بجلاء التزام المنطقة العربية بتحقيق أهداف التعليم للجميع والنهوض به من خلال شراكتها مع منظمة اليونسكو، وأن منظمة اليونسكو ستبذل كل جهد من أجل تطوير التعاون وتلبية حاجات المنطقة التربوية»، وأضاف قائلا: «المؤتمر بمثابة فرصة مواتية لوكالات الأمم المتحدة لتوحيد جهودها نحو توفير التربية الأساسية لاسيما أن المنظمة لديها خطة لدعم الحاجات الفردية للدول العربية في قطاع التعليم.

وقال: «إن الدول العربية قد أحرزت بالفعل تقدما نحو تطوير التعليم للجميع منذ مؤتمر (دكار)، من خلال زيادة الموارد المخصصة للتعليم والتربية الأساسية، حيث تم تخصيص مانسبته 20% من موارد الدول العربية لهذا الغرض، وهو ما انعكس في زيادة عدد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس الابتدائية بنسبة 11% لاسيما في دول كانت بعيدة عن تحقيق هدف (التعليم للجميع).

وإن زيادة النمو السكاني من التحديات التي تواجه تحقيق هدف التعليم للجميع»، لافتا إلى أن «نحو 13% من طلاب المدارس الابتدائية سيلتحقون بالتعليم الابتدائي خلال العقد التالي، وهم في سن أكبر».

وأضاف قائلا: «إن هناك بعض المسائل المهمة، وعلينا بذل الجهود والعمل الجاد للوصول إلى الأشخاص الذين لايمكن الوصول إليهم لتلبية حاجاتهم التعليمية»، مشيرا إلى أن «حوالي 6 ملايين طفل لايجدون فرصة للالتحاق بالمدارس في المنطقة العربية، إضافة إلى حالات التسرب الخطيرة التي تحدث بين الطلاب خاصة الفئات المهمشة منهم».

ونبه إلى خطورة عدم إتاحة الفرصة للفتيات للالتحاق بالمدارس، ونبه أيضا إلى أن 3 من أصل 5 منهن لايجدن فرصة الالتحاق بالتعليم الابتدائي في المنطقة العربية.

ودعا إلى إعطاء أهمية قصوى للتعليم في حالات الحروب والكوارث والهجرة القسرية، والعمل على توفير تعليم عالي المستوى من أجل النهوض الاجتماعي.

كما طالب مدير عام منظمة اليونسكو بوضع التعليم في صلب اهتمامات الدول، وإجراء تقييم أفضل لنتائجه وتحسين إدارته وتدريب المعلمين الذين زاد عددهم في المرحلة الابتدائية في المنطقة العربية بنسبة 16% في حين أن المطلوب للمرحلة القادمة زيادة هذه النسبة لتصل إلى 26% لتحقيق غرض التعليم الشامل والمساواة بين الجنسين ورعاية الطفولة المبكرة والاهتمام بمحو أمية الكبار والصغار، باعتبار أن التعليم حق أساسي ومفيد للتنمية المستدامة، والحد من الفقر»، مشيرا إلى «أن 774 مليون شخص في العالم لايجيدون القراءة والكتابة، وأن 30% من كبار السن في المنطقة العربية لايجيدون القراءة والكتابة أيضا، أي ما يعادل 75 مليون شخص».

ووجه مدير اليونسكو نداء إلى الحكومات بإعطاء قدر أكبر من الأهمية لمحو الأمية مؤكدا على أن القيادة الوطنية عنصر مهم لضمان تحقيق التعليم للجميع.

لكنه رأى أن ذلك لايكفي في البلدان التي تعيش نزاعات، ومن ثم يتعين على اليونسكو التضامن معها، لافتا إلى المبادرة التي أطلقتها اليونسكو لمحو الأمية في عدد من الدول العربية، وإستراتيجيتها لدعم التربية الوطنية.

وطالب المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداته في مؤتمر (دكار) مشددا على أن اليونسكو ستدعم أي دولة تفتقر إلى الموارد في حال التزامها بتحقيق أهداف التعليم للجميع، داعيا الأطراف المانحة إلى زيادة دعمها لهذه الدول.

وأكد أن مؤتمر الدوحة يمثل فرصة مواتية لتغيير حياة الكثير من الأطفال وكبار السن الذين ينتظرون حقهم في التعليم.

وفي ختام كلمته استعرض مدير عام اليونسكو أهداف المؤتمر الذي سيبحث ترجمة الالتزام العالمي نحو تطوير وتحقيق التعليم للجميع إلى واقع ملموس بجانب تقييمه لمدى التقدم الذي أحرزته الدول العربية منذ مؤتمر (داكار) عام 2000 وتحديد التحديات التى تواجه ذلك، وترجمة التوصيات العالمية إلى إستراتيجيات ملائمة للدول العربية.

حضر الافتتاح السيدة خاتو بنت البخاري حرم فخامة الرئيس الموريتاني ووزراء التعليم لعدد من الدول وأصحاب السعادة الوزراء والوفود المشاركة في المؤتمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى