أبناء الجعاشن يشكون من اضطهاد وتعسف شيخهم

> صنعاء «الأيام» خاص:

>
انهيار أحد مهجري الجعاشن بعد تلقيه خبر الهجوم على منزله
انهيار أحد مهجري الجعاشن بعد تلقيه خبر الهجوم على منزله
في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة اليمنية سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، لجأ وللمرة الثانية مايقارب مائة وخمسين شخصا من منطقة العنسيين (الجعاشن) بمحافظة إب منذ نحو نصف شهر إلى منتدى الإعلاميات اليمنيات بصنعاء بعد أن تم خذلانهم من قبل البرلمان يوم الأربعاء 2008/2/28 في اعتصام سابق لهم أمامه هناك.

ويعاني أبناء الجعاشن- المحتجين على سطوة الشيخ محمد أحمد منصور الذي وصفوه بالطاغوت- من إجراءات تسلطية إقطاعية يفرضها عليهم خارج إطار القانون، إذ يفرض عليهم مبالغ كبيرة وغرامات تحت مسمى العشور السنوية التي من المفترض أن تسلم إلى الدولة كضرائب، وعندما رفض الأهالي دفع هذه الأتاوات قام الشيخ المذكور بسجن عدد منهم في سجنه الخاص، ونهب ممتلكاتهم وهجرهم قسرا من بيوتهم وأراضيهم، وكلها ممارسات ليست بالقانونية، ولاترضى عنها المواثيق العالمية والعرفية، مما جعل الأهالي يتركون منازلهم فارين إلى صنعاء، واضطروا إلى النوم في العراء في شوارع العاصمة، وهم الآن لاجئون في المنتدى كوسيلة للفت الانتباه الرسمي والدولي لمساندتهم للحصول على حقوقهم المدنية.

ويذكر أن هذا الوفد من اللاجئين ليس الأول بل الثاني من منطقة الجعاشن التي تعاني من الانتهاكات وسطوة المشايخ التي تتجاوز سلطة القانون.

وكان قد تحدت لـ «الأيام» أحد مواطني هذه المنطقة، وهو مدرس قرآن في القرية قائلا: «الشيخ عضو مجلس الشورى وابنه عضو مجلس النواب، وهذه المناصب جعلته يمارس سطوته دون خوف أو وجل، هناك عدول هم خونة يساعدونه في ذلك ويعتبرون قطاع طرق، يقومون بسلب الأبقار والأموال وتهديم المنازل، وتعاني الجعاشن من تدني التعليم بشكل كبير، والقرآن لايتلى فيها لأنه في نظرهم إرهاب، وقد منعوني من تعليم القرآن في القرية، وفي إحدى المرات أتى جازع طريق إليّ لا أعرفه، وأمضى الليلة عندي، وعمل لنا محاضرة، وحكموا علي بدفع مائة ألف ريال غرامة!».

وقال أحمد مهيوب مثنى من ذات المنطقة: «عندما أتيت إلى صنعاء لأشتكي الشيخ وأطلب تحويل العشور إلى كشوفات رسمية، قام الشيخ بإرسال عسكره إلى منزلي، ونهبوا ثلاث بقر وثلاث غنم، وضربوا زوجتي وخنقوها، وهي تعالج الآن في العدين، ولنا في هذا الظلم أربعون سنة، من أيام الرئيس الحمدي، ثلاثة رؤساء تداولوا على حكم اليمن ولم تحل قضيتنا أو ينتهي الشيخ عن أفعاله، بالرغم من وجود توجيهات من أيام الحمدي، ومع ذلك مغطى علينا، لانعرف حكومة، ولانعرف شي، ما في إلا عسكري الشيخ وفرض الشيخ».

وأضاف محمد أحمد الفقيه قائلا: «حق الماء وحق الطريق وكل مشروع حكومي يدخل قريتنا ندفع فرق لايقل عن خمسة آلاف للشيخ، وآخرها (قصبة) للماء فوق خمسة عشر مرة وهو يأخذ منا من خمسة آلاف وعشرة آلاف».

وشكى الحاج أسعد قائد الهيدبي وهو أعمى وأصنج باكيا: «ومن يوم ماجزع الحمدي والشيخ نوى ينهبنا، سلبني بقري وغنمي ودجاجي، نحن لانريد مشايخ ولاعدول، أخذوا حقنا، المراعي وأقداح البن والذرة منذ عشر سنوات، والمثمر حق الشيخ وهم عبدالملك حمود درهم وقاسم محمد ظافر يأخذون منا باطل خمسة عشر ألف ريال وعشرين ألف صلح، أولادنا مشردون ونساؤنا موزعات في بيوت الناس، فهل يرضي هذا أحد؟ هل يرضي الله ورسوله؟!».

وقد دعا المنتدى رئيس الجمهورية المسئول الأول عن تطبيق حكم القانون ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه الشيخ منصور لزيارة مواطنيه في المخيم والاستماع لأبنائه الجعاشن، والتدخل لإيقاف بطش الشيخ.

كما ناشد جميع المهتمين بحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الضغط على الجهات المسئولة والحكومة لضمان حقوق المضطهدين من أبناء الجعاشن، وفقا للدستور اليمني والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن، ودعتهم لزيارة المخيم والتواصل مع اللاجئين والاطلاع على أوضاعهم ومعاناتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى