> «الأيام» م/سالم صالح عباد:

هناك خيارات للبناء والنهوض بالوطن بعيدا عن التمايزات الطبقية أو العرقية والصراعات الطائفية أو الفكرية، ومع فشل كل الدعوات لتضميد الجراح ولملمة الشمل وفتح حوار بناء لمصالحة وطنية تعيد الوجه المشرق للوحدة اليمنية والاعتبار لشركاء ركضوا من أجلها.

ووفقا للأسس والمعايير المتفق عليها في وثيقة العهد والاتفاق وثيقة كل الشعب اليمني بأحزابه السياسية المختلفة، أبت السلطة إلا أن تسعى جاهدة لنبش صراعات الماضي وزرع الفتنة بين مختلف الفئات الاجتماعية.

أمام كل ذلك ومع الفقر المدقع وتدني تقديم الخدمات كالصحة لمختلف فئات الشعب، ومع توسع قاعدة الفساد وزيادة الهّوة والتباين وتفشي الأمية والجهل والبطالة المرتفعة للعاطلين عن العمل من حملة الشهادات المختلفة، ومع هشاشة التعليم واستحواذ الفساد الذي يؤدي إلى تراجع التنمية وتحطم آمال وأحلام الأجيال بغد مشرق.. كل تلك السلبيات أعطت الدافع لتحريك الشارع في المحافظات الجنوبية، ومن معهم من المضطهدين من أبناء الوطن، وجاءت تلك الاعتصامات كنتاج حتمي لما آلت إليه الأوضاع لتدافع بعزيمة عن حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المسلوبة قهرا.

وها هي حيوية الحركة الشعبية اليوم شامخة كالطود، حتى أنها غدت برنامجا وطنيا لتجسيد الوحدة الوطنية، يتاعظم تأثيره يوما عن يوم لتحقيق مكاسب حقوقية، إنها تمثل مثالا حيا واختبارا جديا لصلابته وإرادته، والأكثر من ذلك يجدر بنا القول والتأكيد على أن الحراك ولد ليبقى وينمو وينتصر، فهو ماض قدما لتشكيل جبهة ديمقراطية واسعة تلعب فيها الفئات المهمشة والعاطلة عن العمل والمبعدون من وظائفهم المدنية والعسكرية الدور الرئيس والأكبر لتفوز بالصراع تحت رغبة وطموح وآمال الملايين الماضية من أجل التغيير والبناء والتقدم.