رجال في ذاكرة التاريخ
> «الأيام» نجيب محمد يابلي:
>
1. سالم علي محوري.. ميلاده ونشأته ..سالم علي محمد أحمد محوري من مواليد 2 مارس 1945، في قرية فريدة بأرض المحاورة بمنطقة الوضيع، وينتمي إلى أهل محوري من آل بلليل الفضلية. قال لي الأخ المناضل سالم محوري بأنه لم يلتحق بأي كتّاب (معلامة)، بل اعتمد على نفسه في تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وفي تطوير قدراته، والتحق بمدرسة أكتوبر بالمعلا، ووصل إلى مستوى نهاية المرحلة الابتدائية (سنة سادسة ابتدائي).
المناضل سالم محوري في (ومضات من قلب النار)
قام القاضي والمسرحي والصيدلاني والمناضل الوفي المعروف عبدالمجيد القاضي، رحمه الله، بإعداد كتاب (ومضات من قلب النار) وبلغت صفحاته أكثر من 316 صفحة، كرسها لتوثيق الدور الكفاحي لعدد من المناضلين كان من ضمنهم الأخ المناضل سالم علي محوري (ص 294 - 310) الذي نشط مع مناضلين كبار معروفين في جبهة دثينة، وكانت قيادة تلك الجبهة تقيم في جبل فحمان، على مقربة من مودية.
أفاد الأخ محوري بأنه عقد العزم على الالتحاق بصفوف الجبهة القومية في مطلع عام 1964، فتوجه مع مجموعة من الشباب إلى لواء البيضاء المحاذي لمنطقة مكيراس، وتم تسليمهم هناك ضمن فرقتي السيد ناصر السقاف ومحمد ناصر الجعري، وفي رحلة العودة لمباشرة العمل في جبهة دثينة كان ضمن مجموعتهم مقاتل ردفاني اسمه (قائد علي ردفاني).
وأضاف محوري: «كنت من العاملين في فرقة محمد ناصر الجعري، وكان قائد علي ردفاني في فرقة السيد ناصر السقاف، وعلى أية حال، كانت الفرقتان تعملان بشكل موحد». واستشهد سالم محوري بعدد من عمليات جبهة فحمان الأولى، فكانت الأولى شن هجوم على مركز امقليته، بعد عودتهم من البيضاء بأيام قلائل، وأعدت المجموعة بعد ذلك خطة الهجوم على مقر البرلمان ليلا من محورين، المحور الشرقي بقيادة السيد ناصر السقاف والمحور الجنوبي بقيادة محمد ناصر الجعري.
علي ناصر محمد وبمعيته أكرم محمد يزوران جبهة فحمان
عقب إحدى العمليات العسكرية الناجحة التي قادها السقاف والجعري من محورين، حلقت طائرات عسكرية بريطانية من طراز (هوكر هنز) على جبل فحمان والمحيط المجاور، وأمطرتها بالصواريخ، ورابط الثوار في كهوف الجبل ووراء صخوره، وبلغ عدد المرابطين (35) ثائرا، ومن ضمنهم: السيد ناصر السقاف وعلي مقفع وقائد علي ردفاني ومحمد عبدالله مجعلي وعبدالله صالح مجعلي وعبدالله ناصر الجعري وحيدر عوض النقي وسالم علي محوري.
شنت الطائرات العسكرية البريطانية هجوما آخر على المنطقة، وتمكن الثوار من إسقاط طائرتين من نفس الطراز المذكور، سقطت إحداهما فوق جبل فحمان والأخرى في الملح (بفتح الميم).
وبتكليف من قيادة الجبهة القومية في تعز، قام الأخ علي ناصر محمد (قائد الحزب والدولة لاحقا) وبمعيته الصحفي المصري أكرم محمد بزيارة المنطقة، وكان في استقبالهما في جبل حران السيد ناصر السقاف وعلي صالح امعور وسالم علي محوري، وقاما بحسب تكليف القيادة بتفقد أحوال المقاتلين، وبحث مطالبهم لمواصلة القتال وأخذ عينات من الطائرتين المحترقتين في الموقعين المذكورين (جبل فحمان) و (الملح).
محوري مع عنتر وشايع والبيشي والخامري في وادي المرام في تعز
كان سالم محوري من ضمن عدد كبير من مناضلي الجبهة القومية الرافضين لدمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13 يناير 1966، ويذكر محوري في إفادته (ص 302) أنهم كانوا على وشك الانتهاء من مخزونهم من السلاح لانقطاع إمدادات السلاح.
توجه محوري إلى تعز لشرح الموقف للقياديين وتلقي التوجيهات، وصادف وصوله مع إجراء الترتيبات لعقد مؤتمر(حمر) في قعطبة، وهو المؤتمر الثالث للجبهة القومية الذي انعقد خلال الفترة من 29 نوفمبر حتى 3 ديسمبر 1966.
محوري في وادي المدام أحد أحياء محافظة تعز مع رفاقه علي أحمد ناصر عنتر وعلي شائع هادي وعبدالله الخامري وعبدالكريم الذيباني ومحمد أحمد البيشي وأحمد ناصر الخادم وعلي شيخ عمر وعلي سالم المحثوثي ومجموعة كبيرة من ممثلي جبهات القتال، قام محوري ورفاقه بسحب الأسلحة من القيادة المصرية بحجة أنهم من عناصر جبهة التحرير، وصدرت الأوامر بعودتهم إلى المنطقة الوسطى، والاتصال بعبدالله الجابري في دثينة.
يضيف محوري: «وبمجرد وصولنا أمرت بأن أرافق عبدالله صالح المجعلي ومحمد عبدربه جمعلان مع مجموعة من الشباب إلى عدن، وبطبيعة الحال تم دخولنا إلى عدن بسرية تامة، وهناك استقبلنا الرفيق علي ناصر محمد وعباس وسالمين وفرحان..».
محوري ومهمة بدايتها علي ناصر وخاتمتها عنتر ومصلح وشايع
يضيف سالم محوري (مرجع سابق: ص 302) بأن المجموعة التي وصلت إلى عدن ومن ضمنها سالم محوري تقرر إيفادها إلى الضالع، وتولى المناضل علي ناصر محمد إخراجهم إلى الخداد (لحج)، وهناك سلمهم مبلغا من المال لتوصيله إلى المناضل علي أحمد ناصر عنتر ورفيقيه المناضلين صالح مصلح قاسم وعلي شايع هادي.. وصلت المجموعة إلى الضالع سرا، واستقبل علي عنتر أفرادها، وأنزلهم مسكنه في (الخريبة)، وقام بتسليحهم وشرح المهمة الجديدة المناطة بهم كفرقة متجولة، بوصفها فرقة فدائية انتحارية مهمتها العمل في أي منطقة تستدعي وجود قوة ضاربة، أو بالأحرى «أية منطقة في حاجة إلى النجدة».
محوري في صفوف البيض وعبيد وعيدروس في إسقاط لحج
يفيد محوري (مرجع سابق: ص 309) بأنه شارك في إسقاط عاصمة لحج ضمن فرقة توجهت إلى هناك تشمل عناصر بارزة، منهم علي سالم البيض وجميل مشبق وعواس وعمر العلواني وعبدالله العلواني وعدد من شباب الجبهة القومية، وشاركهم في تنفيذ المهمة الرفاق أحمد سالم عبيد وفارس سالم ومحمد عيدروس، وعدد كبير من شباب الجبهة القومية في لحج، ووفقوا في مهمتهم.
محوري ومعاناة الانتقال من القضاء إلى العراء
يحتوي ملف المناضل سالم علي محوري على أوراق عديدة طافت أروقة محافظة أبين (مذكرة محافظها السابق، م. فريد أحمد مجور) ومجلس النواب (مذكرة نائب رئيسه السابق ورئيسه الحالي يحيى علي الراعي) ووزارة العدل (مذكرة وزيرها د. غازي شايف الأغبري) وهيئة التفتيش القضائي (مذكرة رئيسها د.عبدالله أحمد فروان) ومحور كل تلك المذكرات قضية سالم علي محمد محوري العادلة في عودته لسلك القضاء، وحقه في الحصول على معاش.
ملخص قضية سالم محوري واردة في مذكرة د.عبدالله أحمد فروان رئيس هيئة التفتيش القضائي بتاريخ 11 يونيو 2007، والموجهة إلى معالي الدكتور غازي شايف الأغبري وزير العدل استهلها بالإشارة إلى توجيه معاليه للدكتور فروان باتخاذ الإجراءات بشأن طلب الأخ سالم علي محمد محوري العودة للعمل في سلك القضاء، كونه عضوا سابقا في محكمة الوضيع الجزئية، م.أبين وعرَّج د.فروان على الخلفية الوظيفية لسالم علي محوري، حيث أفاد بأنه تم تعيين محوري عضوا بمحكمة شقرة الجزئية، م.أبين بتاريخ 22 يونيو 1968، وتم تحويله في الفاتح من يناير 1972 من محكمة زنجبار الجزئية إلى محكمة الوضيع الجزئية بموجب الأمر الإداري الصادر عن سكرتير العدل والأوقاف، بناء على موافقة وكيل وزارة العدل والأوقاف، وتوقف محوري.. والكلام هنا لايزال لفروان، عن العمل بعد أحداث 26 يونيو 1978، وجاء توقفه نتيجة الظروف السياسية حينئذ، بعد الانقلاب الدموي على الرئيس الشهيد سالم ربيع علي. يمضي الدكتور فروان في إفادته لمعالي وزير العدل بأن محوري لم يتحصل على أي معاش.
على قاعدة (من فاته اللحم لم يفته المرق) أنهى الدكتور فروان تقريره المرفوع لمعالي وزير العدل بالإشارة إلى قانون السلطة القضائية رقم (1) لسنة 1991، أجازت المادة (64) منه إعادة تعيين الذين تركوا العمل في القضاء، شريطة استيفاء الشروط الواردة في المادة (57) من نفس القانون التي اشترطت مؤهلات جامعية محددة، وكونها لاتنطبق على المذكور، إلا أنه مراعاة لخدمته السابقة وظروفه المعيشية يمكن ترتيب وضعه إداريا.
محوري في ذاكرة محافظة أبين
من ضمن أوراق سالم محوري وجدت بطاقة عضويته في المجلس المحلي لمحافظة أبين في إحدى الدورات السابقة، ورقمها (22) كما أنه عضو منظمة مناضلي الثورة اليمنية بمحافظة أبين، وهو أحد مناضلي هذه المحافظة المناضلة الذين شاركوا في كل المؤتمرات والندوات للمنظمة على المستوى المركزي، وقدم أوراق عمل في تلك الفعاليات، المناضل الوطني سالم علي محمد أحمد محوري حائز على وسام 30 نوفمبر من الدرجة الأولى، وحائز أيضا على (وسام الإخلاص).
المناضل سالم محوري متزوج ولديه سبعة أولاد، الذكور منهم أربعة هم: صلاح، أنيس، رشيد، حيدرة، وثلاث بنات.
2. علوي عمر السقاف
الميلاد والنشأة
منطقة دثينة:
ورد ذكر (دثينة) في كتب التاريخ ومنها (صفة جزيرة العرب) للهمداني وكانت تحدها من الشمال يافع العليا ويافع السفلى وغربا بلاد الفضلي وشرقا العوالق السفلى. تميزت دثينة بنظام الحكم الشوروي، حيث كانت تحكم بواسطة مجلس شورى يتألف من مجموعة من الأعيان.
السيد علوي عمر ناصر السقاف من مواليد عام 1949 في قرية الحافة بمنطقة دثينة التي تقع حاليا ضمن التقسيم الإداري لمحافظة أبين. تلقى السيد علوي السقاف دراسته الابتدائية بمنطقة دثينة، رافق وهو في سن مبكرة قريبه المناضل الوطني البارز السيد ناصر علوي السقاف (1929- 1999) أثناء فترة الكفاح المسلح، وأسندت للسيد علوي السقاف مهمة نقل الأخبار والغذاء ولوازم أخرى إلى السيد ناصر السقاف ورفاقه أثناء هروبهم إلى جبل فحمان.
انتقل السيد علوي السقاف إلى مسرح العمليات بقيادة المناضل البارز السيد ناصر السقاف، ومن مشاركاته كانت عملية تفجير حصن غرامة الذي كان يستخدمه البريطانيون، وكان السيد علوي السقاف أحد مقاتلي المجموعة التي نفذت العملية.
السيد السقاف في كتيبة الصيادين
التحق السيد علوي عمر السقاف بوزارة الداخلية، وأكمل فترة التدريب بمعسكر النصر، وتم نقله بعد ذلك مع أعداد كبيرة إلى القوات المسلحة، وشكلت من تلك المجاميع (كتيبة الصيادين) وكانت تابعة للواء الثلاثين، المرابط في ثمود، وكان الأخ محمد حيدرة مسدوس مسئولا سياسيا للواء، وكان عبدالرحيم عتيق قائد اللواء وأركانه صلاح مرسال، وكان محمد سرور علي قائد الكتيبة، وحدث أثناء مرابطته هناك أن اقتحمت عناصر مسلحة مناهضة للنظام مركز سناو، فشارك السيد علوي عمر السقاف في عملية استعادة المركز، وكان محمد سرور علي قائدا للعملية مع أركان الكتيبة الخضر سالم.
إلى الشمال نازحا وإلى لبنان مكافحا
مرت البلاد بأحد المنعطفات الدموية يوم 26 يونيو 1978 الذي استشهد فيه الرئيس سالم ربيع علي وجاعم صالح عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم وعلي سالم لعور وزير الدولة لشؤون مجلس الرئاسة وقادة عسكريون آخرون منهم أبناء امزربة محمد وناصر وعلوي (راجع تفاصيل الأحداث في سيرة أولاد أمزربة في حلقة رجال الذاكرة بتاريخ 2 مارس 2008).
كان السيد علوي السقاف حينئذ برتبة ملازم مرشح، ونجا بأعجوبة من موت محقق، ولاذ بجلده وهرب إلى شمال الوطن، وعاد إلى أرض الوطن بعد عامين ونيف إثر صدور قرار العفو العام، وصدر قرار بتعيينه قائد كتيبة القطاع الفدائي في لبنان، ومنح رتبة (نقيب) بقرار سياسي أصدره قائد الحزب والدولة آنذاك الرئيس علي ناصر محمد، بناء على ترشيح وتوصية محمد سرور علي ومحمد هيثم وعبدالله علي عليوه.
العبادي وطرزان وكرمان في ذاكرة السقاف
كانت مهمة القوة العسكرية التي أرسلتها اليمن الديمقراطية إلى لبنان تحددت في حفظ السلام، إلا أنها عززت قوات الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، وقد أبلت القوات التي أرسلتها عدن إلى لبنان بلاءً حسنا، وقد عبر السيد السقاف عن اعتزازه بأفراد قوته، وفي مقدمتهم أحمد عمر العبادي وجمال عبده أحمد وكان الفلسطينيون واللبنانيون يلقبونه (طرزان)، وهي المعلومة التي أذاعها المناضل الفلسطيني البارز عباس زكي على وسائل الإعلام في عدن عند عودة القوة العسكرية من لبنان، ولاينسى السيد السقاف مناضلين آخرين وهو يترحم عليهما، وهما الشهيد محمد كرمان والمرحوم محمد صالح الحماطي.
النزوح مرة أخرى إلى الشمال والعودة بعد الوحدة.. ويافرحة ما تمت!
ظل السيد علوي عمر السقاف حاملا رتبته العسكرية (نقيب) حتى انفجار الأحداث المؤسفة في 13 يناير 1986، فلاذ بجلده ونزح إلى الشمال وعاد إلى عدن بعد تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م، حيث كان السيد علوي السقاف خارج الوطن في رحلة علاجية مع أخيه السيد ناصر السقاف خلال الفترة التي تم فيها حصر أفراد القوات المسلحة، وسقط اسمه من كشوفات القوة العسكرية الجنوبية حتى يومنا هذا، رغم تاريخه النضالي في الثورة والدولة والوحدة.
المناضل سالم محوري في (ومضات من قلب النار)
قام القاضي والمسرحي والصيدلاني والمناضل الوفي المعروف عبدالمجيد القاضي، رحمه الله، بإعداد كتاب (ومضات من قلب النار) وبلغت صفحاته أكثر من 316 صفحة، كرسها لتوثيق الدور الكفاحي لعدد من المناضلين كان من ضمنهم الأخ المناضل سالم علي محوري (ص 294 - 310) الذي نشط مع مناضلين كبار معروفين في جبهة دثينة، وكانت قيادة تلك الجبهة تقيم في جبل فحمان، على مقربة من مودية.
أفاد الأخ محوري بأنه عقد العزم على الالتحاق بصفوف الجبهة القومية في مطلع عام 1964، فتوجه مع مجموعة من الشباب إلى لواء البيضاء المحاذي لمنطقة مكيراس، وتم تسليمهم هناك ضمن فرقتي السيد ناصر السقاف ومحمد ناصر الجعري، وفي رحلة العودة لمباشرة العمل في جبهة دثينة كان ضمن مجموعتهم مقاتل ردفاني اسمه (قائد علي ردفاني).
وأضاف محوري: «كنت من العاملين في فرقة محمد ناصر الجعري، وكان قائد علي ردفاني في فرقة السيد ناصر السقاف، وعلى أية حال، كانت الفرقتان تعملان بشكل موحد». واستشهد سالم محوري بعدد من عمليات جبهة فحمان الأولى، فكانت الأولى شن هجوم على مركز امقليته، بعد عودتهم من البيضاء بأيام قلائل، وأعدت المجموعة بعد ذلك خطة الهجوم على مقر البرلمان ليلا من محورين، المحور الشرقي بقيادة السيد ناصر السقاف والمحور الجنوبي بقيادة محمد ناصر الجعري.
علي ناصر محمد وبمعيته أكرم محمد يزوران جبهة فحمان
عقب إحدى العمليات العسكرية الناجحة التي قادها السقاف والجعري من محورين، حلقت طائرات عسكرية بريطانية من طراز (هوكر هنز) على جبل فحمان والمحيط المجاور، وأمطرتها بالصواريخ، ورابط الثوار في كهوف الجبل ووراء صخوره، وبلغ عدد المرابطين (35) ثائرا، ومن ضمنهم: السيد ناصر السقاف وعلي مقفع وقائد علي ردفاني ومحمد عبدالله مجعلي وعبدالله صالح مجعلي وعبدالله ناصر الجعري وحيدر عوض النقي وسالم علي محوري.
وبتكليف من قيادة الجبهة القومية في تعز، قام الأخ علي ناصر محمد (قائد الحزب والدولة لاحقا) وبمعيته الصحفي المصري أكرم محمد بزيارة المنطقة، وكان في استقبالهما في جبل حران السيد ناصر السقاف وعلي صالح امعور وسالم علي محوري، وقاما بحسب تكليف القيادة بتفقد أحوال المقاتلين، وبحث مطالبهم لمواصلة القتال وأخذ عينات من الطائرتين المحترقتين في الموقعين المذكورين (جبل فحمان) و (الملح).
محوري مع عنتر وشايع والبيشي والخامري في وادي المرام في تعز
كان سالم محوري من ضمن عدد كبير من مناضلي الجبهة القومية الرافضين لدمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13 يناير 1966، ويذكر محوري في إفادته (ص 302) أنهم كانوا على وشك الانتهاء من مخزونهم من السلاح لانقطاع إمدادات السلاح.
توجه محوري إلى تعز لشرح الموقف للقياديين وتلقي التوجيهات، وصادف وصوله مع إجراء الترتيبات لعقد مؤتمر(حمر) في قعطبة، وهو المؤتمر الثالث للجبهة القومية الذي انعقد خلال الفترة من 29 نوفمبر حتى 3 ديسمبر 1966.
محوري في وادي المدام أحد أحياء محافظة تعز مع رفاقه علي أحمد ناصر عنتر وعلي شائع هادي وعبدالله الخامري وعبدالكريم الذيباني ومحمد أحمد البيشي وأحمد ناصر الخادم وعلي شيخ عمر وعلي سالم المحثوثي ومجموعة كبيرة من ممثلي جبهات القتال، قام محوري ورفاقه بسحب الأسلحة من القيادة المصرية بحجة أنهم من عناصر جبهة التحرير، وصدرت الأوامر بعودتهم إلى المنطقة الوسطى، والاتصال بعبدالله الجابري في دثينة.
يضيف محوري: «وبمجرد وصولنا أمرت بأن أرافق عبدالله صالح المجعلي ومحمد عبدربه جمعلان مع مجموعة من الشباب إلى عدن، وبطبيعة الحال تم دخولنا إلى عدن بسرية تامة، وهناك استقبلنا الرفيق علي ناصر محمد وعباس وسالمين وفرحان..».
يضيف سالم محوري (مرجع سابق: ص 302) بأن المجموعة التي وصلت إلى عدن ومن ضمنها سالم محوري تقرر إيفادها إلى الضالع، وتولى المناضل علي ناصر محمد إخراجهم إلى الخداد (لحج)، وهناك سلمهم مبلغا من المال لتوصيله إلى المناضل علي أحمد ناصر عنتر ورفيقيه المناضلين صالح مصلح قاسم وعلي شايع هادي.. وصلت المجموعة إلى الضالع سرا، واستقبل علي عنتر أفرادها، وأنزلهم مسكنه في (الخريبة)، وقام بتسليحهم وشرح المهمة الجديدة المناطة بهم كفرقة متجولة، بوصفها فرقة فدائية انتحارية مهمتها العمل في أي منطقة تستدعي وجود قوة ضاربة، أو بالأحرى «أية منطقة في حاجة إلى النجدة».
محوري في صفوف البيض وعبيد وعيدروس في إسقاط لحج
يفيد محوري (مرجع سابق: ص 309) بأنه شارك في إسقاط عاصمة لحج ضمن فرقة توجهت إلى هناك تشمل عناصر بارزة، منهم علي سالم البيض وجميل مشبق وعواس وعمر العلواني وعبدالله العلواني وعدد من شباب الجبهة القومية، وشاركهم في تنفيذ المهمة الرفاق أحمد سالم عبيد وفارس سالم ومحمد عيدروس، وعدد كبير من شباب الجبهة القومية في لحج، ووفقوا في مهمتهم.
محوري ومعاناة الانتقال من القضاء إلى العراء
يحتوي ملف المناضل سالم علي محوري على أوراق عديدة طافت أروقة محافظة أبين (مذكرة محافظها السابق، م. فريد أحمد مجور) ومجلس النواب (مذكرة نائب رئيسه السابق ورئيسه الحالي يحيى علي الراعي) ووزارة العدل (مذكرة وزيرها د. غازي شايف الأغبري) وهيئة التفتيش القضائي (مذكرة رئيسها د.عبدالله أحمد فروان) ومحور كل تلك المذكرات قضية سالم علي محمد محوري العادلة في عودته لسلك القضاء، وحقه في الحصول على معاش.
ملخص قضية سالم محوري واردة في مذكرة د.عبدالله أحمد فروان رئيس هيئة التفتيش القضائي بتاريخ 11 يونيو 2007، والموجهة إلى معالي الدكتور غازي شايف الأغبري وزير العدل استهلها بالإشارة إلى توجيه معاليه للدكتور فروان باتخاذ الإجراءات بشأن طلب الأخ سالم علي محمد محوري العودة للعمل في سلك القضاء، كونه عضوا سابقا في محكمة الوضيع الجزئية، م.أبين وعرَّج د.فروان على الخلفية الوظيفية لسالم علي محوري، حيث أفاد بأنه تم تعيين محوري عضوا بمحكمة شقرة الجزئية، م.أبين بتاريخ 22 يونيو 1968، وتم تحويله في الفاتح من يناير 1972 من محكمة زنجبار الجزئية إلى محكمة الوضيع الجزئية بموجب الأمر الإداري الصادر عن سكرتير العدل والأوقاف، بناء على موافقة وكيل وزارة العدل والأوقاف، وتوقف محوري.. والكلام هنا لايزال لفروان، عن العمل بعد أحداث 26 يونيو 1978، وجاء توقفه نتيجة الظروف السياسية حينئذ، بعد الانقلاب الدموي على الرئيس الشهيد سالم ربيع علي. يمضي الدكتور فروان في إفادته لمعالي وزير العدل بأن محوري لم يتحصل على أي معاش.
محوري في ذاكرة محافظة أبين
من ضمن أوراق سالم محوري وجدت بطاقة عضويته في المجلس المحلي لمحافظة أبين في إحدى الدورات السابقة، ورقمها (22) كما أنه عضو منظمة مناضلي الثورة اليمنية بمحافظة أبين، وهو أحد مناضلي هذه المحافظة المناضلة الذين شاركوا في كل المؤتمرات والندوات للمنظمة على المستوى المركزي، وقدم أوراق عمل في تلك الفعاليات، المناضل الوطني سالم علي محمد أحمد محوري حائز على وسام 30 نوفمبر من الدرجة الأولى، وحائز أيضا على (وسام الإخلاص).
المناضل سالم محوري متزوج ولديه سبعة أولاد، الذكور منهم أربعة هم: صلاح، أنيس، رشيد، حيدرة، وثلاث بنات.
2. علوي عمر السقاف
الميلاد والنشأة
منطقة دثينة:
ورد ذكر (دثينة) في كتب التاريخ ومنها (صفة جزيرة العرب) للهمداني وكانت تحدها من الشمال يافع العليا ويافع السفلى وغربا بلاد الفضلي وشرقا العوالق السفلى. تميزت دثينة بنظام الحكم الشوروي، حيث كانت تحكم بواسطة مجلس شورى يتألف من مجموعة من الأعيان.
السيد علوي عمر ناصر السقاف من مواليد عام 1949 في قرية الحافة بمنطقة دثينة التي تقع حاليا ضمن التقسيم الإداري لمحافظة أبين. تلقى السيد علوي السقاف دراسته الابتدائية بمنطقة دثينة، رافق وهو في سن مبكرة قريبه المناضل الوطني البارز السيد ناصر علوي السقاف (1929- 1999) أثناء فترة الكفاح المسلح، وأسندت للسيد علوي السقاف مهمة نقل الأخبار والغذاء ولوازم أخرى إلى السيد ناصر السقاف ورفاقه أثناء هروبهم إلى جبل فحمان.
انتقل السيد علوي السقاف إلى مسرح العمليات بقيادة المناضل البارز السيد ناصر السقاف، ومن مشاركاته كانت عملية تفجير حصن غرامة الذي كان يستخدمه البريطانيون، وكان السيد علوي السقاف أحد مقاتلي المجموعة التي نفذت العملية.
التحق السيد علوي عمر السقاف بوزارة الداخلية، وأكمل فترة التدريب بمعسكر النصر، وتم نقله بعد ذلك مع أعداد كبيرة إلى القوات المسلحة، وشكلت من تلك المجاميع (كتيبة الصيادين) وكانت تابعة للواء الثلاثين، المرابط في ثمود، وكان الأخ محمد حيدرة مسدوس مسئولا سياسيا للواء، وكان عبدالرحيم عتيق قائد اللواء وأركانه صلاح مرسال، وكان محمد سرور علي قائد الكتيبة، وحدث أثناء مرابطته هناك أن اقتحمت عناصر مسلحة مناهضة للنظام مركز سناو، فشارك السيد علوي عمر السقاف في عملية استعادة المركز، وكان محمد سرور علي قائدا للعملية مع أركان الكتيبة الخضر سالم.
إلى الشمال نازحا وإلى لبنان مكافحا
مرت البلاد بأحد المنعطفات الدموية يوم 26 يونيو 1978 الذي استشهد فيه الرئيس سالم ربيع علي وجاعم صالح عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم وعلي سالم لعور وزير الدولة لشؤون مجلس الرئاسة وقادة عسكريون آخرون منهم أبناء امزربة محمد وناصر وعلوي (راجع تفاصيل الأحداث في سيرة أولاد أمزربة في حلقة رجال الذاكرة بتاريخ 2 مارس 2008).
كان السيد علوي السقاف حينئذ برتبة ملازم مرشح، ونجا بأعجوبة من موت محقق، ولاذ بجلده وهرب إلى شمال الوطن، وعاد إلى أرض الوطن بعد عامين ونيف إثر صدور قرار العفو العام، وصدر قرار بتعيينه قائد كتيبة القطاع الفدائي في لبنان، ومنح رتبة (نقيب) بقرار سياسي أصدره قائد الحزب والدولة آنذاك الرئيس علي ناصر محمد، بناء على ترشيح وتوصية محمد سرور علي ومحمد هيثم وعبدالله علي عليوه.
العبادي وطرزان وكرمان في ذاكرة السقاف
كانت مهمة القوة العسكرية التي أرسلتها اليمن الديمقراطية إلى لبنان تحددت في حفظ السلام، إلا أنها عززت قوات الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، وقد أبلت القوات التي أرسلتها عدن إلى لبنان بلاءً حسنا، وقد عبر السيد السقاف عن اعتزازه بأفراد قوته، وفي مقدمتهم أحمد عمر العبادي وجمال عبده أحمد وكان الفلسطينيون واللبنانيون يلقبونه (طرزان)، وهي المعلومة التي أذاعها المناضل الفلسطيني البارز عباس زكي على وسائل الإعلام في عدن عند عودة القوة العسكرية من لبنان، ولاينسى السيد السقاف مناضلين آخرين وهو يترحم عليهما، وهما الشهيد محمد كرمان والمرحوم محمد صالح الحماطي.
النزوح مرة أخرى إلى الشمال والعودة بعد الوحدة.. ويافرحة ما تمت!
ظل السيد علوي عمر السقاف حاملا رتبته العسكرية (نقيب) حتى انفجار الأحداث المؤسفة في 13 يناير 1986، فلاذ بجلده ونزح إلى الشمال وعاد إلى عدن بعد تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م، حيث كان السيد علوي السقاف خارج الوطن في رحلة علاجية مع أخيه السيد ناصر السقاف خلال الفترة التي تم فيها حصر أفراد القوات المسلحة، وسقط اسمه من كشوفات القوة العسكرية الجنوبية حتى يومنا هذا، رغم تاريخه النضالي في الثورة والدولة والوحدة.