ما حققه حسن شحاته انتصار لكفاءة وإرادة المدرب العربي

> «الأيام الريــاضـي» أحمد راجح سعيد:

> أجرت القناة الفضائية «المصرية» في الأيام القليلة الماضية لقاءً مفتوحاً وصريحا مع الكابتن حسن شحاته مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، والذي أقام الدنيا ولم يقعدها بعد أن استطاع قيادة المنتخب إلى بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة السادسة، وذلك لتسليط الأضواء على العوامل التي أحاطت بمشوار المنتخب خلال البطولة، ولاسيما تلك التي كانت دافعاً إلى انتزاع البطولة وأيضاً فيما يخص الحملة الإعلامية القاسية التي شنتها عليه بعض الصحف منذ انطلاق البطولة وحتى نهايتها، وقد استطاع «شحاتة» في هذا اللقاء بهدوئه ولياقته وخلفيته المطلعة على جوانب عديدة من علم التدريب والفراسة المكتسبة أن يزيح جزءًا كبيراً من ذلك الستار الذي ظل مسدلاً على مشهد البطولة، خاصة وأنه قد رأى أن من مصلحته التزام الصمت حيال ما يوجه إليه من نقد حتى لايشغل نفسه ولاعبي المنتخب بغير البطولة تاركاً الحكم في الأخير للنتائج التي سيحققها على الواقع ،إضافة إلى تلك العلاقة المميزة التي استطاع أن ينسجها بينه وبين اللاعبين من جهة، وبين اللاعبين أنفسهم من جهة أخرى، واعتبرت حافزاً معنوياً فاعلا لقوة أدائهم الجماعي والمتفاني في كل المباريات التي خاضوها لأجل انتصار مصر والعرب معاً .

إن ما حققه «شحاته» في هذه البطولة للكرة المصرية خاصة والعربية عامة يعد بحد ذاته انتصاراً لكفاءة وإرادة المدرب الوطني العربي، والذي إذا ما نال حقه من الرعاية والاهتمام والثقة بالنفس ووضع في موقعه المستحق، كما أن ذلك يعتبر رسالة صريحة لأولئك المدربين الذين اعتادوا الإكثار من الجعجعة بينما في الحقيقة لايقدمون ذرة من طحين لفرقهم.

وفي الوقت نفسه هو درس لأولئك الذين لايزالوا ينظرون إلى المدرب الوطني المؤهل من زاوية الدونية، خلافاً للمدرب الأجنبي المستجلب، وكما هو الحال في بلادنا اليمن، حيث يعيش مدربنا المؤهل والمقتدر وضعاً لايحسد عليه من جراء أساليب التهميش والتطفيش، بل والإلغاء من دائرة الذاكرة الوطنية والتي غدت مع الأسف مغمورة بالمتغيرات البراقة والكاذبة .

لقد كان لهؤلاء المدربين في مراحل مضت، وخاصة في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي أدواراً لاتنسى في صنع أمجاد كرتنا اليمنية وحضورها الفاعل على الساحتين المحلية والدولية، وحينما كنا لا نراهن في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا الوليدة والمشروعة والمعقولة إلا عليهم، ومن المؤسف القول أن البعض من القيادات المسؤولة في معتركنا الكروي لايزال يعتقد بأن الخروج من مأزق تخلفنا الكروي الحالي مرهون بالكادر الأجنبي لاعباً ومدرباً، وفي سبيل الفوز بهذين العنصرين الهجينين، لايهمه إن هو أقدم على هدر ملايين الدولارات على «مافيش»، بل وعلى حساب الكادر الوطني المقتدر، وفي حين نرى أن هذه القيادات لاتجني من وراء سياستها هذه سوى المزيد من تشتيت المال والخطوات التنازلية لفرقها الكروية الكبيرة والعتيدة، فهل آن لهذه القيادات بعد كل هذا أن تعترف ولو على استحياء بدور مدربنا الوطني، والذي أثبت في كل المراحل بأنه لا يقل كفاءة وقدرة عن الكفاءة الأجنبية، وأن عودة الاعتبار لكرتنا اليمنية لايمكن أن تتحقق إلا بإعادة الاعتبار للمدرب الوطني المؤهل والمقتدر والغيور على سمعة شعبه ووطنه، ولنأخذ من الكابتن «حسن شحاته» مدرب المنتخب المصري الدرس والعبرة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى