رحلة غانا (دولة في ملعب وحكومة في شركة) ..أبو تريكة يبدأ مشوار اللقب من غزة وملعب المباراة تحفة جمالية ..الملعب والمنتخب الأهم في عملية الاستعداد لاستضافة خليجي 20 فهل نعي الدرس؟

> «الأيام الرياضي» أحمد الشباره :

>
الحديث عن نهائي بطولة أمم إفريقيا حديث طويل بحاجة إلى مساحة وحيز أكبر، لكن كما يقال«خير الكلام ما قل ودل»، وكنا في الحلقتين الماضيتين قد تطرقنا إلى عملية التنظيم للبطولة والترتيبات التي أقامتها شركة MTN الراعي الرسمي للبطولة وصاحبة الاستضافة، وكذا بعض الزيارات لمناطق تاريخية، وعرجنا بالكلام إلى تفاصيل في رحلة الذهاب من صنعاء حتى أكرا، وها نحن نطوي ملف (رحلة غانا.. دولة في ملعب وحكومة في شركة) بهذه الحلقة الأخيرة.. والتي كان بالإمكان الإطالة في الحديث عن الرحلة في حلقات عديدة، لكن المهم والأهم هو الخروج بالفائدة المرجوة ولو بنسبة 10% فإلى باقي التفاصيل عن الرحلة:

مصر والكاميرون.. نهاية سعيدة لـ «أبو تريكة»

الغالب شاهد المباراة على التلفاز.. وكان أبو تريكة المناصر العربي للقضية الفلسطينية والمتعاطف مع إخوانه في (غزة) هو صاحب النهاية السعيدة بهدف غال أهدى به الكأس لمصر وللعرب، وكما ذكر زميلي معاذ الخميسي فإن التعاطف مع غزة كان مفتاح الفوز لمصر عبر المتألق أبو تريكة.. الذي فاز مرتين وثلاث، الأولى بنجاحه في إيصال رسالة للعالم حول أوضاع المسلمين في غزة ، والثانية شهرة عالمية بتوفيق من الله لهذا اللاعب ولنا نحن كعرب ، حيث تم التعرف علينا في أي مكان بصفتنا (أبو تريكة) أو على الأقل من بلاد أبو تريكة، وأخيراً الفوز بالنهائي الذي من أجله تعب الجميع وحقاً كان أبو تريكة عريساً ولاعباً وصاحب رسالة سامية.

جمالية الملعب.. وسلاسة في التنظيم

من أهم تفاصيل الرحلة وهي الرسالة التي أحببنا أن نوصلها إلى ذوي الشأن في بلادنا أن استضافة خليجي 20 في اليمن ستكون مستحيلة إذا ظللنا نفكر بهذه الطريقة التي نفكر ونعمل بها في عملية الترتيب لخليجي 20، وكما شاهدنا وذكرناه مراراً (غانا) لم تكن سوى ملعب لكرة القدم وأحسنت في التنظيم للبطولة بدون لجان عليا ووسطى وصغرى و... شركة محترمة تسلمت ملف التنظيم ورعاية مميزة لشركة MTN إعلامياً وتنظيمياً، لكن ما الفائدة من لجان كبيرة وتنقلات بين صنعاء وعدن وصرفيات على أعلى مستوى ونحن لا نملك (ملعب) ماذا لو تكاتفت الجهود لبناء الملعب، أما البقية فسهلة للغاية إذا فكرنا مثل خلق الله وتم تخصيص المبالغ وتوظيفها بأمانة في مكانها الصحيح وليتفرغ كلٌ لعمله الذي يعد المنتخب الوطني في جانب والأعمال الانشائية في جانب آخر وخبراء التنظيم الأجانب يستعان بهم (ويا دار ما دخلك شر) .

ملعب العاصمة أكرا وسهولة الدخول والخروج منه وعمل اللجان (الطوعية) في البطولة والتواجد الأمني (على استحياء) في حال الطلب وتوفير الإمكانيات الضرورية والاختتام المتواضع (الرائع).. كل ذلك يدعونا للتأمل والدعوة إلى الله في استضافة ناجحة لخليجي 20 .. ويا خوفي أن يتحول إلى خليجي 40 كما ذكر زملائي في الرحلة.

قبل العودة.. محاولة للاستفادة

فكرنا في إهداء أصدقائنا شيئاً فلم نجد شيئاً.. ورغم زيارتنا لبعض الأسواق المشابهة (للحراج) في بلادنا.. ورغم زيارتنا لمقر اللجنة المنظمة للبطولة ولعدد من المحلات والبازارات والأماكن الهامة في أكرا.. لم نجد شيئاً حتى أجهدنا في البحث عن كرة قدم تحمل شعار البطولة ، وقد بذل الأستاذ حسام السنباني الغالي والرخيص من أجل الحصول عليها.. لكن دون جدوى..لكننا خرجنا بفائدة نكررها مراراً (الملعب أهم) البقية ستأتي.. التنظيم للبطولة والظهور بشكل مميز أولى.. فالغانيون (الرياضيون) اهتموا بالجانب الرياضي فحسب (ملعب وتنظيم بطولة).. ونحن لماذا لا نركز اهتماماتنا في هذا الجانب.. ثم نترك لغيرنا من الوزارات أن تعمل في إطار اهتمامها كالسياحة.. أو الأشغال، المهم ليس على حساب الملعب والتنظيم.

من الأربعين (الشاحذية) دروس وعبر

الحقيقة الحديث سيطول لو تكلمنا عن كل تفاصيل الرحلة، وقد أعفاني زملائي الأعزاء (معاذ الخميسي، العزي العصامي، حسام السنباني) في قراءتي لجزء من تفاصيل الرحلة في (الثورة، الجمهورية، سبورت) أعفوني في كتابة المزيد، لكن المهم كما ذكرنا هو الخروج بالفائدة وتعلم الدروس سواء على المستوى الشخصي أو العام.. ولو توغلنا في الحديث عن التفاصيل فلن تجد أفضل من الاستعانة بالمؤلف علي الشاحذي صاحب كتاب الرحلة الموثق أولاً بأول.. وتصوروا وصل إلى (40) صفحة كتابه على اللاب توب دون ملل (ما شاء الله.. وهو يرصد كل صغيرة وكبيرة ومن خلال قراءة سريعة تجد فيه المفيد وتكتشف رجلاً مثقفاً وصحفياً بارعاً ورجل علاقات ودبلوماسية موسوعة ورجل خدمات من الطراز الأول وكفى.

رحلة العودة.. وختامه مسك

رغم تعب وإرهاق رحلة العودة التي وصلت منذ الخروج من الفندق حتى الوصول إلى صنعاء نحو 24 ساعة (أكرا - نيجيريا- أثيوبيا - جيبوتي - صنعاء) لكننا استمتعنا واستفدنا وحصلنا على فوائد السفر كاملة ومن مزاح أخوي مع العزي العصامي إلى حديث عن أعمال شركة MTN مع السيد حسام سعد إلى عملية التوزيع والوكلاء ونقاط البيع في حديث للأخ محمد الزبيري المدير العام لتمارا سنتر الذي شكل مع السيد حسام سعد المدير العام التجاري لـ MTN ثنائيا متجانسا وفي إطار المجموعة الكلية عنصران هامان لنجاح الرحلة.. فيما كان الوكيل الأستاذ محمد منصر (كوكتيل) من الخبرة والفكرة والروح الشبابية وكان(متطفلاً) وهو يحاول أن يرى الصغيرة والكبيرة خصوصاً في تفاصيل الملعب الإنشائي وحديثه عن عملية التنظيم وقد وعدنا خيراً بخصوص الملعب قائلاً: إن شاء الله.. سنعمل ملعبا أفضل منه واعتقد أن هذا كان ختاماً جميلاً ومسكاً لرحلة (غانا) التي تعرفنا من خلالها أيضاً على الطبيعة للصحفي الأخ معاذ الخميسي، وكما يقال في الأثر (هل سافرت معه) فهي السفرية الأولى مع العزيز معاذ واكتشفنا فيه أشياء خلافا لما كنا نسمع وكان مثالاً للصحفي المهني والرفيق الرائع.

مع لاعب الزهرة قديما الأثيوبي الأصل (شويت)
مع لاعب الزهرة قديما الأثيوبي الأصل (شويت)
إضافة إلى التكامل في شخصية حسام السنباني الشاب والقيادي الرياضي الناجح على المستوى الشخصي وكذا العملي ولم تكن الرحلة ذات طابع جميل لولا تواجد العزي العصامي الذي فتح لنا أبوابا عديدة للنقاش في الإعلام الرياضي والمهنية الصحفية والاحتراف الالكتروني وأهمها القدرة على التعرف على جوانب المحبة وصدق المشاعر.

شويت في غانا.. أنا من يريم

وقبل الختام ونحن على طريق العودة تفاجأنا بشخص دخل معنا (عرض) وهو يسمع كلامنا بالعربي البلدي الفصيح وبدون مقدمات قال للعزي العصامي (أنا من يريم) وبعد أن تعرف جيداً على لهجة العزي ومن خلال الحديث ذكر لحسام السنباني والعزي منصر أنه لعب مع الزهرة في عهد جمال حمدي فقال له حسام (أيام شويت) فأجاب بفرح كبير (أنا شويت) وكانت مفاجأة وختاما لفيلم هندي (حقيقي) وظل الحديث مع اللاعب المشهور (شويت) طوال الرحلة وتجاذبنا معه حواراً وعاد بنا إلى أيام عز الكرة خصوصاً من خلال مداخلات الذين يعرفونه جيداً الأستاذ محمد منصر وحسام السنباني وكان الأذكى والمهني الأفضل معاذ الخميسي صاحب الحاسية الصحفية صاحب (حوار شيق مع شويت) اعتقد أنه سينشر قريباً.. ويستحق الانفراد بالحوار لأنه فضل التعب والبقاء معه طوال الرحلة للخروج بحوار.. ونحن فضلنا النوم غالباً في رحلة الألف ميل.. وهو ما حدث أيضاً في عمله كصحفي في تغطيته لنهائي إفريقي 26..

الزميل شباره مع المدرب العالمي مورينيو
الزميل شباره مع المدرب العالمي مورينيو
في الختام.. شكراً

حقيقة كشف حساب رحلة غانا طويل جداً ولن ندخل القارئ العزيز في تفاصيل أكثر مما تناولناه.. لكن هدفنا كان الخروج بدروس وعبر من الرحلة قد يستفيد منها الآخرون في عملية الترتيب والاستضافة لخليجي 20.. قد نكون نسينا.. أو تناسينا تفاصيل أخرى (لكن مفكرة الشاحذي لا تنسى).. قد نكون أخطأنا أو ظلمنا أنفسنا خصوصاً في الحديث عن الغائبين ومنهم أساتذة وزملاء، لكنه حديث لمحاولة الخروج بالفائدة وربنا يسامح الجميع.. قد نكون تقاعسنا عن أداء واجبنا المهني.. لكنها كانت رحلة للمعرفة وتعلم كيف يتم تسويق البلدان بكرة القدم الساحرة.. لكننا قطفنا كل فوائد السفر وتعرفنا على (صحبة الأماجد) وللجميع شكراً لأستاذي حافظ فاخر معياد رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي، للأستاذ هشام باشراحيل رئيس التحرير وشقيقه أستاذي تمام (الناشرين)، شكراً لـ MTN لإتاحة فرصة كهذه من الصعوبة تكرارها،شكراً لرفقاء الرحلة دون استثناء شكراً للجنود (سعيد، عوض، خالد ومختار) وللكباتنة (ياسر، خالد، جمال) خالص احترامي ولأبو محمد وأخي مهيم.. ألف تحية وللقارئ الكريم كل اعتذاري وللجميع شكراً، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى