> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

لمزيد من التفاصيل حول أعمال الاجتماع والتوصيات التي خرج بها يرجى مراجعة «الأيام» في عددها الصادر يوم الخميس، 7 فبراير 2008م.
جملة عوامل أثرت في وضع آثار عدن ومعالمها، وأبرزها غياب العمل المؤسسي وضعف الجهاز الإداري وتخلف مريع في فهم التعامل مع الآثار والمعالم، والذي زاد الطين بلة أن حرب صيف 1994م لاتزال تفرز تداعياتها في الجنوب عامة، وحاضرته عدن خاصة، ورغم التوصيات التي خرج بها اجتماع الأربعاء المشار إليه سلفاً، إلا أن المشاركين في ذلك الاجتماع وسكان المحافظة وفي طليعتهم المثقفون هالهم ما رأوا من حفريات جارية على الحائط الصخري الرابضة على سطحه «مدرسة جبل حديد» وأعمال الحفر وبالوتيرة المرصودة ستؤثر دون شك في وضع المدرسة التاريخية التي احتضنت يوماً الزعيم المصري الكبير سعد زغلول باشا عام 1922م.
إن الواقع عصي ويتطلب نفساً جهادياً، فلا احترام للدستور ولا تقدير للذوق الحضاري ولا اعتبار للقانون والعهود التي قطعتها السلطة السياسية على نفسها فمنطقة «جبل حديد» هي إحدى المناطق المحمية التابعة للمنطقة الحرة، لكنها على أرض الواقع مع مناطق محمية أخرى يتم التصرف فيها على نحو مغاير لما نص عليه القانون ولائحته التنفيذية.
إننا نتحدث عن «مدرسة جبل حديد» بصفتها أحد معالم عدن، إلا أن أخباراً تسربت ومفادها أن أحد الحيتان باعها بمبلغ محترم وبالعملة الصعبة، وهو سلوك تتجلى مظاهره في ظل الدولة الرخوة، التي يحل النافذون فيها محل المؤسسات والتي يختلط في ظلها المال العام بالمال الخاص، ولذلك أتعشم حصر جهود منظمات المجتمع المدني أمام القضايا الساخنة في غرفة عمليات تخطط وتشرف على تنفيذ فعاليات متنوعة في تبني قضاياها، وأن تكرس حضورها في موقع أو في مواقع إليكترونية وأن تنقل خطابها المدني الحضاري إلى المانحين عامة، والمنظمات الدولية المعنية (كاليونيسكو مثلاً). إن منظمات المجتمع المدني تصنف بأنها «جماعات ضغط» وعليها أن تنشد ضغط قوى المجتمع في الداخل وضغط المانحين في الخارج.