مشروع حاجز مران بمودية بين الحلم والحقيقة

> محمد صالح الداحمة:

>
مندوب «الأيام» مع مدير مؤسسة الشنقول أشرف عوض شنقول
مندوب «الأيام» مع مدير مؤسسة الشنقول أشرف عوض شنقول
يقع وادي مران في مديرية مودية محافظة أبين ويعد من أهم الأودية في المنطقة وأوسعها مساحة .. وتروى من الوادي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة تبدأ من الأعلى بآل حاتم حتى مدينة مودية، وهي عبارة عن أراضٍ زراعية متلاصقة كما تروى الأراضي الزراعية حتى منطقة المدارة وتلتقي سيول وادي مران بوادي ثوعة وكبران عند جبل جوعر .. ثم إلى وادي لهمان المؤدي إلى أحور.. ومن ضمن وادي مران هناك عدد من الأودية بمديرية مودية وهي وادي وجر ووادي داثن ووادي مليحة ووادي كبران وغيرها من الأودية.

وتشتهر مديرية مودية بزراعة البرتقال والمحاصيل الأخرى كالقطن والحبوب والخضار بأنواعها وقد لوحظ مؤخراً عجز في الإنتاج الزراعي عند كثير من المزارعين وإتلاف عشرات الآلاف من أشجار البرتقال وتفيد الإحصائيات من 1980م إلى 1985م قبل الجفاف بأن أشجار البرتقال كان عددها نحو 33661 شجرة بوادي مران ولم يبق منها سوى 3000 شجرة نتيجة الجفاف ونضوب مياه الآبار .. كما تشير الإحصائيات إلى أن عدد الآبار كانت آنذاك 145 بئرا مفتوحة و30 بئرا ارتوازية وتعمل حالياً 40 بئرا مفتوحة.ولأهمية بناء حاجز وادي مران وما سيحفظه من مياه الأمطار والسيول التي تهدر عاما بعد عام دون الاستفادة منها .. ونتيجة العوامل والظروف التي حالت دون إنجاز شيء يذكر في السنين الماضية لا في مشروع السد ولا في مشروع شق طريق مران - حيب وقد تزامن المشروعان وارتبط بعضهما ببعض ولمعرفة ذلك وللاطلاع عن كثب على آخر المستجدات في ذلك توجهت «الأيام» إلى منطقة وادي مران .

> هناك التقينا الأخ لشرف عوض بن شنقول مدير مؤسسة الشنقول للتجارة والمقاولات وسألناه متى كان المقرر أن يبدأ العمل في المشروع ولماذا تأخر وأسبابه وما الإمكانيات التي توفرت للعمل؟ فأجاب قائلاً:

- أولاً نرحب بـ«الأيام» وبحضورها إلى موقع العمل للاطلاع على سير العمل في المشروع ونقل الحقائق عبر منبرها الإعلامي، طبعاً مؤسسة الشنقول للتجارة والمقاولات تقدمت بمناقصة من ضمن ثمانية أو عشرة مقاولين تقدموا بمناقصات للمشروع إلا أن الموافقة كانت من نصيبنا ورسيت علينا المقاولة بقيمة إجمالية تقدر بمئتين وتسعين مليونا وأربعمائة ألف ريال .. وبدأنا العمل في تاريخ 2007/1/9 بعد أن نصبنا الخيام للعمال في موقع المشروع وللأسف أنه بعد ما قطعنا شوطا في عمل الحفريات نزل علينا أول سيل في شهر مارس 2007م ثم تلاه سيل آخر في شهر أبريل وكلما قمنا بعملية الحفر إلى عمق أرضية السد نزل علينا سيل آخر وردم ما قمنا بحفره من سابق وتسبب لنا في خسارة مالية، في كل سيل تقدر خسارتنا بنحو سبعة إلى ثمانية مليون ريال حسب الإحصائية التي قدرت أي مساحات الحفريات (17) ألف متر مربع وتكلفة الحفر (350) ريالا للمتر الواحد وقمنا بإشعار الجهات المختصة في المحافظة الذين بدورهم أعلمونا بأن الجهة التي يمكن أن نتخاطب معها هي الوزارة وأشعرناهم بذلك وأنه في حال تكرر ذلك سوف نوقف العمل، كون إمكانياتنا لا تسمح بأن نخسر أكثر وقد تفهموا لذلك وهذه هي أسباب تأخر العمل، وكذلك أصحاب المنطقة كانت لهم مطالب بتشغيل عمال في المشروع وشق الطريق وقمنا بتوظيف ثلاثة عمال حراسة منهم، وهم متكفلون بحماية المشروع ومعداته .. أما من ناحية الإمكانيات والمعدات، فنحن والحمد لله عندنا 30 عاملا ما بين بنايين وعمال ومن المعدات والآليات عندنا 2 شيولات و2 بوكلين و2 دركترات و2 كمبريشن و5 مواطير وهي قائمة بعملنا على أكمل وجه .

صورة توضح أساس السد
صورة توضح أساس السد
> كم هي الفترة المقررة لإنجاز المشروع وماذا عملتم حتى الآن وشق الطريق هل هو مرتبط بمشروع السد؟

- الفترة المقررة في الاتفاقية هي 14 شهرا، ولكن حسب ما أطلعناكم نتيجة العوامل التي كانت خارجة عن إرادتنا هي التي حالت دون ذلك والحمد لله منذ شهرين نقدر نجزم بأن العمل استتب بشكله الصحيح وحسب ما اطلعتم نحن مقيمون في الخيام ومعيشتنا في نفس الموقع لأننا لن نتمكن من الذهاب إلى المدينة مودية كونها تبعد عن موقع العمل بنحو 7 كيلومترات ولكي لا يسرقنا الوقت في الذهاب والعودة اضطررنا إلى المكوث في موقع العمل ونبدأ العمل في الخامسة صباحاً حتى المغرب .. ومثل ما ترون نحن الآن في التأسيس صبينا في الأسفل ونبني الآن فوق الصبة وسنقوم بعملية الكبس خلطة إسمنتية وحجر والبناء الأمامي المستقبل للسيول سيكون بناء فنيا ممتازا حجار وخلطة 80 سم مابين البناء الأمامي والبناء الحجر الخلفي على طول الخط يطلع حتى نهاية الارتفاع وطول بناء الأساس الأرضي 28 مترا .. ونحن عندنا المهندس أحمد ناصر الحسين مكلف من قبل الوزارة يقوم بالنزول إلى الموقع ويضع لنا خطة العمل على مراحل، كلما أنجزنا مرحلة وضع خطة عمل للمرحلة التي تليها .. ومثل ما تشهدون هذه المياه التي في الأمام هي مياه غيل تأتي من منابع وعيون مختلفة وتتجمع هنا ونحن نقوم بالاستفادة منها للعمل نهاراً ونقوم بشفطها ليلاً إلى الجهة الخلفية لكي لا تعيق عملنا ونحن إن شاء الله إذا مر شهر مارس دون هطول أمطار وسيول بإذن الله سنتجاوز الخطر الذي دائماً ما نعاني منه، بعد ذلك إذا نزلت سيول سنقوم بالتنظيف دون أن يؤثر شيء على سير العمل .

أما من ناحية شق الطريق آل حاتم الذين يقطنون المنطقة التي يقام فيها المشروع لهم مطالب وهي شق وتعبيد الطريق ونحن كمؤسسة ملتزمون بشق كيلومترين في الطريق الجبلي والباقي على الدولة وطلبنا منهم أن يتعاونوا معنا بحيث أنجز عمل السد ومستعد للقيام بما تعهدت به من شق للطريق بموجب التصاميم التي عندنا من إدارة الري والوزارة ومثل ما تشهدون قمنا بإنجاز نحو 80 في المئة بشق الطريق الجبلي، هذا ما أضيف إلينا في بند اتفاقية المشروع أما الأشعاب وعددها أربعة، فهذه لها اتفاقية أخرى واعتماد آخر سواء نحن قمنا بها أو غيرنا .

> أما المهندس فاروق المليسي وهو من الإدارة العامة للري بوزارة الزراعة الجهة المشرفة على تنفيذ السد فقد قال :

«طبعاً أنا بدأت العمل في شهر يناير 2008م واطلعت على سير العمل في بناء أساسات السد.. بدأنا العمل في القاطع الأمامي للسد لحجز المياه طبعاً السد يتكون من قاعدة تقدر بـ18 مترا هذه قاعدة جسم السد الآن نحن بدأنا في المقدمة على أساس حصر المياه في بحيرة السد والعمل جارٍ ومستمر وسنستمر في تنفيذ القاطع الأمامي ثم تلييس بقية جسم السد والأساس هي القاعدة لجسم السد التي تعتبر المستقبلة للمياه القادمة ونحن نعمل حسب التصاميم الهندسية التي رسمت لنا من قبل المهندسين المشرفين ونحن نعتبر فريق عمل هندسي متكاملا للإشراف على سير العمل في المشروع من بدء العمل فيه حتى نهايته ونتواصل على كل مراحل العمل كلما استجدت أي أمور جديدة نستدعي المهندسين للحضور إلى الموقع حتى يعطونا التعليمات والتوجيهات المناسبة لتنفيذ بقية العمل في المشروع . أما من ناحية أبعاد جسم السد فهي 28 متر طول أرضي و78 متر فوق وعرض القاعدة التأسيسية 18,5 متر تنتهي بـ 2,5 في قمة جسم السد».

عدد من الآليات
عدد من الآليات
أما عن الإشاعات التي تروج بأن المقاول لا يقوم بتنفيذ العمل حسب المواصفات والتصاميم فأجاب:«من خلال متابعتي للمشروع لم أشاهد أي تقصير في العمل من قبل المقاول سواء كان في تنفيذ العمل أو نقص في المونة والمواد أو ما شابه ذلك وكممثل للإدارة العامة للري أقولها بصدق وأمانة بأن المقاول يقوم بعمله على أكمل وجه وحسب المواصفات ولو رأينا ذلك لأوقفناه عند حده نحن والفريق الآخر كجهة مشرفة».

> ناصر هيثم شراء ممثل مشروع المرتفعات الوسطى ومكلف بمتابعة الأعمال في السد وبشكل ثنائي مع المهندس فاروق المليسي قال:«مشروع المرتفاعات الوسطى عمل دراسات لخمسة سدود في العام 2001م والتي هي سد مران، سد وجر والرغب ودافن وسبح وطبعاً الدراسات هذه أنجزت في العام 2002م وبدأ التنفيذ في مشروعين هما سد وجر والرغب، طبعاً الذي نفذهما مشروع المرتفعات الوسطى.. وفيما يتعلق بالحاجز المائي بوادي دافن فقد نفذته وزارة الأشغال عبر المشروع الأمريكي (المنظمة الأمريكية) .

أما التعثرات في مشروع سد وادي مران أولاً: نتيجة المقاول الأول لشركة المبطي السعودية التي أعطيت لوكيلها في صنعاء وتعثر المشروع كثيراً ولم يكن هنالك أي إنجاز.. وكنت متابعا للموضوع وللأسف أنه لم يكن هنالك أي آليات أو مهندسين اللهم موقع وآلية خربانة.. ولكن الآن المقاولة رسيت على مؤسسة الشنقول للتجارة والمقاولات التي أخذت المناقصة في شهر نوفمبر 2006 طبعاً فترة التنفيذ 14 شهرا، ولكن تعثرات العمل التي حصلت كثيرة منها طبيعية كالأمطار والسيول وأخرى غير طبيعية. ولكن الآن بدأ العمل من شهرين وفعلاً يوجد عمل، أما في السابق فلم يكن هناك أي عمل، المقاول السابق لم يقدم أي شيء يذكر، إضافة إلى أن العمل الجديد هو حاجز مائي وشق طريق 2 كيلو من ضمن المقاولة أنجز من الطريق نحو 80 في المئة والعمل جارٍ في القاطع الأول وفي الأساسات الأرضية للحاجز الذي هو جسم السد، وطبعاً العمل موفق ومستمر ونشعر بأنه سيتم في القريب العاجل إذا لم تهطل أمطار أو تدفق سيول أو أي معوقات أخرى، والنيات موجودة والعمال يقومون بعملهم على أكمل وجه .

ومن ناحية الوقت، لم نحدد وقتا لإنجاز العمل في هذا المشروع لأنك تعرف طبع البشر إذا أعطينا وقت محدد ولم ينجز فيه العمل سيحرف الكلام إلى تأويل آخر ويعملون لك حملة، لكن إن شاء الله في أقرب وقت سيتم تنفيذ العمل وإتمامه وسيكون هذا الحاجز مشروع خير سيخدم الأهالي وسيعود عليهم بالخير نتيجة شحة المياه التي نضبت وجفت الآبار ومثل ما قلناه سيكون إنجاز السد فاتحة خير لمشاريع آخرى قادمة في المديرية إن شاء الله. وحول شق الطريق الذي هو 2 كيلو طبعاً أنجزت منه 80 في المئة تقريباً وعملت هذه الاتفاقية مع المقاول بحيث ينجز كيلو وتسعمائة متر شق للطريق الجبلي ضمن اتفاقية المقاولة المتكاملة.

صورة لمدرجات أساس السد من الناحية الخلفية
صورة لمدرجات أساس السد من الناحية الخلفية
أما الأشعاب التي عددها أربعة فهي محتاجة إلى عبارات أو حواجز أو كباري (جسور) وطبعاً تحتاج إلى تكلفة كبيرة، ليس كالشق ، الشق هو فك طريق في الجبل عمل دركترات وفراشات وما شابه، لكن لما يجي بناء آخر في أشعاب محتاجة إلى عبارات وجسور، طبعاً الجسر الواحد يكلف، فما بالك بأربعة أشعاب مرتفعة وطبعاً نحن رفعنا هذا إلى الجهات المسؤولة بنزول مختصين في هذا المجال الفني ليعملوا تقييما لهذا العمل وتقدير التكلفة هذا إذا أحبوا أن يقوم بها نفس المقاول مؤسسة الشنقول التي تقوم ببناء السد وشق الطريق مالم فستكون جهة أخرى منفذة لذلك .. ولكن نحن تحصلنا على وعد من مدير المشروع بنزول لجنة إدارة الري المشرفة على ذلك وأبدت استعدادها للتعاون معنا في حالة نزول المهندسين ووضع التكاليف وسيتحمله المقاول بعد أن توضع اتفاقية جديدة بتنفيذ العمل».

> عبدالله عبدربه شاخ من آل حاتم بمنطقة مران الكل بموقع العمل أشاد به وبحضوره اليومي إلى موقع العمل وكأنه يعمل معهم وهذا من حرصه على سير وإنجاز العمل، لكنه قال:«هناك مشروعان متزامنان منذ أكثر من 5 سنوات، السد جاء له مقاول شركة المبطي التي أبطت فعلاً وأخذت نحو عام فيه ولم توفق بأي نتيجة.. ومن ثم حضر المقاول الثاني الذي هو مؤسسة الشنقول من فترة عام واحد والحمد لله أنه يقوم بالعمل في المشروع على قدم وساق وقد أنجز شيئا لابأس به يبشر بخير إذا ما تعرضوا لمياه الأمطار والسيول .أما المشروع الثاني الذي هو طريق آل حاتم وطوله 24 كيلو مترا الذي يربط منطقة مران بمديرية مودية بمنطقة حيب بمديرية جيشان ووفر له اعتماد يقدر بواحد مليار ريال والتمويل من قبل وزارة الأشغال بصنعاء، أخذ المقاولة المقاول محسن الطهيفي وله خمس سنوات وهو متهرب علينا ولم تلزمه أي جهة، والمواطنون قد طرقوا جميع أبواب الجهات المسؤولة، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولاتزال المقاولة باسمه ونحن نطلب من الأخ المحافظ والجهات المسؤولة تحمل مسؤوليتها وإلزام المقاول بما تعهد به لتنفيذ العمل المناط به، أو تغييره بمقاول آخر يحترم التزاماته مالم سوف نضطر إلى توقيف العمل في مشروع السد حتى يتم العمل في مشروع الطريق».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى