في زيارات ميدانية قام بها وكيل محافظة عدن أحمد سالم ربيع علي:المحافظة على المعالمـ اليمنية جزء لايتجزأ من مهمة أي مواطن يمني

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
قام الأخ أحمد سالم ربيع علي بزيارة تفقدية شملت عدة مناطق في مديرية صيرة، أعادت الذكريات وفتحت صفحات الماضي لنقرأ في عيون كبار السن حكاية محبة سطرها بحب الرئيس الراحل سالم رُبيع علي رئيس البسطاء، غرس فيها بذور المحبة من زمن لتظهر بقوة على السطح صباح أمس حين قام نجل الرئيس الراحل (سالمين) أحمد سالم رُبيّع علي، وكيل محافظة عدن بزيارة أطلع خلالها على أوضاع البسطاء، واستمع إلى ما يعانونه من هموم ومشاكل، وكان برفقته الأخ خالد وهبي عقبة، مدير عام مديرية صيرة.

وفي منطقة صيرة استمع الأخ أحمد سالم رُبيع إلى آراء وملاحظات الصيادين في الموقع الجديد (سوق الحراج لبيع السمك)، كما تفقد الجسر الجديد وشعب العيدروس، وشملت الزيارة منزل الحاجة مريم الصبيحي، ووصلت زيارته إلى آخر منزل في جبل العيدروس.

وفي تصريح لـ «الأيام» أكد الأخ أحمد سالم رُبيّع علي «أن اليمن تُعرف بمعالمها، والمحافظة على المعالم اليمنية جزء لايتجزأ من مهمة أي مواطن يمني، ولابد من المحافظة عليها بأي شكل من الأشكال والدفاع عنها، فالتوسع والانفجار السكاني والبحث عن المسكن والاستثمار والرغبة في البناء كل هذه مظاهر جيدة، لكن ليس على حساب المنطقة، وهناك حلول بديلة يمكن أن تقدم بسهولة وبطريقة أكثر فعالية دون الحاجة إلى تدمير أو تشويه أو تغيير ملامح منطقة تاريخية مثل جبل صيرة».

وأوضح «أن منطقة العيدروس فيها الكثير من القضايا التي نستطيع أن نجد لها حلا من خلال الصلاحيات الممنوحة لنا، ونستطيع أن نعمل لها الشيء الكثير، وبعض القضايا تستدعي تعاون أهالي المنطقة ومنها نظافة الممرات الخلفية والبناء العشوائي».

وأضاف: «إن حكاية الحاجة مريم يرثى لها، ومن المؤسف أن نجد في هذا الزمن أسرة تتخلى عن أحد أفرادها، ليعيش ويبقى بهذا الحال، ونحن كقيادة محافظة سنعمل على تقديم كل ما بوسعنا، ولن ننسي أن هذه الإنسانة ربت جيلا، وللأسف لأسباب لانعرفها وصلت إلى هذا الحالة، ولانستطيع أن نوجه أصابع الاتهام لأحد، فربما تكون هناك مشاكل أسرية أو ربما يكون الجهل».

وعن مشروع الرصف في منطقة العيدروس قال: «هناك الكثير من الملاحظات مثل (المجاري) الصرف الصحي، فهي غير مكتملة إلى جانب الاتصالات، بالإضافة إلى وجود مناطق بالخط (الرمادى) لابد أن توضح لنتطلع عليها لمعرفة من الجهة المسئولة عنها، فهناك مشاكل لابد أن تحل بصورة سريعة، فالصرف الصحي مهم جدا.

وعن سور مقبرة العيدروس قال: «المنطقة بحاجة إلى التوسع، ولكن علينا أن نعرف رأي الدين، فهناك مقابر قديمة تاريخية ومقابر جديدة، فاحترام حرمة المقبرة واجب ديني مقدس، ولابد من إيجاد حل لتوسعة الطريق والحفاظ على حرمة المقبرة، فالعمل الجماعي يأتي بنتائج سريعة وجيدة».

ومن جانبه قال الأخ خالد وهبي عقبة، مدير عام مديرية صيرة: «تأتي زيارتنا اليوم لتفقد مشاريع الرصف الجارية في مديرية صيرة المرحلة الثانية التي تضم شوارع الملك سليمان والسبيل والشيخ عبدالله والشريف والزعفران وشوارع الأحياء التجارية (الحراج و الطعام وسوق الاتحاد)، وقد تمَّ تسليمها للمقاول، ونطالب الأخوة في المياه والصرف الصحي والكهرباء بسرعة استبدال الشبكات.

وتأتي زيارتنا لمنطقة جبل العيدروس بعد الاطلاع على الاستطلاع الذي قامت به صحيفة «الأيام»، ونقلت فيه صورة لما تعانيه المنطقة من مشاكل وقضايا اجتماعية، حيت تمَّ تسجيل عدة حالات لتقديم المساعدة لهم، وسنعمل جاهدين على تذليل الصعوبات التي تواجه المنطقة، والآن تمَّ استكمال المرحلة التاسعة في مشروع الرصف في منطقة جبل العيدروس، وسنضيف المرحلة العاشرة لاستكمال المنطقة كاملة، كما سيبدأ العمل في مشروع الإنارة في جبل العيدروس، فهناك اتفاقية لعمل إنارة بالفوانيس للمنطقة».

وعبر عن ارتياحه لما تقوم به صحيفة «الأيام» من طرح مثل هذه القضايا التي «تكشف لنا عن أشياء ربما تكون مخفية عنا، لنعمل على تذليل الصعاب أمامها وإيجاد الحلول لها».

إضرام عبدالله سبولة رئيس لجنة الخدمات في المديرية قال: «المشروع الذي نقوم به (تطوير مدن المؤاني) يهدف إلى إعادة تأهيل سوق الحراج في صيرة، إلا أن هذا المشروع رغم فعاليته فيه جملة من الملاحظات، منها أن الجدار الساتر (الجسر) الذي يواجه الأمواج بدأت الأمواج تنخر في الأحجار التي بني على أساسها السوق (الحراج)، ومن الممكن أن تحصل خلال الفترة القادمة مشاكل، منها وصول موج البحر إلى داخل السوق أو انهيار سوق الحراج بسبب أن المواصفات الهندسية كانت غير دقيقة، ولم تستوعب وضع الجسر في استقبال الأمواج التي أصبحت تصطدم بالسور، وتجده عائقا أمامها». وأضاف: «الجسر القديم كان ماء البحر يمر من أسفله، وكان بعيدا عن صدام الأمواج، نتمنى من قيادة المحافظة مشاركة المديرية في التصاميم وجداول الكميات بشكل تستطيع فيه المديرية إعطاء رأيها والمعلومات الكافية ليكون المشروع ناجحا»، مؤكدا «أن المديرية لاتريد مشاريع تنتهي خلال عام أو عامين، (وكأنك يا بوزيد ما غزيت) وكما هو حاصل الآن في مشروع قلعة صيرة».

وأوضح «أن مضخة المجاري تمَّ إنشاؤها لكي تقوم بشفط الماء عندما تمتلئ غرف التفتيش الكبيرة، والخاصة بمنازل منطقة صيرة، رغم مرور سنه وخمسة أشهر من المشروع لم يقم مشروع تطوير مدن الموانئ بالتسليم الفعلي لهذه المضخة حتى الآن لمؤسسة المياه والصرف الصحي.

وكلما يحصل انسداد نقوم نحن والأخوة في الصرف الصحي بشفط المياه عندما تفيض إلى منازل المواطنين».

ومن جانب آخر قام فاعل خير بزيارة منزل الحاجة مريم وأوصى: «بأن يتم ترميم الأرضية وشراء مشمع لأرضية المنزل، وكذا عمل أبواب للمنزل لحماية الحاجة مريم من ضعاف النفوس، كما قام بصرف عشرة آلاف ريال لشراء ملابس خاصة للحاجة مريم، ووعد بصرف راتب شهري بقيمة عشرة آلاف ريال»، كما قال: «إنه على استعداد لتحمل تكاليف قيمة الماء والكهرباء، وطالب بسرعة إعادة عدادي المياه والكهرباء».

كما طالب أهالي المنطقة بضرورة الكشف على نظرها، وإذا كان ما تعانيه هي المياه البيضاء فقد أبدى استعداده لتحمل تكاليف العملية الجراحية، حتى تتمكن الحاجة مريم من الرؤية مرة أخرى.

الحاجة مريم لاتستطيع المشي ولاتعي مايدور حولها من تغيرات، ووقفة أهل الخير معها، وأنا لن أنسى ما قامت به عندما قالت لها المرأة التي تقوم برعايتها: «هل تستطيعين أن تقفي» فأجابتها الحاجة: «هل سنذهب لأخي عبدالله؟»، فقالت لها المرأة: «نعم»، فقامت على رجليها التي لم تقو على حملها، وجلست على الأرض، وعلى لسانها تساؤل مر: «أين عبدالله؟ وأين إخوتي؟! كانوا ثلاثة!»، وتسأل كل من يدخل منزلها: «أهم أحياء أم ماتوا؟ وإذا ماتوا خذوني إليهم!».

رغم هذه التوسلات من امرأة طحنتها السنوات، لم يهتز لأهلها رمش عين، فكل ما عملوه أنهم جاءوا إلى منزل جيرانها، ورموا بمبلغ مالي (أربعة آلاف ريال)، وكأنها بحاجة إلى نقودهم، ولم يعوا أن لمسة حنان ربما تعني الكثير للحاجة مريم التي مازالت تحتاجها، وتذكرهم على لسانها رغم كل شيء.

رافق الأخوين وكيل المحافظة ومدير مديرية صيرة في الزيارة الأخ ردفان علي عنتر رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالمحافظة وأعضاء المجلس المحلي في المديرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى