كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> هناك أحداث يومية تحرق الدم وترهق الأعصاب.. وهي تهون أمام حجم المشاكل وثقل المتاعب التي تلاحقنا كل يوم.. وكأننا لا نشعر ولا نهتم بصعوبة التحديات الكبرى.. أي أننا نستخف ونستهين بها.. وهذا هو الخطأ.. إذن ما هي حقيقة هذه الصعوبات؟.. إننا ندرك تماما أن في بلادنا دستوراً.. وفيها قوانين أيضاً.. ولكننا نعرف أن هناك خللاً في الدستور وفي القوانين.. أو بالأصح في تطبيق الدستور والقوانين.. حدث ذلك كثيراً.. وسوف يحدث أكثر.. ومن الصعب قبل وقت طويل تغيير ذلك.. إذا كانت طبيعة النظام لا تريد أن تتغير.. وأسلوب الحكم لا يريد أن يتبدل.

> إن العالم يتغير من حولنا.. كل يوم نرى شيئاً جديداً.. وكل ساعة نسمع شيئاً عجيباً.. ونحن لا حديث لنا إلا عن (الثوابت).. التي ليس لها معنى (ثابت) أو مفهوم واضح.. وبمعنى أدق أن السلطة لا ترغب في شيء لا تريده ولا يتفق مع مزاجها وهواها ومصلحتها.. وكلمة مصلحتها هذه ضع تحتها ألف خط.. لأنها لا تعني مصلحة الجميع.. ولكنها تعني مصلحة قلة قليلة تتحايل على القانون.. وترفض الدستور.. وتستخدم وسيلتين في تحقيق أغراضها.. الفلوس وصغار النفوس.

> ثم ما هي هذه (الثوابت)؟.. هل الفساد من الثوابت؟.. وهل الظلم أيضاً من الثوابت؟.. وهل نهب الأراضي وعدم المساواة في المواطنة من الثوابت؟.. وهل (شفط) إيرادات النفط إلى الجيوب من الثوابت؟.. وهل الغلاء والبطالة والتردي في الخدمات العامة من الثوابت؟.. وهل الكذب على الناس بالخطب الفصيحة والشعارات البليغة التي ننام على صدرها ونستغرق في أحلام جميلة من الثوابت أيضاً؟.. وهل العلاج الذي لا يوجد.. والتعليم الذي لا يفيد.. والضرائب التي لا تدخل خزانة الدولة.. والنفط الذي لا نعلم أين تذهب إيراداته.. والإعفاءات الضريبية والجمركية.. وامتناع (بعض) الناس عن دفع فواتير الكهرباء والماء والتلفون من الثوابت؟.. وهل الرشوة والسرقة والاعتداء على أملاك الآخرين ومحاولة الاستيلاء على ممتلكات الغير.. وصرف ملايين الريالات من المال العام على الذي لا ينفع ولا يفيد.. والتزوير والتهم الجاهزة وتزييف إرادة الناس.. والتهديد بالضرب والقتل.. وعدم تطبيق القانون على الجميع.. وتغيير دستور الوحدة.. وتحويل قناة التلفزيون المحلية إلى (يمانية) بدلاً من تلفزيون (عدن) من الثوابت؟.. وهل انعدام الكهرباء والماء والخدمات العامة في الصبيحة والمضاربة والقبيطة ومناطق كثيرة أخرى في المحافظات الجنوبية والشمالية.. هل ذلك كله من الثوابت؟

> أنا شخصياً لا أفهم شيئاً عن معنى هذه (الثوابت).. غير أننا شعب (ثابت) في مكانه.. لا نتحرك ولا نتقدم إلى الأمام.. ومازلنا لا نستطيع أن نختصر المسافة بيننا وبين الدول المتحضرة.. خطواتنا قصيرة وضيقة جداً.. وإذا أردنا أن نوسعها ممكن ولكن في نفس المكان.. أي أننا لا تحركنا ولكننا تراجعنا إلى الوراء أكثر.. وإذا كنت لا تصدق فما عليك إلا أن تنظر إلى الدول المجاورة فقط.. ماذا فعلت في عشرين عاماً؟.. وماذا لم نفعل خلال أربعين عاماً.

> ثم لا تصدق الخبر المنشور عن الجسر بين بلادنا وجيبوتي الذي سيقام خلال عشرة أعوام.. هذا كذب وضحك على الذقون.. ثم من هو المستفيد من قيام هذا الجسر؟.. أما إذا صح ذلك فبعد ثلاثين عاماً على الأقل.. أو أن نتيجة هذا المشروع ستكون في المشمش..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى