«الأيام» رصدت بعض معاناة قرية الحبيل مديرية ماوية بتعز ..مشاريع غائبة وانزلاقات أرضية ومأساة لا تكاد تبرح ساكنيها

> «الأيام» عبدالملك الشراعي:

>
أنابيب المياه مرمية على الأرض منذ الانتخابات الماضية
أنابيب المياه مرمية على الأرض منذ الانتخابات الماضية
تتسع المعاناة وتشتد وطأتها على مواطني قرية الحبيل المنضوية في إطار مديرية ماوية، والتي تبعد بنحو 25 كيلومترا عن مدينة تعز، فهذه القرية التي غابت عنها مشاريع الخدمات الأساسية تعيش واقعاً مؤلماً ومأساة لا تكاد تبرح ساكنيها، فمثلا وجود مشروع المياه الذي خرج عن جاهزيته مبكراً ولم يستفد منه أحد، فبقي مشروعاً لا وجود له على الواقع، حتى أصبح كثير من الأهالي يعتمدون على الحمير في جلب المياه من أماكن بعيدة، حتى المواشي أصبحت لا تجد لها مياهاً تسد رمقها فمات الكثير منها عطشاً.

«الأيام» تجشمت عناء السفر وتوجهت إلى قرية الحبيل عزلة خدير البريهي، ومرت على قرى مجاورة لها واستطلعت أحوالها بعين الفاحص كـ (الميدان، مخشاب، معصرة)، واستطاعت رصد بعض هذه المعاناة التي تئن منها القرية والقرى المجاورة لها في هذه السطور:

اعتماد المجلس المحلي لم يترجم إلى خطوات عملية

> ابتدأنا تحقيقنا بأحد أهالي منطقة الحبيل ويدعى محمد علي الحميد الذي أفاد قائلا:«بالنسبة لمشروع المياه فقد أسس في الثمانينات كمنحة مقدمة من الحكومة اليابانية، شكر الله لها، واستمر إلى عام 1995م، بعد ذلك تعطلت (الدينما) بسبب عطب كهربائي في الشفاط واستمر هذا العطب إلى عام 2002م، وبعد هذه المدة كلها والمطالبة الملحة من أهالي القرية اعتمد المجلس المحلي (دينما) جديدة من أجل إعادة المشروع إلى ما كان عليه في السابق، إلا أن هذا الاعتماد بقي (حبراً على ورق)، حيث أنه لم يترجم إلى أرض الواقع.. وكما رأيتم بأم أعينكم أطفالنا يجلبون المياه على ظهور الحمير قاطعين بذلك المسافات الطويلة على مدار الساعة»، مؤكدا أن هذا الإهمال متعمد من قبل مسئولي المنطقة.

أهالي الحبيل يعيشون على ضوء الفوانيس

> فيصل محمد عبدالله تحدث قائلا: «بالنسبة للكهرباء فإننا نعيش في ظلام دامس وعلى ضوء الفوانيس والشموع»، مشيرا إلى «أن أعمدة الكهرباء قد نصبت في عام 2004م ومدت أسلاكها لكن الإضاءة في المناطق المجاورة كـ (الشرمان والرباط) لأن أغلب أهلها مسئولون في هرم الدولة، على الرغم من أن قريتنا تقع على خط تماس الشرمان والرباط»، مذكرا مسئولي الشرمان والرباط بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:«مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

مشروع لتعبئة المياه مهمل والصبة ظاهرة للعيان بعد أن تآكل أساسها
مشروع لتعبئة المياه مهمل والصبة ظاهرة للعيان بعد أن تآكل أساسها
بسبب عدم تفعيل الوحدة الصحية ارتفعت نسبة الوفيات لدى الأطفال

> وأما وليد علي عمار فقال: «تم بناء الوحدة الصحية في عام 1995م وكان يوجد آنذاك طبيبان، إلا أنهما أخليا المبنى بسبب عدم توافر المياه والعلاجات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، الأمر الذي يكلف المواطنين الكثير من العناء والمشقة وصرف الأموال الطائلة من أجل إسعاف المرضى إلى عيادات أو مستشفيات المحافظة إن كان هناك مستشفيات"، لافتا إلى "أن البعض لا يستطيع أن يتحمل مثل هذا النصب والعذاب، نظرا لظروفه المعيشية الصعبة، فيترك طفله يتجرع ألم المرض.. وأصدقك القول ولا أخفيك أن نسبة الوفيات لدى أطفال قرية الحبيل ارتفعت بشكل مقلق ومفجع".

وأضاف:" أريد أن أوجه رسالة مفتوحة عبر "الأيام" لمسئولي الدولة، (عليهم أن يتقوا الله فينا، وحسبنا الله ونعم الوكيل).

وبالنسبة لمبنى الوحدة الصحية فقد أصبح خاليا على عروشه بسبب التشققات والتصدعات، وهو آيل للانهيار والسقوط في أية لحظة، كما تم تكسير نوافذ الوحدة الصحية من قبل الأطفال انتقاما منهم على عدم وجود الأطباء والممرضين في مبنى الوحدة.. حتى الحيوانات أصبحت تقضي راحتها داخل المبنى حتى امتلأ بروثها».

تشققات وهبوط الجبل باتت تشكل خطرا على المنطقة

> والتقينا خلال جولتنا بامرأة طاعنة في السن تدعى صفية سعيد سيف (60عاما) تسكن على مقربة من جبل شميعة قالت: «منذ شهرين ونصف لم أتجرأ على صعود الجبل خشية التهجم والانزلاقات»، مشيرة إلى أنها ذات مرة كانت مترجلة فوق الجبل فحصل هبوط فحبت حبواً على صدرها من الفاجعة، وطالبت الدولة أن تضع المعالجات السريعة لتلك الانزلاقات حتى يأمن أهل القرية على أنفسهم ومساكنهم.

وختاما:

نضع على طاولة أعضاء المجلس المحلي وهيئته الإدارية بمديرية ماوية معاناة قرية الحبيل المرتبطة بحياتهم المعيشية اليومية التي لا تقبل التسويف أو المماطلة، خاصة المشاريع الخدمية (الماء، الكهرباء، المياه) وأما الطرق فحدث ولا حرج.

أطفال يجلبون المياه على ظهور الحمير
أطفال يجلبون المياه على ظهور الحمير
أخيرا وليس بآخر بعد هذا كله نتمنى أن تجد هذه المعاناة آذاناً صاغية وعقولاً واعية وجهوداً كبيرة وعالية، بعيداً عن الأنانية والأهواء الشخصية والانتماءات الحزبية التي أضرت بالبلاد والعباد، كما تذكر «الأيام» مسئولي الشرمان والرباط بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى