عملاق الثائرين كبير الشعراء وآخر المناضلين الشرفاء.. وداعاً

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> ليس من السهل لشاب مثلي، أن يتصدى ليرثي ذلك اللواء والرجل العلم.. ولكن من منطلق ألا أقف موقفاً سلبياً تجاه هذه القامة الشامخة التي كانت في طليعة الشعراء الوطنيين بمواقفه الثابتة الراسخة التي جسد بها شرف الكلمة بعد أن أكسبته بالشعر بعداً حياتياً وإنسانياً.. وأنضجته رحلته المضنية نحو تأكيد هذه المواقف مكانة ثابتة ومستقرا دائما لا يتزحزح في قلوب محبيه ومريديه.. شاعراً أو مثقفاً وقاضياً وأديباً ومناضلاً، وقبل كل ذلك إنساناً من الزمن الصعب الذي هاجر الجسد، لكنه خالد بصفات روحه التي تؤدي وتواصل دورها في واقع مهوش.. ذلك أقل ما يمكن أن يقال عن الشاعر والمناضل والأديب الشامخ إبراهيم الحضراني يرحمه الله.

ولعمري أنني لست بصدد التحدث عن الأديب المبدع، فذلك لربما لما أعرف عنه من القليل، كما يعرف غيري عنه الكثير، لكنني أعود لما أعرفه أو أكاد لمسته وأعتقد أنه راسخ بذهني عند أول لقاء.. وإن كان متأخراً بالنسبة لمن في مكانته رحمه الله، وتاريخياً لمن مثلي.. وبما تركه من انطباعات مميزة شغلت بالي.. رغم تكوينه الجسدي النحيف الذي لم تأخذ الشيخوخة من حماسته وصدقه وذكائه.

وأول ما لمسته من أديبنا الكبير تواضعه الجم واهتماماته العميقة بالمشهد الثقافي، حتى في سنوات عمره المتأخرة.. التي ربما لم تنتقص منها- أي تلك الاهتمامات الواثقة المفرطة بقناعة ملحوظة - الآمال الكبرى والطموحات المتدفقة التي حملها جيله حين كان ضمن الرعيل الأول في تشكيل وعيه ونسج مشهدياته.. مع أنه لا يقر بذلك لا ضمنا ولا جنوحاً - كما يفعل بعض المناضلين المشبوهين- وبتصرف آسر يغمرك بالعفوية ويمطرك بسجية الطبع الكريم التي لم تأخذ من حيوتي في استعادتها عندما أسترجع تلك المشاهد، وبعض الذكريات التي تمجد بما سطرت المبادرة هذه الكلمات عن الأديب المثال وعملاق الثائرين وكبير الشعراء وآخر المناضلين الشرفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى