جبل حديد تاريخ يتحول إلى كارثه فهل من مغيث؟!

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
اكتسبت عدن شهرتها التاريخية من أهمية موقع مينائها التجاري الذي يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غرباً إلى رأس الخليج العربي شرقاً ، وماتزال هذه الشهرة لعدن، بيد أن هناك أيادي تمتد خلسة وعلناً لتنال من هويتها المتمثلة بمعالمها الأثرية التي عرفت بها والتي لا تعتبر رواجاً سياحياً كما يعتقد البعض بل هي أسوارها المنيعة التي حمتها منذ الأزل وهي الدرع الذي يحمي سكان عدن ويحفظ مياهها وهي الواقي لهم من أي كوارث قادمة لا سمح الله ، فما الذي يحدث لهذه المعالم الصامدة منذل القدم وما الذي يتوقع أن يصير حال استمرار السير نحو الغفلة، إنه الحاضر الذي ينذر بالكارثة القادمة لعدن وسكانها ولتاريخها.

حقيقة هناك الكثير ولكن ما يحدث في جبل حديد هذه الأيام كواحد من بين عشرات الأعمال يعتبر كارثة ، ومع المهتمين بتاريخ عدن وهويتها بحثنا لنجد الجميع حابساً للانفاس وهو يرى حجم الكارثة القادمة ومن بينهم الأستاذه هيفاء عبدالقادر مكاوي التي أكدت على ضروره الاهتمام بمعالم عدن وآثارها لأنه تاريخها وحاضرها ومستقبلها، واعتبرت ما يحدث في جبل حديد اليوم من هزات بفعل الشيولات التي تقوم بالحفر والتكسير خطراً يهدد هذا المعلم الذي قد يصل عمره الافتراضي إلى 200 عام وطالبت الجهات المعنية بسرعه التحرك لإنقاذ هذا المعلم التاريخي المهم.

الجدير ذكره أن هذا المعلم ثكنة من آخر الثكنات العسكرية المهجورة في جبل حديد إلى جانب أخرى تقع عند نهاية السور الجنوبي لعدن أعلى مقبرة القطيع، والأخيرة في جزيرة صيرة .

و تقع في نهاية السلسلة الجبلية الواقعة بين باب عدن البري-العقبة -وجبل حديد، التي عرفت باسم الدرب وهي جزء من الاستحكمات العسكرية الدفاعية البرية للمدينه إذ إنها واقعة في نهايه السلسلة من الأسوار والدروب الممتدة من تحصين باب عدن البري شمالاًً لتغطي الجوانب المنخفضة من السلسلة الجبلية لتنتهي بالثكنة.

ويفصل هذه السلسلة الجبلية وجبل حديد مسافة تبلغ 200 ياردة وهي منطقة منخفضة كانت المياه تغمرها عند المد لتحول جبل حديد إلى جزيرة أو شبه جزيرة وكانت هذه المنطقة تشتمل على سور وبوابة عرفت باسم السلب التي مازالت بقاياها موجودة على جانب الجبل وتمثل البوابة مدخل التحصينات الموجودة على الثكنة وكانت واحدة من المنشآت الدفاعية ضد الهجمات التي كان يتعرض لها الجنود البريطانيون من الجانب البري .

ومن ثم استخدمت مقراً لقيادة معسكرات البرزخ ثم مطعماً لضباط الوحدة الهندية وقد احتجزت الحكومة البريطانية زعيم الثورة المصرية سعد زغلول باشا 1922م أثناء ترحيله من مصر إلى جزيرة سيشل ليتحول بعد ذلك إلى مدرسة يدرس بها أبناء السلاطين .

تطورت الثكنة لتضحى بعد ذلك مرممة حاوية فصولاً وغرف نوم وقاعة طعام وذلك عندما قام (انجرامز) بجمع التبرعات من السلاطين للقيام بأعمال الترمييم والتجديد عام 1934م وهي حالياً عبارة عن مبنى حجري مستطيل الشكل يتكون من أربعة طوابق تحتوي واجهته الجنوبية على ثلاثة أبراج دائرية بينما تخلو واجهته الشمالية من الأبراج وتغيرت على مر السنين لتتلاءم ومتطلبات الكلية، وإلى جانب استغلالها كمسكن شخصي في تسعينيات القرن الماضي مما تسبب في سد بعض النوافذ والأبواب بالاسمنت وإدخال السيراميك والحمامات الحديثة إلى مبناها بل ونوافذ الالمنيوم وفي الجانب الشرقي من الثكنة توجد ملحقات حمامات ومطابخ ضمن مبنى حجري مستطيل الشكل وإلى أقصى الشرق يوجد برجان دائريان حفرا في الصخر ودعمت جدرانهكا الداخلية بالآجر والتي مازالت عالقة في الحجر وكذلك البوميس وهي مادة لاصقة للطوب.

ولكن اليوم قد يتحول الحال إلى كارثة يسطرعنها التاريخ الحديث في صفحات المآسي التي صنعها بنو التحديث والعصرنة ليتضح جلياً أن من كانوا أقل علما وأكثر أمية عرفوا كيف يحافظون على سلامة البشر واضعين المصالح الشخصية جانباً والوطن أولاً وإلا ما كنت عدن لتبقى .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى