«الأيام» تستطلع آراء الأهالي بمديريات يافع القارة ..الشعور باليأس والإحباط بسبب المماطلة والتسويف في تنفيذ طريق باتيس -رصد

> «الأيام» قائد زيد ثابت :

> الحديث عن مشروع طريق باتيس - رصد يعني الحديث عن 150 ألف إنسان يتوزعون في ثلاث مديريات هي رصد، سباح، سرار. وتفتقر مديريات يافع القارة إلى أبسط الخدمات الضرورية، كالطريق التي تمثل شرايين الحياة.

وقصة طريق باتيس - رصد قديمة تتناقلها الأجيال، حيث يقال إن البداية الأولى كانت في ظل حكومة سالم ربيع علي عام 1973، عندما وجه بنقل المعدات الموجودة في نقيل الخلاء (لبعوس) التابعة للتعاونية الزراعية لشق طريق ترابية، وفي 1975 تم وضع حجر الأساس لمشروع الطريق في عهد حكومة علي ناصر محمد، وكان حجر الأساس على يد صالح مصلح وزير الداخلية آنذاك، ويقال إنه في أواخر السبعينات زار عبدالفتاح إسماعيل رئيس الجمهورية آنذاك مديرية رصد، ووعد بتنفيذ الطريق، ولكن دون جدوى، وفي 1988 كانت زيارة علي سالم البيض، آخر زيارة لرئيس جمهورية، ووعد حينها بتنفيذ الطريق، ولكن دون جدوى، ويقال إنه في 1989 بدأ تخطيط ودراسة الطريق من قبل شركة صينية، لاتزال بقاياها حتى يومنا هذا في أحضان الأودية، ثم تجدد حجر الأساس بعد الوحدة في عهد حكومة عبدالعزيز عبدالغني، ولكن حرب 94 أجهضت المشروع رغم أهميته الكبيرة، كونه سيربط مديريات يافع القارة بمركز المحافظة، ولكنه ظل معلقا ومتعثرا، وفي 2004 جاءت البشرى السارة بعد فقدان الأمل، إنها الهبة القطرية، فتم إعادة تحديث دراسة جدواه الاقتصادية، ومنذ تلك المدة لم يتم إعلان المناقصة، ولم يبدأ العمل الفعلي في المشروع.

"الأيام" قامت باستطلاع آراء الأهالي حول مشروع طريق باتيس رصد وخرجت بالقاءات الآتية .. فإلى التفاصيل .

كذب وضحك على الذقون

في هذا الإطار تحدث العضو القيادي في المؤتمر، عضو اللجنة الدائمة، الأخ عبدالمنعم علي سعيد قائلا: «أصبح الحديث عن طريق باتيس - رصد مملا، وغير مقبول نتيجة الوعود الكاذبة، وطبخ الصدور، كما أصبح ذلك محرجا للسلطة المحلية، وقيادة المؤتمر بالمديرية أمام المواطنين، بعد تعهداتهم أكثر من مرة بأن الطريق على وشك التنفيذ، ولكن وللأسف الشديد لم تدرك الدولة ما تعانيه قيادة المؤتمر من مشكلات وإحراجات، وما يعانيه المواطن من أعباء وغلاء، بسبب انعدام الطريق.

وأضاف الأخ عبدالمنعم في حديثه لـ «الأيام» قائلا: «هذا المشروع أصبح وسيلة تستخدم للدعاية الانتخابية، باستخدام أسلوب العصا والجزرة، فمنذ الوحدة المباركة مررنا بعدة انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية، وفي كل مرة تتعهد الحكومة بتنفيذ الطريق، آخرها اعتماد الطريق من قبل الحكومة القطرية، ولكن لايزال موضوع هذه الهبة لغزا بحد ذاته».

وفي ختام حديثه تساءل الأخ عبدالمنعم عن مصير الهبة القطرية، ودعا الحكومة اليمنية إلى الكف عن طبخ الصدور والكذب على ذقون الناس، ودعا مواطني يافع لعدم التطلع إلى هذا المشروع، والاعتماد على الذات، مثلما اعتمدوا على أنفسهم في تعليم أبنائهم بإرسالهم إلى الخارج للتعلم والعمل، دون الاعتماد على الوظائف التي لاتسمن ولاتغني من جوع.

طريق باتيس ــ رصد من المعجزات

أما الطبيب المساعد يسلم حنش، فقد تحدث قائلا: «شق وسفلتة طريق باتيس - رصد مشروع قديم، مليء بالوعود الكاذبة منذ بداية السبعينات، ومع هذا كنا متفائلين قبل الوحدة وبعد الوحدة، والتفاؤل يزداد مع كل عام جديد يمر، وبالذات الأعوام التي تتزامن مع الانتخابات، وزاد الأمل والفرحة اعتماد المشروع من قبل الحكومة القطرية، ولكن للأسف الشديد! لنا عامان في مشلكة المناقصة، وهذه الفترة ربما تكون قليلة جدا في نظر حكومتنا، وهذا يعتبر معجزة بالنسبة للمناقصة، وحاليا العدد الكبير من أبناء يافع متشائمون ويائسون، مما دفع المئات بل الآلاف من الأسر إلى النزوح الجماعي من الريف إلى المحافظات المجاورة (عدن ولحج وأبين)، والبعض إلى دول الخليج، والنزوح لم يكن مقتصرا على مديرية واحدة، بل من جميع مديريات يافع القارة».

أما الرائد المتقاعد حمود قاسم العلوي، فقد تحدث قائلا: «بما يخص مشروع طريق باتيس - رصد، أرى أن المشروع لن يتحقق في ظل وجود السلطة التي تفتقر للمصداقية والضمير الحي». ويرى العلوي أن تنفيذ الطريق لن يتحقق إلا إذا تم توحيد الكلمة، ورص الصفوف من قبل أبناء قبائل يافع بني قاصد، المستفيدين من الطريق، ويرى أن السلطة قد زادت وعودها الكاذبة في تنفيذ هذا المشروع الإستراتيجي الهام الذي يربط ويخدم ثلاث مديريات، ونفذت مشاريع من يعصيها ويتحداها. وفي ختام كلامه قال الأخ العلوي: «الطريق قضية يجب تقديمها إلى القضاء، إذا كان هناك قضاء مستقل، حتى نتمكن من محاكمة الدولة التي ترعى الفساد، وتتناسى واجبها ومهامها الأساسية تجاه مواطنيها، كون الطريق من الخدمات الضرورية التي يجب أن توفرها الدولة لمواطنيها».

طريق باتيس ــ رصد من الأساطير والجديد فيها معربان

أما فني المختبر علي ناصر، فقد تحدث قائلا: «طريق باتيس رصد من الأساطير التي طال وتشعب الحديث عنها في الماضي والحاضر، فمنذ الصغر وأنا أسمع عن حجر الأساس لمشروع طريق باتيس - رصد، ولكن نسمع جعجعة ولانرى طحينا، والجديد في مسلسل الطريق إضافة كلمة (معربان) إلى الطريق لتصبح طريق باتيس - رصد - معربان بدلا عن مشروع طريق باتيس - رصد، وهذا في اعتقادي إنجاز».

وأضاف الأخ علي: «يجب على أبناء يافع عدم التمسك بالحكومة القطرية في تنفيذ مشروعهم كشرط أساس، لأنها ليست ملزمة بذلك، بل يجب إلزام حكومتنا الموقرة بالتنفيذ، أم أن الموازنة اليمنية التي بلغت (تريليونين) غير قادرة على تحمل تكاليف هذا المشروع البسيط، بسبب ما يذهب من مليارات إلى جيوب الفاسدين».

لماذا لاتكون يافع محافظة ؟!

أما المواطن خضر مجمل، فيختلف في رأيه عن الجميع، حيث قال: «قبل الحديث عن الطريق لماذا لاتكون يافع محافظة؟! حتى نتمكن من انتزاع حقوقنا المشروعة، فيافع تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لأن تكون محافظة، حيث تمتلك المساحة وتمتلك السكان والموارد، وتمتلك المغترب الذي يأتي بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى شجرة البن، كما أن يافع ليست قرية أو مديرية واحدة، بل ثمان مديريات (رصد، لبعوس، الحد، سرار، يهر، سباح، خنفر، المفلحي)».

لن أحلق شعر رأسي حتى يتم تنفيذ الطريق أو أموت

المعلم عبدالحكيم أحمد فاضل، لايزال متمسكا بالعهد الذي قطعه على نفسه منذ ست سنوات، بالامتناع عن قص شعر رأسه حتى يتم تنفيذ ذلك المشروع الحيوي الهام، حيث تحدث لـ «الأيام» قائلا: «عمري 43 عاما، وأعمل معلما في سلك التربية برصد، وبسبب المماطلة والتسويف في تنفيذ الطريق امتنعت عن قص شعر رأسي، تعبيرا عن المطالبة بالتنفيذ بأبسط الوسائل، وهذا نضال يجب الاعتراف به، ونضالي من أجل الطريق سيستمر حتى يتم الشق والسفلتة أو أموت، وأتمنى تسليمي المقص الذي سيتم به قص شريط الافتتاح».

لو ننتظر ألف قرن لن تنفذ الطريق!

أما المواطن بدر محسن البنكعي، فقد تحدث قائلا: «مشروع طريق باتيس - رصد هو بمثابة حلم الأحلام، وتنفيذه يعني الخروج من العزلة المستدامة، وفي تصوري أن الحكومة ليست معترفة بأن هناك طريقا تسمى باتيس - رصد، وأن هناك 200 ألف إنسان في انتظار التنفيذ، ويعود ذلك لعدم وجود شخصيات بارزة وفاعلة لمتابعة المشروع أولا بأول من أبناء يافع، ولو نبقى ألف قرن ندور بنفس الدائرة التي دار فيها أجدادنا لن تنفذ الطريق، لأننا ندور في دائرة مفرغة».

ويرى البنكعي أنه يجب على أبناء يافع القارة تأسيس مكتب يهتم بشؤون الطريق، بمعنى آخر جمعية تحمل اسم المشروع لمتابعة مشروع الطريق، بوضع ملف يضم جميع الوثائق والمراسلات المتعلقة به.

السلطة أفشلت المشروع بسبب حسابات سياسية

المعلم مطيع عبد سلمان البحبح، تحدث قائلا: «أنا أعتقد وأجزم بأن السلطة هي التي أفشلت المشروع، وترفض إنشاءه رغم الجدوى الاقتصادية والإستراتيجية والتاريخية للمشروع الذي بتنفيذه ستربط مديريات رصد وسـباح وسرار بمركز المحافظة زنجبار، وتسهل انتقال أبـناء هذه المديريات وتنعش الـحركة التجارية والبــناء في المحافظة». ويرى البحبح أن جميع السكان في يافع القارة فاقدو الأمل تجاه هذا المشروع، بفئاتهم المختلفة من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ومدراء إدارات، و«جميعهم يحملون السلطة مسئولية إفشال المشروع، بسبب حسابات تاريخية وسياسية في نظر السلطة، لأنه إذا تم تنفيذ الطريق سيخلق تحالفا جديدا بين أبناء هذه المديريات، وبين أبناء المحافظةوالمناطق المجاورة، وهذا لايمكن أن تعمله السلطة على الإطلاق. ويرى البحبح أن الانتخابات القادمة ستكون صعبة بالنسبة للمناطق التي لم تدخل المقاطعة، لأن الكل رافض للانتخابات في حال عدم تنفيذ الطريق».

عدم تنفيذ الطريق حكم بالموت

الأخ عبدالمجيد القاضي قال: «مشروع طريق باتيس - رصد حلم من الصعب تحقيقه في الوقت الراهن، لأن الأمل ضعيف، وعدم تنفيذ الطريق يعني تجريدنا من آدميتنا، والحكم علينا بالموت البطيء، بسبب الغلاء والجفاف والعزلة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى