قوات الأمم المتحدة وحلف الأطلسي تشتبك مع الصرب في كوسوفو

> ميتروفيتشا «الأيام» مات روبنسون :

>
أطلق الصرب النار وألقوا بقنابل على قوات شرطة الأمم المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو أمس الإثنين في أسوأ أعمال عنف بالمنطقة منذ أن أعلن الزعماء الألبان استقلال الاقليم عن صربيا قبل نحو شهر.

وقال حلف الأطلسي إن قواته تعرضت لإطلاق نار من أسلحة آلية بمدينة ميتروفيتشا المقسمة على أساس عرقي في شمال كوسوفو خلال اشتباكات مع الصرب الذين يعارضون الاستقلال.

وبدأت الاشتباكات بعدما اقتحمت قوات شرطة الأمم المتحدة الخاصة مدعومة بقوات حفظ سلام تابعة لحلف الأطلسي محكمة تابعة للأمم المتحدة كان الصرب قد سيطروا عليها يوم الجمعة.

وذكرت تقارير لوسائل إعلام صربية أن نحو 70 مدنيا أصيبوا. وقالت شرطة الأمم المتحدة إن 63 ضابطا أصيبوا فضلا عن 12 فردا من قوة حفظ السلام التي يقودها حلف الأطلسي.

وسلطت الاشتباكات الضوء على مخاطر تقسيم كوسوفو على أساس عرقي بعد إعلان الاستقلال في 17 فبراير شباط.

وطالبت روسيا حليفة صربيا حلف الأطلسي بضبط النفس وقالت صربيا إنها تتشاور مع موسكو بشأن خطوات مشتركة لحماية صرب كوسوفو.

وقال زعيم حزب صربي إن حلف الأطلسي يتصرف مثل النازيين المحتلين في الحرب العالمية الثانية. لكن متحدثا باسم الحلف قال إن قوات حفظ السلام التابعة له لن تستسلم للعنف.

وكان هذا ثالث تحد كبير لسلطة حلف الأطلسي والأمم المتحدة في شمال كوسوفو الذي تسكنه أغلبية صربية منذ أحرق محتجون موقعين حدوديين الشهر الماضي. واضطر مكتب للاتحاد الأوروبي أيضا للانتقال من المنطقة بسبب تهديدات أمنية.

وقال مدير مستشفى صربي إن ثلاثة من الصرب أصيبوا بجروح بالغة وإن أحدهم أصيب بالرصاص في الرأس "بواسطة قناص". لكن متحدثا باسم الحلف قال إنه تم إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء وليس على الحشود.

وقال الكسندر ايفانكو المتحدث باسم الأمم المتحدة إن عدة مئات من شرطة الأمم المتحدة وتسعة موظفين مدنيين نقلوا من شمال ميتروفيتشا إلى جنوبها لكنهم سيعودون "بمجرد أن يسمح الوضع الأمني".

وساد الهدوء ميتروفيتشا لكن عن طريق قوات حفظ السلام التابعة للحلف التي تقوم بتأمين النقاط الرئيسية وليس شرطة الأمم المتحدة وكوسوفو التي كانت تقوم بدوريات في البلدة قبل إعلان الاستقلال.

وقال جيمس اباثوراي المتحدث باسم حلف الأطلسي "يدين الحلف بأشد العبارات العنف الذي شهدناه في شمال كوسوفو اليوم... سترد قوات حفظ السلام التابعة للحلف بحزم على أي أعمال عنف .. وفقا لتفويض الأمم المتحدة لها."

وألقت صربيا باللوم على الأمم المتحدة وحلف الأطلسي بسبب استخدام القوة.

واتهم رئيس حكومة تسيير الأعمال في صربيا فويسلاف كوستونيتشا في بيان اليوم حلف شمال الاطلسي "بتطبيق سياسة القوة ضد صربيا" وأضاف أن صربيا وروسيا تتشاوران من اجل اتخاذ خطوات لوقف "كل اشكال العنف ضد صرب كوسوفو".

واثار ذلك احتمال دعوة صربيا لقوات روسية لدخول شمال كوسوفو كجنود لحفظ السلام مما يقوض سلطة بعثة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الاطلسي أو يخلق إمكانية للصراع او ينذر بتقسيم اراضي كوسوفو.

وأحيا الرئيس الصربي بوريس تاديتش ذكرى أعمال الشغب التي قام بها الألبان في 17 مارس اذار عام 2004 وقتل فيها 19 شخصا وأحرقت مئات المنازل الخاصة بالصرب وحذر من مخاطر اثارة "مذبحة" ألبانية جديدة ضد الأقلية الصربية في كوسوفو البالغ عدد افرادها نحو 120 ألفا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية تانيوج عن توميسلاف نيكوليتش رئيس الحزب الراديكالي المعارض وهو أكبر الأحزاب في صربيا وصفه لتحرك حلف الأطلسي بأنه "تحرك وحشي وهمجي" ضد الصرب.

وأضاف أنه ذكره بأفعال "نظام هتلر المحتل ضد الصرب" في الحرب العالمية الثانية.

وبدأت أعمال العنف فجرا عندما اقتحم مئات من أفراد شرطة الأمم المتحدة الخاصة مدعومين بقوات حفظ سلام تابعة لحلف الأطلسي محكمة تابعة للأمم المتحدة واحتجزوا عشرات الأشخاص.

واشتبك معهم مئات من الصرب بالحجارة والقنابل والألعاب النارية مما أرغم شرطة الأمم المتحدة على التراجع وترك قوات حفظ السلام في مواجهة مثيري الشغب.

وهاجم مثيرو الشغب مركبات تابعة للأمم المتحدة وهشموا الأبواب وأطلقوا سراح نحو عشرة من الصرب الذين احتجزوا في المداهمة.

وقال حلف الأطلسي إن القوات تعرضت لإطلاق نار.

وصرح إيتيان دو فايت دو لا تور المتحدث باسم قوات حفظ السلام لرويترز قائلا "استخدمنا أسلحة آلية للرد لكننا أطلقنا طلقات تحذيرية فحسب ... أطلقنا النار في الهواء وليس على الحشود."

وذكر متحدث باسم قوات الحلف أن ثمانية من جنود حفظ السلام الفرنسيين أصيبوا "بقنابل وحجارة وقنابل حارقة".

وقال بيان لشرطة الأمم المتحدة إنه "بعد هجمات بعبوات ناسفة يشتبه في أنها قنابل يدوية وأسلحة نارية" صدرت أوامر لشرطة الأمم المتحدة بالانسحاب من شمال ميتروفيتشا.

وصرح وزير الداخلية الأوكراني يوري لوتسينكو بأن 14 من قوات الشرطة الأوكرانية يرتدون زي الأمم الأمم المتحدة أصيبوا عندما هاجم "مقاتلون" مركز الشرطة الذي كانوا يعملون به. وقالت بولندا إن 13 ضابطا أصيبوا.

واتهم الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان ساماردزيتش الأمم المتحدة بعدم الوفاء بكلمتها بتحركها لطرد الصرب الذين احتلوا مبنى المحكمة.

وقال أمام حشد في ميتروفيتشا "هذا ما فعلوه لنا. سنثأر منهم." وقال إن الصرب ينبغي أن يثقوا في بلجراد.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت أعمال العنف ستجبر الاتحاد الأوروبي على وقف أو تأجيل نشر بعثة فرض القانون التي يعتزم إرسالها إلى كوسوفو والتي يبلغ قوامها نحو 2000 من الشرطة وقضاة التحقيق قال المنسق الأعلى للشؤون السياسية بالاتحاد خافيير سولانا "لأكن شديد الوضوح. الإجابة هي لا."

لكن روسيا التي تصف مهمة الاتحاد الأوروبي بأنها غير قانونية ألقت باللوم في أعمال الشغب على الانفصال "غير الشرعي" لكوسوفو.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان "لا يمكن السماح بالتطورات المفاجئة التي تؤدي إلى العنف والاشتباكات... ينبغي للوجود الدولي أن يظهر ضبط النفس ويتصرف بدقة وفق تفويض (الأمم المتحد له)."

(شارك في التغطية فاتوس بيتيتشي وشعبان بوزا وماريا نوفاك) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى