ليلى الصلح وكلام في رأس الدولة اللبناني ورأس الدولة العربية

> نجيب محمد يابلي:

> قال الصبي للحمار: يا غبي. قال الحمار للصبي: يا عربي «مشاتمة» - أحمد مطر .. فرغت من قراءة حوار أجرته مجلة «المجلة» اللندنية في 17 فبراير، 2008م مع الوزيرة اللبنانية السابقة السيدة ليلى الصلح، التي قلَّبت المواجع في أكثر من مفصل من مفاصل الواقع العربي عامة واللبناني خاصة، بل وغمر الحزن جل منعطفات حياة السيدة الصلح.

والدها الشهيد رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد استقلاله في عهد بشارة الخوري أول رئيس جمهورية في 22 نوفمبر، 1943م والشهيد الصلح من مواليد صيدا عام 1894م واغتيل في عمَّان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عام 1951م وتقول السيد ليلى الصلح عن والدها: «كان ذكياً مثابراً حتى العند، خفيف الظل، صاحب قلب كبير (يردد دائماً عاملوا الناس على حسب ظروفهم) سيده الأول وطنه وبر به كأب عندما حكمه بقدراته وليس بجيبه».

أكدت السيدة الصلح ما ورثته عن والدها الراحل بالقول:«نعم ورثت القيم والخصال الإيجابية وهي كثيرة، فقد أعطى بناته الخمس ثقة تامة بالنفس واحترام الناس كل الناس، وأعطانا التواضع، لأن الإنسان بالتواضع يرتقي».

من ضمن تجليات السيدة الصلح كانت إجابتها عن سؤال «المجلة» إذا تهيأ أحد أبنائها للعمل في المجال السياسي:«أنا ضد الإرث السياسي، غير مقتنعة به. التاريخ لا يورث ولا حتى الوظيفة تورث ، ولكن في لبنان كتب على الناس هذا المفهوم، ولا أحد يعترض عليه حتى الشعب يتقبله كجزء من تراثه»، ولكن إذا اختار ابنها الوحيد صبري حمادة العمل السياسي «وكان كفوءًا ليخلف جده وأباه، فلن أشجع ولن أقاتل - قراره ملكه».

قبل الدخول في موضوعنا المحوري عن كلامها في رأس الدولة اللبناني ورأس الدولة العربية، أود أن يتعرف القارئ على إجابتها عن سؤال «المجلة»: «ماذا علمتك الحياة؟» فجاء الرد:«والدي لم يرزق بصبيان فأعطانا تربية تعويضية عليه، حتى قيل يوماً أن رياض الصلح رزق بخمسة صبيان. تعلمت من الحياة أن آخذ حقي بيدي، وأن لا أحد يقف مكاني ليتلقف عني».

على خلفية مطالعاتنا العامة عن واقع الإنسان العربي في جملة قضايا منها: قضية حقوق الإنسان (الحقوق والحريات الأساسية) وحكم الأغلبية مع الحفاظ على حقوق الأقليات وحمايتها والحق في تقرير المصير وحقه في أرضه وثروته وحقه في سياسية تعليمية نافعة وتعليم عال يكرس الاهتمام البحثي عند الطالب ويؤهل كذا جامعة عربية ضمن أفضل (30) أو (50) أو (100) جامعة في العالم، وحقه في إعادة هيكلة الإنفاق لصالح الإنسان (صحة وتعليم وبحث علمي وشبكة مياه وكهرباء تغطي ربوع القطر العربي) فما يزال الواقع العربي أسير الأدران: الأمية وتخلف حصة البحث العلمي من الناتج الإجمالي المحلي والطائفية والمذهبية والفقر والبطالة والفساد وغيرها من الآفات، وذلك بنسب تتفاوت من بلد عربي لآخر، ومن هذه الخلفية تتضح رؤية السيدة ليلى الصلح، وزيرة الصناعة السابقة في ثلاثة اتجاهات.

-1 الاتجاه الأول رؤيتها في مرشحها المفضل لرئاسة الجمهورية اللبنانية فقالت:«أريد رئيس «مشروع دولة» يحاسب الفاسدين ويقضي على العملاء. تلتقي الشجاعة عنده مع الذكاء وهذا ما يندر وجوده عند شخص واحد، فالذكي ليس دائماً شجاعاً، فقط المجاهدون يعيشون هذه النعمة ولكننا لسنا في صدد طلب المستحيل».

-2 الاتجاه الثاني تحدد عندما قالت: «للسياسيين القيمين على الوضع في لبنان أقول: اذهبوا، لا أحد بحاجة إليكم».

-3 الاتجاه الثالث تحدد عندما خاطبت القادة العرب والمسلمين:«وإلى القادة العرب والمسلمين أقول لا تنظروا إلى اللبناني من خلال طوائفه، ادفعوا للعمران والتنمية وليس للأفراد، فاللبناني إذا شعر بالرفاهية ترك الأحزاب. الكثيرون أدخلتهم الحاجة والقليلون أدخلتهم العقيدة».

هذه هي السيد ليلى الصلح وألف رحمة على والدها رياض الصلح ولله در بطن حملتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى