ألوان الطيف في المضاربة ..آلام جمَّة.. وآمال ضائعة.. ومعالم قاتمة (الأخيرة)

> «الأيام» محي الدين الشوتري :

>
الأنشطة المدرسية غائبة
الأنشطة المدرسية غائبة
ما فتئت مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج حبلى بهمومها وأحزانها وآلامها وجراحها رغم مضي عقد من الزمن منذ إعلانها مديرية مستقلة بعد أن كانت تابعة لمديرية طور الباحة، فمازال الضباب «المتجمع» والمتعاقب على كرسيها الهش يباعد من الرؤية المطلوبة الواضحة لمستقبل بدا أكثر قتاماً وحلوكة ولا غرابة في مديرية يعشعش فيها الثالوث المخيف: الفقر، الظلام،الخوف، ويدق المسمار الأخير في نعشها ولدفنها في عالم التوهان والنسيان «عالم الحرافيش» وقد دخلت هذا النفق المظلم بفعل فاعل فعله النصب ورفعه القرب من أصحاب العمامات البيضاء وجره الكذب، آهات وأنات متعددة وجراحات وصرخات مثخنة لم تضمدها ليال مسكنات «ليالي الدعايا والانتخابات» فما انفكت أزمة الظلام ملامسة لبقعة أرضها الخصبة المترامية الأطراف ونهر الدماء الهادر الذي يسكبه أبناؤها في جنباتها يخضب أصقاعها ، فلعلعة الرصاص بلغت الفيافي والقفار، والجبال والبحار، اللهم سلم، سلم.

«الأيام» تنقلكم إلى موقع الحدث ليكتمل الصوت والرمز والصورة عند عزيزي القارئ فتفضلوا بقراءة السطور.

النزوح يهدد حياة السكان في المضاربة

الماء وما أدراك ما الماء؟.. الماء الطامة الكبرى التي ستجتاح مديرية المضاربة عما قريب، ومواطنو المضاربة لم يستطيعوا الخروج من «خرم الإبرة» طالما وأن مناطق المديرية يهددها الجفاف وإن وجد الماء فما أبخسه!!

مناطق تغرق في مستنقع الشح والجفاف، والموت يحاول انتزاع روحها في اليوم مائة مرة، والجهات المسؤولة تغني «موال» وكأن الأمر لا يحدث أمامها، لكن صلابة الإنسان في المضاربة هي التي تقاوم جفاف الخدمات.. رأينا مواطنين من ملبية والرويس يرسمون لوحات جميلة من التآلق والانسجام يتجمعون على خطور أراضيهم لحفر الآبار بعد أن صار الجفاف يهدد سكانها بالنزوح والهجرة إلى وادي ذي زرع وماء، كما كانت تنتقل القبائل البدوية قديماً للحصول على المراعي والماء ، هقرة، بطات، المضاربة، كل أزقة المضاربة تتهاوى في حفر العطش والهلاك فلا صرخة ولا نداء يسمعان لأهلها، وصدق من قال:

ونار إذا نفخت فيها أضاءت

ولكنك تنفخ في الرماد... وكفى

الجامعيون آمال وآلام ..

العشرات من حملة الشهادات الجامعية في مديرية المضاربة بمحافظة لحج يشكون عسر الحال وقلة الحيلة لعدم امتلاكهم حق (بن هادي) ولا ما يسيل له لعاب مسؤولينا الأفاضل، أحلامهم الوردية الجامعية تحطمت على جدران الخدمة المدنية، ليالي السهر والتعب الجامعية بردتها ذبول أعمارهم وشيبهم حتى أن بعضهم تجاوز في عمره العقد الثالث، والشعر قد شاب وتساقط من على رأسه، ومازالت الخدمة المدنية تعدهم وتمنيهم ببلوغ أجل التوظيف، ولكن ليتها صدقت، هيهات.. هيهات من تلك الوعود، فكلمة هيهات عمرها ما عمرت بيتاً في المضاربة، شباب العجائب الذي صار ينتظر كلمة الرثاء على حياته البائسة القاتمة.. ومنهم من يستدر عطفاً أمام أبواب الإدارات المختلفة ليجد الإنصاف.. فيا ترى ماذا سيجدون أمام أبواب إدارة المعقدين وإدارة الفاشلين، والتي لا تجد في قاموسها مفردة الإنصاف.

رياضة كسيحة.. ممقوتة.. مأكولة

لأن الجسم السليم في العقل السليم، ولأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ولأن أبناء المضاربة والعارة مجبولون على حب الرياضة إلى حد الجنون، لا تستغربوا، زوروها فستجدوا أن شبابها لو وجدوا الرعاية من قبل السلطات لكانت لهم يد طولى في رياضة المحافظة، والصورة التالية لفتية من مخيم الحيجنة الصيفي، الذي دأبت الأيادي البيضاء على إقامته لثلاث سنوات فائتة، رغم كثرة المطبات والصعوبات، تعبر تلك الصورة عن الهوس الكبير لهؤلاء الصغار المداعبة أقدامهم للكرة ولو بالزي الشعبي (الفوطة) لقصر اليد وبإمكانيات تعبر عن رياضة كسيحة ممقوتة.. وللتذكير ليعلم كل أبناء المديرية أن كاتب هذه السطور أقام ذات مرة دوريا رياضيا في المديرية ليبعدهم عن الخمول والكسل الذي يسودهم، قدمنا رسالة لأحد أبناء المديرية في المحافظة -ولا داعي لذكر الأسماء- لدعم هذا الدوري فتضجّر منا وقال:«أين تذهب المليون والثلاثمائة ألف ريال لرياضة المضاربة»، أجل.. يتكلمون بهذا المنطق وكأن الزمان لا يدور دورته عليهم فيكشف خبث النوايا التي خدعوا بها أبناء المديرية الطيبة. يا عالم بهذه المبالغ لمن صرفت هذه المبالغ وفيما.. وعلامَ؟! أليست للرياضة؟ طالما أن هناك من لا يعرف حتى اسم الرياضة من السلطات المحلية في المديرية، سنطرح هذا المبلغ للملأ حتى تنكشف ليالي الخداع. وحينها سنعود من جديد

الرياضة المدرسية.. صفر على عشرة

إدارة الأنشطة المدرسية في مكتب التربية والتعليم برنامجها وخططها مجهولة، مهزومة، ضائعة، لا إدارة صحيحة، ولا أنشطة تحقق غايتها من مصدرها، ويكفي أن المدارس -التي تسكن في جنبات أركانها الأرضة- لم ترَ إلا هبوب الرياح في فنائها، لتعبر عن نشاطها الدائم في مدارسها، فيما تغيب الأنشطة المدرسية..

نبرات أصواتهم تقول:

«ورعى الله أيام زمان».

> أول المتحدثين الشخصية الاجتماعية المعروفة الأستاذ علي غالب حسن البوكري، الذي أدلى بدلوه في هذا السياق قائلا:«تظل المضاربة مهضومة من قبل سلطاتنا بكل ما تحمله الكلمة من معان، وتكاد تكون ملغية من خريطة المحافظة، لا مشاريع تذكر وإن ذكرت فهي وهمية لا تبارح الورق، ويعلم الله إلى متى سيظل هذا الواقع المؤلم؟!».

> الأستاذ عبداللطيف محمد شوتري يقول: «نعم.. واقع المضاربة واقع معتم، ولا توجد معالم مبشرة للخروج من الواقع المظلم.

مع تقديرنا للشخصية المرموقة في المديرية الأمين العام لمحلي المضاربة، الذي يحاول النفاذ بجلد المضاربة إلى الأمام، لكن «اليد الواحدة لا تصفق»، فكيف يستقيم البناء، إذا كان غيرك يهدم؟!!».

> عبدالله عبد الأغبري قال:«شخصيا أعترف بأن مديريتنا تفتقر إلى رجال حقيقيين لقيادة وإخراج السفينة التي تغرق إلى بر الأمان، وإن كانت من إشادة، فالرجل الوحيد الذي يستحق ذلك هو ثابث راجح».

> علي عبدالرحمن يقول:«لا أدري إلى متى يكال لمديرية المضاربة بمكيالين من قبل مسؤولي السلطة عندنا، وكأن المضاربة قد ارتكبت جرماً لا يغتفر، وواقع الخدمات المعدومة تماما خير شاهد على ذلك، ومن يزورها سيرى الجرم الذي ارتكب بحقها».

> على أحمد فارع:«أتحدى من يرى أن هناك شخصا أجدر من الأمين العام لمحلي المضاربة الشيخ ثابت العطري، الذي ضرب مثالاً رائعاً في الشخص المتعهد التواق للنجاح، في وقت يرى الجميع صعوبة الحال في المضاربة والعارة».

> محمد ياسين:«واقع مديريتنا صار من سيئ إلى أسوأ، فالمشاريع متعثرة ولا نعلم بها إلا من الصحف أوعن طريق المناقصات الوهمية.. أتمنى أن يساعد الجميع الشيخ ثابت ولا يخذلوه».

> على الزغير:«المشكلة عندنا في المضاربة يا عزيزي مسؤولينا الذين يصورون للعالم الخارجي بأننا نعيش في رغد وهناء، اللذين لم ترهما منطقتنا مطلقاً».

> توفيق أحمد صالح:" أتفق مع السابقين في أن استمرار واقع مديرية المضاربة على هذا الحال ولا تحريك لساكن يهدد بقدوم كارثة كبيرة فيها».

عذراً أبا نائف

أعترف والاعتراف سيد الأدلة أن أبناء المضاربة من طبقة الفقراء واليتامى يكنون للبرلماني السابق عبد هزاع حباً عظيماً لتلمسه همومهم الجمة وتفقده أحوالهم التي تميز بها على مر السنين.

ولكن المآل الذي وصلت إليه تعاونية الشط جعل أبناء المضاربة يضعون أيدهم على قلوبهم خوفاً من نهاية واندثار المنجز الوحيد الذي ينشده أبناء المديرية لهذه التعاونية النشطة، وفي وقت تخلى الجميع عن هذا الرجل.. عذراً أبا نائف نحن في زمان المنافقين والكذابين».

عذراً للكرام

تلقيت في الأسابيع الماضية اتصالات عديدة من مواطنين من مديرية المضاربة وموزع والوازعية يطلبون مني زيارتهم.. أعدهم بتحقيق ذلك عندما تسنح لي الفرصة، لا سيما وأنني على وشك إكمال دراستي الجامعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى