«الأيام» زارتها وتلمست هموم أبنائها ..جعولة.. فقدان الهوية والخدمات

> «الأيام» هشام عطيري:

>
معلم وسيلة مواصلاته الحمار
معلم وسيلة مواصلاته الحمار
إن كنت تبحث عن خدمات معينة لمنطقتك فتلك تحصل في كثير من المناطق، لكن المسألة غير المفهومة أن تبحث عن خدمات كانت في متناول يدك حتى وقت قريب واليوم لم تعد تملك منها شيئاً

منطقة جعولة من المناطق التي تعاني من عدم وجود خدمات كثيرة مطلوبة كحد أدنى لمعيشة الإنسان، فالمنطقة التي كانت حتى الأمس تحظى بخدمات المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات، أضحت اليوم تبحث عن كل الخدمات تقريباً، فلا مياه ولا كهرباء ولا مدارس ولا مساجد ولا غيرها من الخدمات، هذا الأمر يجعل الناس يعيشون في أوضاع صعبة رغم أنهم على مرمى حجر من كثير من المدن. والأمر الأكثر صعوبة أن هؤلاء لم يعودوا فقط يعانون من فقدان الخدمات، بل أصبحت الهوية إشكالية جديدة تدخل إلى قاموسهم لا يعلمون أين تتجه بوصلة هويتهم وأين موقعهم الإداري، هل هم يتبعون محافظة لحج أم عدن.

لن نطيل، هؤلاء مجموعة من أبناء المنطقة يتحدثون عن هذه الأوجاع بعد زيارة ميدانية قامت بها «الأيام» إلى هناك.

> سلطان عوض سالم : معاناتنا في هذه المنطقة، أهمها تتمثل في المياه، حيث يضطر شبابنا وأطفالنا إلى جلب المياه على ظهور الحمير من مزارع بعيدة وعندما قرر الأهالي حفر بئر لم نستطع استكمالها لظروفنا المادية وعندما حضر بعض أعضاء المجالس المحلية قالوا لنا إن سبب معاناتكم أنكم أصبحتم بدون هوية إدارية، فلا أنتم تتبعون عدن ولا تتبعون لحج، نأمل أن يصل صوتنا عبر «الأيام» لإيجاد معالجة لقضايانا.

الأهالي أمام البئر التي لم يستطيعوا استكمالها
الأهالي أمام البئر التي لم يستطيعوا استكمالها
> صلاح سالم محمد:

هل تعلم ياأخي أننا كنا نحظى بخدمات الكهرباء حتى عام 1994م وبعد هذا التاريخ أصبحنا بدون هذه الخدمة. قبل الانتخابات وعدونا بإيصال الكهرباء وقاموا بإحضار الأعمدة وحتى اللحظة لاتزال الأعمدة مرمية والسلطة لم تحرك ساكنا .

> مهدي أحمد عوض مالك مزرعة:

توجد لدي بئر في المزرعة يقوم الأهالي بالاستفادة منها، ولكن مع غلاء الديزل لم أتمكن من تشغيل البئر لتموين المواطنين كوننا لانقدر على شراء برميل الديزل، بل أصبحنا نشتري دبب ديزل والحالة أصبحت سيئة نريد دعم من قبل الجمعيات الزراعية، لأن أكثر من ثمان آبار متوقفة عن العمل.

> هشلي شوعي حسن:

لاتوجد مدرسة ولا مياه ولاكهرباء الطلاب يذهبون مشياً على الأقدام إلى أقرب منطقة توجد بها مدرسة ونتيجة عدم وجود المواصلات يمتنع الكثير من الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة بسبب البعد، المسافة أكثر من ساعة ونصف مشياً على الأقدام والمصيبة الكبرى أن التعليم حتى الصف الرابع أما من مستوى خامس لاتوجد صفوف مايجعل الكثير من الطلاب يتحولون إلى مزارعين.

بعض المنازل في جزء من منطقة جعولة
بعض المنازل في جزء من منطقة جعولة
الأستاذ سالم بن سالم يوسف:

الوضع التعليمي جيد، ولكن نحن نريد حل مشكلة المواصلات للطلاب وإعطاء صاحب سيارة نقل الطلاب مستحقاته رغم كثرة الوعود التي أعطيت للسائق، ولكن دون فائدة..

هذا الأمر سبب شللا في العملية التعليمية في مدرسة كدمة امشعيبي لأن الطلاب من منطقة جعولة يشكلون نسبة %90 من طلاب المدرسة إجمالاً.

أنا أمشي على الأقدام وأحياناً أستعمل وسيلة المواصلات الحمار لأن الطريق أيضا مشكلة لاتوجد مواصلات، ولكن الحمد لله الأمور ماشية لكن في حالة تم حل مسألة المواصلات من قبل المجلس المحلي وإدارة التربية فالأمور ماشية ولاتوجد مشاكل.

> علي ناصر محمد مالك السيارة لنقل الطلاب:

تعاقدنا مع التربية والتعليم لنقل الطلاب إلى المدرسة بواسطة السيارة ولم تعطَ لي حقوقي عدة شهور وأنا أتابع، ويقولون ماشي اليوم بكرة، السيارة توقفت نتيجة خلل فني والطلبة لايوجد من ينقلهم، وأطالب بتنفيذ اتفاقية الأجر والآن أنا معرقل من العمل أيضاً .

أطفال من أبناء جعولة
أطفال من أبناء جعولة
> صالح عوض علي:

عندنا مشاكل ثلاث: مدرسة. كهرباء، سيارة.. طالبنا السلطة المحلية بتنفيذ الخدمات ووعدنا بتنفيذ مدرسة أين ذهبت الكهرباء والأعمدة موجودة والمياه لم تصل والطلاب لم يتم نقلهم، من سابق كانت المياه تصل إلينا من مزارع الدولة وكذا أعمدة الكهرباء والآن لا كهرباء ولا مياه وأصبحنا مظلومين من قبل الحكومة.

كلمة أخيرة أود أن تنقلها إلى أهل الخير والإحسان المنطقة بحاجة إلى مسجد.

> شيخ العقربي :

لايوجد أي شيء من الخدمات الأساسية ماء، كهرباء، طرقات ومسجد ومدرسة .

رغم وجود الخدمات قبل الوحدة مياه من منطقة الوهط أو عدن، والكهرباء بعد حرب 94 أخذت الأعمدة والمحولات، الأعمدة الجديدة أحضرها المجلس المحلي على أساس خلال ثلاثين يوماً باتدخل الكهرباء إلى المنطقة مع الانتخابات، ولكن الثلاثين يوم أصبحت ثلاثين شهر لا نعلم ما الذي يعرقلهم من إنجاز تلك الطلبات الضرورية للمواطنين، أيام الحكم الشمولي كانت المياه متوفرة ثلاث شبكات للمنطقة والآن قالوا بايحفروا بئر وأحضروا مهندسين وتم المسح وعند متابعتنا لهم لاستكمال العمل لا يوجد أي تجاوب لا نعلم ما هو سبب التأخير، مسؤولو السلطة المحلية يعطونا توجيهات وأوامر، لكن المستويات الدنيا لا تنفذ أي شيء من التوجيهات، المدرسة نعلم بها في المنطقة الطالب إلى الصف الثالث والرابع وبعدين خلاص انته دبر نفسك ورحل ولدك إلى عدن أو لحج للدراسة..

احواض تظهر نضوب المياه فيها
احواض تظهر نضوب المياه فيها
ندعو أهل الخير لبناء مسجد في المنطقة المحرومة من الخدمات، الأهالي كما ترى يعانون من صعوبة الطريق الرملية رغم وجود مصانع في المنطقة وبسبب الرمال اندفنت السدود والأعبار.

ندعو إلى الاهتمام بالجمعيات الزراعية بالمنطقة، وفي الأخير نقول كفانا ضحك على المواطنين ونشكركم على نزولكم إلينا لتلمس أوضاع المنطقة، وإن شاء الله يطلع الموضوع وتتحرك الجهات المعنية تجاه ما نعانيه من إهمال وتسيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى