«الأيام» تحتفي بقدوم هبة أول طفلة أنابيب في تعز ..وحدة الخصوبة وأطفال الأنابيب بمستشفى السعيد تنجح في إجراء أول عملية إنجاب بالتلقيح المجهري بعد تسعة أشهر من افتتاحها

> تعز «الأيام» عبدالملك الشراعي:

>
استقبلت تعز يوم أمس الأربعاء 6 فبراير 2008 ميلاد أول طفلة أنابيب بمستشفى السعيد التخصصي بعد نجاح عملية التلقيح المجهري التي أجراها الأستاذ د. محمد عبد الرحمن شرف - رئيس قسم أمراض النساء والولادة ووحدة الخصوبة وأطفال الأنابيب بالمستشفى في أول عملية من نوعها على مستوى محافظة تعز والمحافظات المجاورة التي كانت هبة الله (وهو الاسم الذي اختاره والدا الطفلة) أول طفلة أنابيب في تعز بعد معاناة دامت عشر سنوات حتى جاءهم الفرج بعد الشدة.

تابعت «الأيام» الحدث عن قرب وصورت لحظة الفرحة الأولى بعد نجاح الولادة القيصرية التي أجريت للأم لتخرج بحصيلة هذا الحوار مع د. محمد شرف ووالدي هبة الله، وتشاركهم بهجتهم وتحتفي بالمولود الجديد.

> بخروج الطفلة هبة الله إلى الحياة كأول طفلة أنابيب في تعز سجل مستشفى السعيد نجاحا غير مسبوق على مستوى المحافظة.. فما تعليقكم على ذلك؟

- الحقيقة ولادة هبة الله كأول طفلة أنابيب في تعز كان حدثا كبيرا سواء بالنسبة إليَّ كطبيب منحني الله شرف حمل هذه الرسالة العظيمة أم بالنسبة لمستشفى السعيد الذي ارتبط هذا الحدث باسمه، وقبل ذلك لوالدي الطفلة الذين تكبدا الكثير من المشاق ومعاناة الألم والحسرة طيلة عشر سنوات، عجزا خلالها عن الإنجاب حتى كتب الله لهما ذلك أخيرا من خلال وحدة الخصوبة وأطفال الأنابيب بمستشفى السعيد التخصصي، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا إرادة الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا.

د. محمد شرف: نجاح العملية على يدي كان بإرادة الخالق سبحانه ووحدة الخصوبة في المستشفى ضرورة حيوية بالنسبة للمجتمع اليمني

> هل من الممكن أن توضحوا للقارئ كيف تمت العملية؟ وماهي مراحلها؟

- تمت عملية الإنجاب بالنسبة للطفلة هبة الله من خلال ما يسمى بتقنية التلقيح المجهري التي يتم فيها حقن الحيوان المنوي داخل البويضة في المختبر تحت مجهر خاص، وبعد تكون الأجنة يتم نقلها إلى رحم الأم بواسطة قسطرة خاصة.

> هل هناك طرق للمساعدة على الإخصاب؟ وما الفرق بينها وبين طريقة التلقيح المجهري التي استخدمتموها في العملية؟

- نعم هناك ثلاثة طرق مساعدة على الإنجاب، وتقنية التلقيح المجهري واحدة منها، وهي التقنية التي تعرف إلى جانب أطفال الأنابيب بطرق الإخصاب المساعد خارج الجسم، والتقنية الثالثة هي تقنية التلقيح الصناعي من الزوج.

أما الفرق بين الطرق الثلاث، فالتلقيح الصناعي يعتبر أبسط أنواع الوسائل المساعدة على الحمل، ويتم فيها حقن السائل المنوي للزوج بعد معالجته في المختبر داخل رحم الأم عند نزول البويضة، ويتم تحديده بمتابعة التبويض من خلال جهاز الموجات الصوتية، أما تقنية أطفال الأنابيب، فيتم فيها خلط الحيوانات المنوية للزوج بعد معالجتها بالمختبر مع البويضات التي يتم سحبها من الزوجة بمساعدة جهاز الموجات الصوتية، ثم يتم تلقيحها خارج الجسم، ويقترن خلالها الحيوان المنوي بالبويضة بطريقة طبيعية، وبدون أي تدخل من قبلنا، وبعد تكون الأجنة يتم نقلها إلى رحم الأم بواسطة قسطرة خاصة.

أما الفرق بين أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري هو أن الأولى تحتاج إلى وجود حيونات منوية تترواح بين (50.000 - 100.000) بينما التلقيح المجهري يمكن نجاحه مع وجود حيوانات منوية قليلة العدد، وهي تقنية جديدة أحدثت طفرة علمية كبيرة، وفتحت أبوابا واسعة من الأمل لأزواج لم يكن إلى عهد قريب بمقدورهم الإنجاب بأي من الوسائل التقليدية، لكن مع ظهور تقنية التلقيح تغير الوضع تماما والحمد لله.

> كيف جاءت فكرة إنشاء الوحدة وما مدى أهميتها؟

- الحقيقة كان لعملي في مستشفى السعيد كاستشاري في أمراض النساء والولادة والعقم الأثر الكبير في بلورة الفكرة، حيث عايشت ولمست الكثير من المعاناة التي يتكبدها الأزواج، وشعرت بمدى الحسرة والألم الذي يعتصر قلوبهم حين يشعرون بعدم وجود الأمل القريب لهم في الإنجاب، خصوصا أولئك الأزواج الذين يعجزون عن السفر للخارج والقيام بمثل هذه التقنية في المراكز المتخصصة.

وقد وجدت الفكرة ترحيبا كبيرا وتشجيعا منقطع النظير من قبل إدارة المستشفى ومديرها العام الأستاذ كمال قاسم، ومن قبل مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه، وكان التوفيق حليفنا بحمد الله في أداء هذه الرسالة التي نتشرف بحملها تجاه الأشقاء في المجتمع اليمني.

أما عن أهمية وجود مثل هذه الوحدة فلا أبالغ إن قلت إن وجودها كان يمثل ضرورة ملحة ورسالة إنسانية واجتماعية في المجتمع اليمني.

أضف إلى ذلك أن نسبة عدم الإنجاب عند الأزواج تترواح بين 18 - 20%، وقد تزداد هذه النسبة بسبب العوامل الخارجية، وعلى رأسها التلوث البيئي المنتشر في العالم حاليا، ونصف هؤلاء الأزواج لاينفع معهم أي وسيلة من وسائل المساعدة التقليدية على الإنجاب سواء الدوائية أم الجراحية بالمناظير، ولهذا فهم بحاجة إلى وجود مثل هذه الطرق الحديثة في المساعدة على الإنجاب.

وقد لمسنا-بحمد الله- أهمية وجود وحدة الإخصاب وأطفال الأنابيب بمستشفى السعيد التخصصي كأول وحدة متخصصة في زيادة عدد الحالات المترددة على هذه الوحدة، وشعورهم بالارتياح لوجودها الذي خفف عن هؤلاء الأزواج الكثير من العناء النفسي والمادي، بل إن البعض يعتبر وجود مركز لأنابيب الأطفال قريب منهم يمثل رحمة من الله تعالى عليهم.

> مانوعية تلك الحالات التي تستقبلونها في وحدة الإخصاب وأنابيب الأطفال؟

- حالات عقم النساء مثل:

-1 انسداد قناتي فالوب الرحمية.

-2 حالات عدم التبويض التي لم تنفع معها الوسائل المعتادة لتنشيط المبايض.

-3 حالات العقم مجهولة السبب.

- حالات عقم الرجال مثل:

-1 ضعف الحيونات النوية من حيث قلة العدد أو الحركة أو زيادة عالية في نسبة الحيونات المنوية المشوهة.

-2 عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي، وذلك بسبب انسداد أو ربط في القناة المنوية أو فشل الخصية في إنتاج حيوانات منوية.

> أشرتم إلى تقنيات متعددة تتعلق بتجميد الأجنة في استعراضكم لنشاط الوحدة، فهل يمكن توضيح أكثر حول تجميد الأجنة؟

- تجميد الأجنة هو أسلوب علمي حديث يتم القيام به في حالة الحصول على بويضات كثيرة من الزوجة، حيث يتم عمل كثير من الأجنة ينقل منها 3 - 4 أجنة إلى رحم الزوجة والاحتفاظ بباقي الأجنة في وحدة حديثة للتبريد يتم عبر نظام خاص تحت تأثير النتروجين السائل الذي يعطي برودة شديدة (196 درجة مئوية تحت الصفر).

وتقنيات تجميد الأجنة بصفة عامة تستخدم في حمل الزوجة لاحقا بها، وتقنية التجميد نفسها تساعد كثيرا الأزواج المسافرين أو الذين لديهم نقص شديد في الحيوانات المنوية، حيث يمكن سحبها منهم وتجميدها والاحتفاظ بها لاستخدامها عند الحاجة إليها.

وبالنسبة لنا في وحدة الإخصاب وأنابيب الأطفال بمستشفى السعيد نمتلك بنكا لتجميد الأجنة وبنكا لتجميد الحيوانات المنوية للزوج لفترة تتراوح بين 10 - 15 سنة مع الاحتفاظ بالخصوصية التامة ووسائل الأمان والجودة.

> كطبيب متخصص في هذا المجال كم برأيك نسبة نجاح هذه الوسائل المساعدة على الإنجاب؟

- نسبة النجاح بالنسبة لتقنية التلقيح المجهري وتقنية أطفال الأنابيب تتراوح بصفة عامة بين 30 - 40%

> هل هناك عوامل قد تؤثر على نسبة هذه الوسائل سلبا أو إيجابا؟

- نعم بالتأكيد فهناك عوامل كثيرة تؤثر سلبا على نسبة نجاح الوسائل المساعدة على الإنجاب، أهمها سن الزوجة كأهم عامل على الإطلاق، فكما هو معروف إن خصوبة المرأة تتأثر بالعمر، ويزداد هذا التأثر تدريجيا كلما تقدمت في السن ابتداء من سن 35 سنة تقريبا، وتتدنى نسب النجاح بشكل كبير مع بلوغ المرأة عمر 45 عاما، والعكس كلما كان سن المرأة أصغر كلما كانت فرص النجاح أقوى وأكبر، وإلى جانب عامل سن المرأة فهناك أيضا عوامل أخرى تؤثر في نسبة النجاح مثل نوعية البويضات وجودتها وعددها وعدد الحيوانات المنوية للزوج ونوعية الأجنة المتكونة في المختبر، ولانغفل أيضا كفاءة الكادر الطبي والتجهيزات الفنية الحديثة في المراكز المتخصصة التي تتولى متابعة هذه العملية.

> نعلم أن ذلك الفرع من الطب يتطور سريعا.. فهل هناك خطة لديكم لمواكبة ذلك التطور؟

- إنشاء وحدة من هذا النوع يحتاج إلى استثمارات كبيرة ومستمرة لتعزيز فرص النجاح بشكل أكبر خصوصا وأن هذا العلم يعد من العلوم الحديثة في مجال الطب ويتطور بسرعة كبيرة تتطلب منا مواكبتها والتفاعل معها والاستفادة من كل جديد، ومحاورنا في ذلك تعتمد على:

-1 إنشاء مختبر للوراثة لخدمة الأزواج القادرين على الإنجاب، ولكن لأطفال مشوهين، وهؤلاء سيتم معالجتهم بتقنية التلقيح المجهري وعمل أجنة، ويتم فحصها وراثيا ومن ثم نقل الأجنة السليمة إلى رحم الأم واستبعاد الأجنة المشوهة.

-2 نحن نحرص بشدة على أن يشارك العاملون في الوحدة في كافة المؤتمرات العلمية المتخصصة، مثل مؤتمر الخصوبة الأرووبي والعربي، والمتابعة المستمرة لموضوع الخلايا الجذعية الذي يتوقع أن يحدث طفرة علمية في هذا المجال وفي مجالات طبية كثيرة.

-3 إلى جانب ذلك قمنا بالاتفاق مع أساتذة عالميين في هذا المجال لزيارة الوحدة مثل العالم روبرت إدوار الإنجليزي - رائد أطفال الأنابيب في العالم، وأول من ابتكر تقنية التلقيح المجهري وتقنية أطفال الأنابيب التي تمت من خلالها ولادة الطفلة لويزا بروان عام 1978م كأول طفلة أنابيب في العالم، وكان وراءها الدكتور روبرت إدوار وزميلة ستيب توي وحصلا بسبب ذلك على جائزة نوبل في الطب.

-4 ربط الوحدة بعلاقة توأمة علمية مع أكبر مراكز أطفال أنابيب في مصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى