> بغداد «الأيام» تبسم زكريا :

اعلن ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي أمس الإثنين ان الغزو الذي قادته امريكا للعراق عام 2003 "مسعى ناجح" في زيارة للعراق القى تفجير انتحاري قتل فيه 25 شخصا بظلاله عليها. ونوه تشيني الى التقدم الامني والسياسي قبيل الذكرى الخامسة لحرب العراق.

وقال في مؤتمر صحفي ببغداد عقب لقائه الزعماء العراقيين "اذا عاودتم النظر الى هذه السنوات الخمس فستجدون انها كانت محاولة صعبة وتنطوي على تحد لكنها ناجحة... وتستحق تماما الجهد الذي بذل من اجلها."

وحرب العراق التي لا تحظى الى حد بعيد بالشعبية بين كثير من الامريكيين قضية كبرى في حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية. ومع دخول عامها السادس كلفت الحرب الاقتصاد الامريكي 500 مليار دولار وقتل فيها نحو اربعة الاف جندي امريكي وعشرات الآلاف من العراقيين.

وبعد قليل من تحدث تشيني فجرت امرأة كانت ترتدي صدرة ناسفة نفسها في مقهى بمدينة كربلاء الشيعية جنوب العراق فقتلت 25 شخصا واصابت 50 وذلك وفقا للشرطة ومسؤولين طبيين.

ووصل تشيني وهو مهندس الغزو في الوقت الذي كان يجري فيه المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية جون مكين لقاءات مع القادة العراقيين في اطار بعثة تقصي حقائق تتبع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي.

وقال تشيني بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "آخر مرة كنت فيها ببغداد منذ 10 شهور واشعر بتغيرات استثنائية فيما يتعلق بالوضع الاجمالي نتيجة للتقدم الذي حدث منذ ذلك الحين."

وقال تشيني انه كان هناك "تحول ملحوظ" في الوضع الامني بعد ارسال 30 ألف جندي اضافي الى العراق العام الماضي للمساعدة في خفض العنف الطائفي الذي هدد بنشوب حرب اهلية.

ورغم تحسن الامن فإن هناك نحو اربعة ملايين عراقي لا يزالون مشردين وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تقرير اليوم ان ثمة ملايين لا يزالون محرومين من المياه النظيفة والرعاية الطبية.

ومثل مكين يزور تشيني العراق في بداية جولة في الشرق الاوسط يزور خلالها ايضا السعودية واسرائيل والضفة الغربية وتركيا وسلطنة عمان في جولة تستمر تسعة ايام.

وكان تشيني ومكين من أشد مؤيدي زيادة القوات الامريكية في العراق التي ساعدت على ابعاد شبح الحرب الاهلية بين الاغلبية الشيعية التي تهيمن على حكومة العراق الان والاقلية السنية التي كانت مهيمنة وقت الرئيس الراحل صدام حسين.

وقال مكين في مقابلة مع شبكة سي ان ان التلفزيونية الاخبارية الامريكية من بغداد "الزيادة تعمل" في اشارة الى زيادة القوات.

والتقى تشيني لدى وصوله الى بغداد الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق. وترجع آخر زيارة له للعراق الى مايو ايار عام 2007 قبل شهر من استكمال القوة الاضافية وقوامها 30 ألفا.

وقال تشيني عقب لقائه عبد العزيز الحكيم رئيس قادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي اكبر تكتل سياسي شيعي "لايزال هناك كثير من العمل الشاق يتعين فعله لكن في الوقت الذي نمضي فيه قدما يجب على الشعب العراقي ان يعرف انه سيحصل على دعم مستقر من الرئيس بوش والولايات المتحدة لتعزيز ديمقراطيتهم."

ويقول الجيش الامريكي ان الهجمات في العراق انخفضت بشكل فعلي بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران الماضي حين انتهى نشر القوات الاضافية لكنه يقول ان زيادةالعنف منذ يناير كانون الثاني لا تمثل اتجاها.

ويقول الجيش الامريكي ان تراجع العنف في العراق يرجع أيضا الى وحدات مجالس الصحوة التي شكلها زعماء سنة انقلبوا على تنظيم القاعدة ولوقف اطلاق النار الذي ألزم به الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قوات جيش المهدي التابعة له.

واظهر استطلاع للرأي اجري على الفي شخص عبر العراق اجرى لصالح محطات تلفزيون عالمية ومن بينها هيئة الاذاعة البريطانية وشبكة إي بي سي الامريكية ان 55 في المئة يعتقدون ان حياتهم افضل الان.

لكن العنف لايزال تهديدا يوميا رغم المكاسب الامنية,وقالت الشرطة العراقية ان قنابل مزروعة في الطريق وحافلة صغيرة ملغومة أوقعت أربعة قتلى من بينهم رجل شرطة وجرحت 13 آخرين في أربع هجمات في مناطق متفرقة من بغداد. وذكرت الشرطة ان لا تشيني ولا مكين كانا في المنطقة حينها.

وقال مسؤولون امريكيون ان من بين القضايا التي ناقشها تشيني ومكين مع القادة العراقيين قانون معطل لتقسيم الثورة النفطية والذي تعتبره واشنطن احد دعائم المصالحة.

وسوف يسمح القانون باقتسام عوائد احتياطيات العراق الهائلة من النفط والتي تعد ثالث اكبر الاحتياطيات في العالم لكنه لا يزال معطلا بسبب ممانعة الكتل السياسية في التوصل لحل وسط.

كما ناقش تشيني والمالكي علاقات بغداد وواشنطن المستقبلية بعد انتهاء التفويض الحالي الذي اعطته الامم المتحدة للولايات المتحدة في نهاية عام 2008. وتشمل المفاوضات حول الاتفاق الجديد بقاء قوات امريكية في العراق.

وقال المالكي بعد اجتماعه مع تشيني من خلال مترجم ان هذه الزيارة مهمة لانها تأتي في وقت حدث فيه تقدم كبير في العراق,كما التقى تشيني الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبيه. رويترز