لقطات سريعة عن أوضاع معالم لحج المريعة

> «الأيام» أحمد السقاف:

> كنا صحبة جميلة في زيارة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع محافظة لحج، بدعوة من رئيس الفرع الأستاذ علي حسن القاضي، وحللنا ضيوفاً على لحج الخضيرة بناسها الطيبين وأدبائها وشعرائها الذين امتلأت بهم قاعة الاتحاد، لحضور الفعالية الثقافية التي ألقى فيها الصديق الباحث الأستاذ علي محمد يحيى محاضرة ضافية حول الإعلام وواقع الثقافة في بلادنا.

الفعالية كانت متميزة من حيث كم المعلومات التي سردها المحاضر، والحضور المتميز والنوعي من محافظتي لحج وعدن.. ولكن ما أصابني بالحسرة والألم هو حال ذلك المبنى الذي يعد مجمعاً ثقافياً، حيث يضم بين جنباته فرع الاتحاد ومكتب الآثار بالمحافظة وإذاعة لحج المحلية.

قد لا أكون دقيقاً في وصف تلك الحال المزرية التي وصل إليها هذا المبنى (قصر الحجر)، وهو مبنى أثري كان قصراً للسلطان العبدلي، ولكن زيارة واحدة إلى المكان تكفي وتغني عن أي كلام، فالحال لا تحتمل، وأكثر ما أستغرب له هو السكوت الطويل والمريع عن بقاء الأمور على ماهي عليه، فالقصر وتوابعه لم يشهد أي ترميمات ولو بسيطة، ولا نقول ترميمات شاملة بل ضربة طلاء وقليل من الأسمنت والنورة، وأبواب تغلق المكان، بدلاً من تركه لعابري السبيل وللماشية ترتع فيه وتعيث في المكان ما شاء لها خالقها، والناس تتبول فيه ابتداء من حافّة البوابة حتى تصل إلى الطابق العلوي حيث مقر الفرع، ورائحة البول تتابعك وكأنها ترحب بالقادمين من ضيوف الاتحاد!! إنه لعار وأي عار!

مدينة الحوطة التي توصف بمدينة الفل والكاذي والطرب الجميل، يصبح حالها هكذا!! وقيادة المجلس المحلي للمحافظة والمديرية قابعون في مكاتبهم الوثيرة وكأنهم ضيوف على المدينة، راحلون عنها بعد بضع سنين، وحتى لو افترضنا هذا الأمر، فالواجب عليهم كمسؤولين وضعت الناس فيهم ثقتها أن يحسنوا الفعل وينظروا إلى ما حولهم وينتشلوا محافظتهم وعاصمتها من الوضع الذي هي فيه، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على قصر الحجر أو مبنى مجاور له يشبه الأطلال عندما استفسرنا عنه رجلي أمن جالسين بالقرب منه ظننتهما في البدء عابري سبيل أنهكهما التعب أجابانا بأنه مقر للاستخبارات العسكرية!! أي مقر في مبنى لم تمسسه يد بشر بالإصلاح منذ ربع قرن أو يزيد!! .. وهكذا هي كل الأمور في الحوطة تسير بالبركة وكأنها مدينة في عمق الريف اليمني وليست عاصمة لمحافظة اشتهرت منذ قديم الزمان بالريادة في كل شيء من الفن والأدب إلى التشريع وسن القوانين إلى الرياضة ومختلف صنوف الإبداع.

فوا أسفاه!! وشغاف القلب تقطر دماً عند رؤية حالها ومصيرها وهي ما هي من ولاَّدة للرجال العظماء من أمثال القمندان وفضل اللحجي و الصنعاني و سبيت ومسرور وصالح نصيب وصالح فقيه، وغيرهم من المبدعين الذين لو كانوا على قيد الحياة لما رضوا بهذا العبث.

فرع الاتحاد من المقرر أن ينتقل قريبا إلى مبنى المدرسة المحسنية وهو شيء جميل ولكن هناك من أبناء المحافظة من يعارض بحجة أن المدرسة صرح أثري يجب أن يبقى هكذا ويستكثرون على الأدباء أن يزاولوا فيه نشاطهم علهم يبثون فيه الروح وهم صفوة المجتمع يدركون قيمة المبنى والمحافظة عليه، وشكا لي الأستاذ القاضي الصعوبات التي يواجهونها وخاصة في الجانب المادي وأن ما يصرف لهم من مخصصات نصف سنوية لا تكفي لإقامة فعاليات ومهرجانات كمهرجان القمندان وفضل اللحجي الذي يتم التحضير له.. وهي صعوبات تواجهها كل الفروع وها هو فرع عدن برئيسه مبارك سالمين ومَن حوله في السكرتارية يزمعون إقامة مهرجان عدن الثقافي.. النيات والهمم عالية لإقامة المناشط الثقافية وتحريك المياه الراكدة، ولكن الأيادي قصيرة وكان الله في عون الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى