محمد عبده جبل هرقل القرن العشرين نجم الستينات لماذا لايمنح وسام تقدير ؟

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> محمد عبده الجبل جناح أيسر فريق نادي الشباب الرياضي بحق وحقيق اسم على مسمى، فهو كالجبل في رباطة جأشه تجسمت الروح الرياضية العالية فيه لكأنها حلت فيه وسرت في دمائه، فلو أعطيت الحق في منح الدرجات للرياضيين كما يفعل المدرسون في المدارس، لفاز بالسبق وأعلى الدرجات، لأنه بطل المؤهلات من دون منازع، ففيه تتوفر الحركة الرشيقة التي تبعث على الإعجاب والخفة السريعة الصاروخية، والتكتيكات المثيرة، والتوزيع المتقن الذي يثلج الصدر ويجعل الأنظار تتابع حركاته أينما سار .

هكذا بدا لنا في مباراة يوم 25 ديسمبر 1963م التي أقيمت بين فريقي ناديي الأحرار والشباب الرياضي .. والتي كان نجمها اللامع (محمد عبده جبل)، فلا تسمع من جمهور الرياضة في عدن إلا ذكره، حتى لقد انتزع التصفيقات الحارة وإعجاب المشاهدين، فلو تعمل الجمعية الرياضية العدنية برأيي وتمنحه (وسام تقدير) لفعلت حسناً، حتى يعرف اللاعبون أن اللعب (فن وأخلاق)، فتقضي بذلك على الخشونة التي يستعملها بعضهم في الملاعب ،ويفهمون أن (اللعب النظيف) هو أهم ما في الرياضة، وبالأخص لعبة كرة القدم، وأن الرياضي الحق هو من يتقبل الهزيمة بروح الانتصار والابتسامة المتألقة تزهو على ثغره .

الحق أقول أن اللاعب محمد عبده جبل في هذه المباراة قد برز كما لم يبرز لاعب غيره قط، فلقد شن هجماته القوية التي هي أشبه ما تكون بغارات طائرات (الميج) على مرمى الأحرار، مما أربك يسلم صالح والضالعي وتخطى الحواجز، ودك سور الأحرار المنيع بهدف التعادل (الفريد) من نوعه .

وكان من البداية حتى النهاية يلعب بنفس الروح، وبنفس الحماس غير المعهود في لاعبينا، خاصة في حال إصابة مرماهم بأهداف، وكأنه كان على موعد مع النصر أو أن النصر هو الذي كان على موعد معه، فلم تهن له عزيمة، ولم يتسرب إليه اليأس على الإطلاق، ونادراً ما تجد مثل هذا اللاعب بين ظهرانينا وفي صفوف لاعبينا، وأيما الحق فهو لاعب (مثالي) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .

لهذه الأسباب أنقذ فريقه الشباب الرياضي في هذه المباراة من هزيمة محققة، عندما استعصى عليه النصر في البداية كأنه يختبره .

أفلا يجدر بنا أن نطلق على هذا المتألق لقباً عن جدارة واستحقاق، أسوة بغيره من اللاعبين، فلم نجد لقباً مناسباً للبطل محمد عبده جبل غير لقب (هرقل الكرة للقرن العشرين) الذي هو خير قدوة لغيره من اللاعبين.

سيف محمد هاشم - 4 يناير 1964م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى