ذبح المستهلك بلا قبلة!

> سعيد عولقي:

> لما يكون لكل بضاعة سعر ولكل سلعة مواصفات من نفس النوع والمنشأ واللون والتغليف ومستوى الجودة أو الرداءة - حسب كل نامونه - وما فيش فرق أبداً بين المتشابهات يمكن أن يعتد به.. ما فيش أي فرق غير أنها تباع في كل مكان بسعر يحدده كيف البائع ومن خلفه سلسلة الوسطاء إلى أن نصل إلى آخر السلسلة عند باب المصنع، حيث يستوجب الموضوع إطلاق الزغاريد ودقوق المزاهر.. ومن واجب المنتجين المريشين من رجال السوق وعيال الأعمال أن يجعلوا هذه الزغاريد تقليداً شعبياً عند كل دورة إنتاجية يلحقها برشتة لجيوب المستهلكين والمزغردات أو المغطرفات برضه يشتوا يأكلوا عيش، ويقال أيضاً المحجرات اللى يحجرين أي يزغردوا وأهو كله احتفال والسلام نهايته برشتة جيوب المستهلك.

قلنا بانقدم عيِّنة عن كيفية ذبح المستهلك بلا قبلة واخترنا كنموذج إنتاج وتصنيع التونة في قصع.. وطبعاً كلكم تعرفون التونة.. إنها تلك القصع المتوسطة الحجم المعبأة بسمك الثمد الذي يسمى أيضاً سمك التونة.. هذا السمك اللعين الذي يباع معبأ في قصع أو الذي يباع عريان كذا يعني من الثلاجة أو من بحر «وما صيد إلا من بحره» علاوة على أنه من نفس النوعية ويتفق طبعاً في كل شيء إلا طريقة التقديم.. فإنه كذلك يتفق في ارتفاع سعره وغلاء ثمنه.. فكلما زيد المحتكرون الكمبرادوريون السعر.. فعل مثلهم صناع تعليب الثمد الذي في قصع واسمه التونة.. وتحصل قيمة القصعة في كل بقالة ولها سعر برضه احتكاري كمبرادوري يختلف كلية عن الأخرى وبينهما فرق هائل وشاسع وباسع وتاسع وراصع والسوق عندنا بزلميطة على الآخر.. ولقد وجدت قيمة التونة الإنتاج المحلي أغلى بكثير.. كثير جداً وجداً وعماً وخالاً.. وما فيش ولا نوع واحد مستورد أغلى من تونتنا ياحبايب تونة كل عزيز وقريب.. وطبعاً ما تقولوش أنه الحجم أكبر وإلا أزغر أبداً.. هو ذاك هو ويكفي فقط أن أذكر لكم مثل واحد مناسب من كل النواحي إلا الأسعار خذوا عندكم سلطنة عمان مثلاً.. البحر واحد والبر متلاصق الحدود والقلوب عند بعضها.. هيا لعلمكم الخاص والعام فإن سعر القصعة التونة العماني في البقالة اليماني هو مئة وثمانين ريال يمني.. بينما وبجنبها في نفس البقالة فإن سعر التونة اليمانية لا يقل بتيتاً البتة عن مئتين ريال وفي بمئتين وأربعين، وهكذا وخمسين وستين وإلخ، وأنته طالع إلى أن يبلغ السعر ثلاثمائة ريال أي والله ثلاثمائة ريال ما ينقص منها ريال!

كيف تحدث هذه المعجزة السوقية اليمانية يا ناس الله والمنطق يقول أن الاستيراد يكلف السوق أكثر من المنتوج المحلي في العادة خاصة إذا كان الشيء من نفس النامونة ياعيال المجنونة؟؟ أعتقد أن أسواق اليمن قد وصلت بكافة تجارتها إلى قيمة البزرميطة وما عادهيش دارية إن كانت هاو وإلا مياو وهذي نكتة لا باس أن نلطف بها الجو إذا كنتم عادكم ما سمعتوهاش.. يقول لك أنه في بسة..بسم.. قطة يعني باللغة العربية.. هذه البسة كانت تجري على جدار بيت عالي فتعثرت وسقطت من ذلك الارتفاع على رأسها.. وبعد قليل اتراجعت وهي تشوف نفسها في الأرض. سلامات يعني ما فيش شيء ظاهر من أثر السقطة.. لكن البسة أحسست أنها فقدت الذاكرة فكانت تمشي وهي تهز رأسها يميناً وشمالاً وتقول: أنا هاو؟ وإلا مياو؟ نسيت المسكينة إن كانت كلباً أم قطة.

ونحنا في اليمن السعيد نسينا إن كنا مياو وإلا هاو.. وماعاد نقدرش نشتري إلا تونة مستوردة لأن حكومة بلادنا الموقرة خلت حياتنا المعيشية بزرميطة خالص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى