تحية شوق إلى (أبو وضاح) في ذكراه الأولى

> «الأيام» صفية فضل مطلق:

> في المساء من يوم الأحد.. قبل عام رّن الهاتف في منزلنا بمكالمة من الإمارات العربية المتحدة، وجاء الخبر الذي زلزل كيان كل فرد في أسرتنا .. بأن أبي قد فارق الحياة وودع دنيانا .. فما أصعبها من لحظات مرت، وكيف تقبلناها .. أخيرا لفظ آخر أنفاسه الطاهرة بعد صراع طويل مع المرض، فقد اشتد به وانتقل لمرحلة الغيبوبة، يالها من فترة كانت صعبة وقاسية جدا علينا حينها.

والدي الغالي الغائب الحاضر! لقد أحببت (عدن) كثيرا، وفارقتها مرغما وأنت تتألم، وكم اشتقت إليها وافتقدتها، وهي أيضا تشتاق إليك وتفتقدك، فقد كنت مغرما ومفتونا بكل شيء فيها، كنت تتغزل بوصف الجبال والبحر والأشجار، حتى الحجارة، فكم من مرة كنت تتوقف بنا ونحن نسير معك لتجمع الحجارة وتتغزل بوصفها كأنها محبوبتك الغالية.. ومنك تعلمنا أن نحبها ونخلص لها.

أبي الحبيب! كنت محبا للأهل صغيرا وكبيرا، وتخرج مع الكل، وتوزع بسماتك للجميع حتى وأنت تتألم.

والدي الحبيب! افتقدناك جسدا، لكننا لن نفتقدك روحا، لأنك تركت بصماتك في كل واحد من أبنائك وبناتك، فكل واحد يحمل صفة من صفاتك، وكل مكان في الوطن له ذكرى مميزة، كنت تأخذنا في رحلة إلى (أبو الوادي)، وتعلمنا صعود الجبال، والمشي لساعات طويلة، وعندما نتعب كنت تشجعنا وتقول: «تدربوا يا أحبابي علشان تقدروا تتحملوا مصاعب الحياة لما تكبروا»، وكثيرا ما كنت تأخذنا إلى القرية مسقط راسك، فنجد جدتنا الحبيبة (صفية) والدتك تستقبلنا بالأحضان والترحيب الحار، ولطالما كنت مطيعا ومحبا وبارا بها، وقد فارقت الحياة قبلك، وهي تتحرق شوقا ولهفة لرؤيتك، ربما التقيتما الآن بعد الفراق في جنة الخلد، تلك هي إرادة الرحمن عز وجل ولا اعتراض.

أبي الغالي! نم هادئا قرير العين، وانعم في سكناك بالجنة، وإليك دعواتنا وقبلاتنا، فالأيام معك كانت جميلة لاتنسى، وإننا جميعا نشعر بدفء حضنك وأنفاسك بيننا.. فلن ننساك أبدا ما حيينا ياأعز الناس يا (أبو وضاح)!.

ابنتك..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى