> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي:

أهالي الشمايتين بتعز يفقدون مقتنياتهم من بيع المعادن النفيسة كالذهب والفضة إلى بيع المعادن رخيصة الثمن كالحديد والألمنيوم والنحاس والعلب الفارغة، واتجه البعض أخيرا لبيع التحف والمقتنيات النادرة التي يرجع تاريخ بعضها إلى العصور المختلفة.

مدينة التربة تستقبل أطفالا يبيعون أدوات نحاسية في محال خاصة تشتري كل شيء موزون بالكيلوجرام، مصوغات ومجسمات وصحون نحاسية وأحجار كريمة وبنادق وسيوف قديمة كل شيء معروض للبيع، فهل المشتري قادر على حفظها فيحافظ على هوية الأمة أم تذهب هباء منثورا في تجارة خاسرة؟!

الخوف كل الخوف أن تدخل هذه النفائس في عمليات غير واضحة المعالم، والأمر المقلق أن تظل مدينة التربة دون متحف وانعدام التوثيق لحفظ الآثار من الضياع بإجراء معياري وإيجابية مثمرة لربط الماضي بالحاضر للأجيال القادمة في سياقه الحضاري.

غياب الوعي شجع على فقدان الهوية تحت ضغط الحاجة، والجهل بالقيمة أدى إلى إضاعة هذا الكنز الثمين الذي لا يقدر بثمن، كونه جزءا من التاريخ الإنساني العام، ولغياب العمل التوعوي المسؤول كان ما كان.