> الضالع «الأيام»خاص:

ومن ثم شرعت بقذف الحجارة التي كانت بحوزتهم إلى المنصة حيث توجد القيادات المعارضة المنظمة للمهرجان وعدد من الضيوف الوافدين من المحافظات إلى جانب الفرقة الفنية المصاحبة للفنان فهد القرني وآخرين، الذين أجبرتهم أعمال الشغب على مغادرة المنصة والمهرجان الذي كان قد توافد إلى ساحته آلاف المشاركين فيه من مديريات المحافظة كافة حاملة اللافتات المؤيدة للقضية الجنوبية، معتبرة إياها مدخلاً للحفاظ على الوحدة، وكذا المنددة بسوء الأوضاع المعيشية وزيادة الأسعار، وفيما تدافع الجماهير كان مستمراً إلى الملعب بانتظار وصول مرشحي الرئاسة م. فيصل بن شملان ود. فتحي العزب ومحمد الصبري ومحمد المقالح وآخرين من القيادات العليا لأحزاب المشترك وقيادات هذه الأحزاب في المحافظة كانت هذه الجموع قد سبقتها إلى المكان رافعة أعلاماً مختلفة لدولة الجنوب السابقة، البعض منها بمثلث أزرق بلا نجمة، هاتفة بشعارات متعددة منها «ثورة ثورة ياجنوب» و«لامشترك بعد اليوم» و«بالروح وبالدم نفديك ياجنوب» و«برع برع يا استعمار» وغيرها من الهتافات التي أحدثت حالة من الاستياء والتذمر بين أوساط الجماهير المحتشدة وقياداتهم وأنصارهم الذين فضلوا الانسحاب ومغادرة الساحة، بدلا عن مواجهة هذه التظاهرة التي أفسدت عليهم مهرجانهم الخطابي، وتسببت لبعضهم بإصابات بدنية جراء استخدامها الحجارة عند اقتحامها المنصة، إضافة إلى ما خلفته من أضرار طالت لافتات المهرجان وأعلام الأحزاب المنظمة التي تم إحراقها، كما تعرضت سيارة أحد قيادات الإصلاح لتكسير زجاجها أثناء مرور المحتجين بجوارها، وفوقها ميكرفون جوال، في جانب الملعب.


أحد الجرحى والدماء على وجهه
واختمت الأحزاب بيانها بتساؤلها «عن الجهة المستفيدة من وراء الفوضى التي استهدفت النضال السلمي وتحميل أجهزة السلطة المسؤولية الكاملة عن ما جرى صباح الخميس».
مثنية على جماهيرها وأنصارها على ضبط النفس والتحلي بالصبر والمسؤولية.
واعتبرت التظاهرة المناوئة لمهرجان المشترك بمثابة أول المواجهات المباشرة ما بين الجناح المنضوي في إطار الجمعيات- المتقاعدين وشباب بلا عمل- وأحزابهم المنشقين عنها منذ احتدام الخلاف في وجهات النظر حول ماهية المعالجة المطلوبة للقضية الجنوبية، كانت أيضا قد أوجدت حالة من الاستياء أوالتعاطف في الشارع، ففي الوقت الذي رفضت فيه الغالبية الساحقة تلك الأفعال الاحتجاجية غير المسؤولة و التي لا تعبر سوى عن الواقفين خلفها الذين يضيقون ذرعا بالآخر، وحتى بمن يحمل معاناتهم أو أنصارهم، كما وصف هؤلاء ما حدث من هذه الجموع بأنه مؤشر خطر ومدمر ولا علاقة له بالنضال السلمي ووسائله، التي تتنافى مع عصي وأحجار وهتافات وطريقة التعبير المستخدمة، التي قال عنها مناصرو المهرجان بأنها فوضوية وهمجية ومسئية جدا لنضال وتاريخ وقيم حضارية يرفعها هؤلاء في كل المناسبات، وفي الواقع لا يطيقون أي صوت آخر.

ووصف المتحدثون ماحدث بالصفعة القوية للأحزاب القادمة للغناء للغلاء والفساد، فيما معاناتهم ليست قرص الرغيف أو إصلاح الوحدة، ورغم هذا التأييد لمناهضة الأحزاب باستخدام الشباب إلا أن عددا من المتحدثين عبروا عن رفضهم لما حدث من أعمال شغب كادت ستؤدي إلى كارثة لولا أن آلاف الجماهير تصدت لها.
الجدير بالإشارة أن مواقع إخبارية وصحفاً تصنف للسلطة قد نشرت أخبارا توقعت فيها حدوث محاولات لإفشال المهرجان، دون أن تشير إلى مصدر هذه المعلومات.
وفيما كان قيادي في المشترك قد رفع تهنئة للقيادة السياسية على نجاحها في دعم وتأييد مثل هذه الممارسات الانفصالية اعتبر الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك ماحدث من فعل حضاري للجماهير المحتشدة، واصفا حفظ أرواح الناس ودمائهم «بالمسؤولية التي تستوجب المفاخرة بنجاحها».