الفلسطينيون يطلقون صاروخا من غزة على اسرائيل رغم الهدنة الضمنية

> القدس «الأيام» رون بوسو :

>
حملت اسرائيل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس الثلاثاء مسؤولية كافة الهجمات التي تنطلق من قطاع غزة بعد ان تبنت كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اطلاق الصاروخ على جنوب اسرائيل.

وسقط الصاروخ على المنطقة الصناعية في مدينة عسقلان عقب زيارة رئيس الوزراء ايهود اولمرت للمدينة والذي حذر من ان اسرائيل سترد على اي هجوم ضدها.

وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية في وقت سابق ان اسرائيل وافقت على عدم شن هجمات جديدة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس اذا توقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية.

وقال المسؤول الاسرائيلي رافضا الكشف عن اسمه ان اسرائيل نقلت هذا الموقف الى مصر التي تجري وساطة بين اسرائيل والفلسطينيين بهدف التوصل الى تهدئة.

واضاف ان "اسرائيل توصلت الى اتفاق مع المصريين تمتنع بموجبه عن شن غارات على قطاع غزة طالما لا يتم اطلاق صواريخ من هذه المنطقة".

وقال المسؤول انه رغم موافقة اسرائيل على عدم شن هجوم واسع على غزة الا انها تحتفظ بحقها في مهاجمة اهداف محددة اذا لزم الامر، فيما التزمت مصر بالقيام بكل ما يمكن لمنع تهريب الاسلحة انطلاقا من اراضيها الى قطاع غزة.

واعلنت كتائب ابو علي مصطفى في بيان "في سياق ردنا الطبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني، تعلن كتائب الشهيد ابو علي مصطفى مسؤوليتها عن مهاجمة موقع ناحل عوز العسكري بقذائف الهاون، كما تمكن فرساننا من قصف النقب الغربي بصاروخين صمود مطور".

من ناحيته حمل مارك ريغيف المتحدث باسم اولمرت، حركة حماس مسؤولية الهجوم وقال "ان حماس تسيطر على قطاع غزة وتتحمل بالتالي مسؤولية الصواريخ التي تطلق من غزة على اسرائيل".

واضاف "هذا مثال اخر على تمسك حركة حماس بالعنف والارهاب. وليست لدينا اية اوهام بشان اجندتهم الحقيقية".

ومنذ صباح الجمعة، اطلق نشطاء فلسطينيون في غزة 12 قذيفة هاون واربعة صواريخ باتجاه اسرائيل، طبقا لمتحدث باسم الجيش.

وقبل اطلاق الصاروخ بوقت قصير، اكد اولمرت الذي كان يزور مدينة عسقلان على ان اسرائيل ستستأنف هجومها على غزة اذا تعرضت لهجمات.

وبعد الزيارة، افاد بيان صادر عن مكتب اولمرت ان رئيس الوزراء اطلع على استعدادات مختلف اجهزة الاسعاف في المدينة.

واضاف البيان ان اولمرت "تطرق الى التهدئة النسبية التي تميزت بها الايام الماضية وقال انه ينبغي مع ذلك الاستعداد لمواصلة اطلاق الصواريخ".

وعزا اولمرت التهدئة الى "الضربة القاسية" التي وجهها الجيش الاسرائيلي الى حماس.

وقال اولمرت ان "الحكومة ستواصل عملياتها ضد حماس حتى توقف الارهاب والعنف (ضد اسرائيل انطلاقا من غزة) واطلاق الصواريخ وتعزيز قوة حماس".

وقبل الزيارة، نقل عنه مسؤول بارز قوله ان النشطاء في غزة "يعانون عندما يهاجموننا كما انهم يجرون حساباتهم، ولكن ذلك لا يعني انهم لن يجددوا هجماتهم".

واضاف اولمرت "نحن لا نتبع سياسة العمليات (العسكرية) ولكن سياسة القتال المنهجي ضد الارهاب اينما وجد".

وتكثفت الجهود للتوصل الى وقف لاطلاق النار حيث اجرى مسؤولون اميركيون واسرائيليون محادثات في مصر خلال الاسبوع الماضي. وارسلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المبعوث الاميركي ديفيد ولش الى مصر لبحث هذا الملف،كما توجه الى مصر وفدان من حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول ان هناك اتفاقا مبدئيا للتوصل الى تهدئة.

وتقول اسرائيل انها لم تشن اي هجوم على غزة خلال الايام الاخيرة في اعقاب اندلاع العنف الذي قتل فيه 133 فلسطينيا وخمسة اسرائيليين بينهم اربعة جنود، منذ 27 شباط/فبراير.

كما انخفضت الهجمات الصاروخية الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية بشكل كبير.

وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس منظمة ارهابية وسعت الى عزلها منذ فوزها في الانتخابات الفلسطينية في كانون الثاني/يناير 2006.

الا ان واشنطن حثت القاهرة على بدء جهود وساطة وسط مخاوف من ان سفك الدماء في غزة قد ينسف عملية السلام التي اعيد اطلاقها في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر دون ان تحرز تقدما منذ ذلك الوقت.

وقال سفير مصر السابق في اسرائيل محمد بسيوني لوكالة فرانس برس أمس الأول ان "مصر تعتزم طرح مبادرة شاملة (على الطرفين) تتضمن التهدئة وضبط الحدود بين مصر وقطاع غزة ورفع الحصار وكذلك تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس" التي تحتجز الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط منذ حزيران/يونيو 2006.

واضاف بسيوني الذي يتراس حاليا لجنة الامن القومي في البرلمان المصري "نحن الان في مرحلة تمهيدية اذ استمعنا الى وجهة النظر الاسرائيلية ووجهة نظر حركتي حماس والجهاد لكي نتمكن بعد ذلك من طرح مبادرة شاملة وتفصيلية".

وعلى صعيد المفاوضات السياسية، اعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع أمسالثلاثاء ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ستستأنف الخميس بعد ان قرر عباس تعليقها في 2 آذار/مارس اثر الهجوم الاسرائيلي على غزة.

وقال قريع عقب لقائه ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط توني بلير ان "التحدي الاسرائيلي المستمر في بناء المستوطنات لطمة لعملية السلام والجهود الدولية المبذولة لانجاحها" كما يشكل "رسالة سيئة من الجانب الإسرائيلي ورفض لعملية المفاوضات".

وشدد قريع على "خطورة الممارسات الاسرائيلية بكافة اشكالها وبخاصة في مدينة القدس، من حفريات تحت الاقصى وعملية تسجيل بعض العقارات في البلدة القديمة لصالح اليهود".

واعطى اولمرت الضوء الاخضر الاحد لبناء مئات من الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة جعفات زئيف على الحدود الشمالية للقدس.

وقال قريع ان "لقاء الخميس المقبل للجنة الثلاثية التي اتفق عليها في انابوليس، سيضم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والجنرال الاميركي وليام فريزر ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك".

واوضح ان "هدف الاجتماع مراقبة تنفيذ البند الأول من خارطة الطريق الذي ينص على وقف النشاطات الاستيطانية جميعها بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي وازالة البؤر الاستيطانية ووقف عملية تقطيع اوصال الضفة الغربية والامن". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى