> بغداد «الأيام» بيتر جراف :
وارتفع عدد القتلى فيما احتدم القتال في البصرة وبغداد حيث زادت مشاركة القوات الأمريكية في مواجهة بدأت كمبادرة عراقية.
وقالت القوات الأمريكية إنها قتلت 48 مسلحا في هجمات جوية واشتباكات بالأسلحة في أنحاء العاصمة العراقية أمس الأول.
وقال علي بستان مدير الإدارة الصحية في شرق بغداد أمس السبت إن 133 جثة و647 جريحا على الأقل سقطوا في الاشتباكات على مدى الأيام الخمسة الماضية نقلوا إلى خمسة مستشفيات في الشطر الشرقي من العاصمة العراقية.
وتقول القوات العراقية إنها قتلت 120 مسلحا في البصرة. وأفادت تقارير أن عشرات آخرين قتلوا في بلدات أخرى في جنوب العراق امتد القتال إليها.
وقال المالكي في حديث أذاعه التلفزيون اثناء استقبال وجهاء وشيوخ عشائر في مدينة البصرة أمس السبت "مع الاسف الشديد كنا نتحدث عن القاعدة ولكن كان فينا من هم اسوأ من القاعدة بل هم صنو القاعدة."
والمالكي موجود في البصرة ليشرف بنفسه على الحملة التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي.
وبعد سنوات كان العراق خلالها ممزقا بسبب العنف بين الشيعة ومسلحين من العرب السنة مثل القاعدة كشف العنف في الأسبوع الماضي عن انقسام آخر دام بين الشيعة أنفسهم. وتخوض الأحزاب في حكومة المالكي معركة ضد أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذين يسيطرون عـى الشوارع في كثير من المناطق الشيعية.
وقال مساعد كبير لمقتدى الصدر إن ممثلي رجل الدين الشاب قدموا مقترحات لآية الله العظمى علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في العراق في مسعى لإنهاء العنف.
وكان المالكي أعلن أنه سيقاتل المسلحين في البصرة "حتى النهاية" وأصدر أوامر لقادته العسكريين في بغداد بملاحقةالمقاتلين في العاصمة "دون رحمة".
لكن مراسلين لرويترز في البصرة قالوا إن مسلحين من جيش المهدي يضعون أقنعة سوداء ما زالوا يسيطرون على الشوارع في أنحاء كثيرة من البصرة ثاني أكبر مدن العراق ويحرسون نقاط تفتيش ويحملون بنادق ومدافع رشاشة وقاذفات صواريخ.
وقال ابو حسن الدرجي نائب القائد العسكري لجيش المهدي في البصرة لرويترز عبر الهاتف انهم سيواصلون القتال ولن يلقوا سلاحهم مضيفا انهم لن يسلموا رصاصة واحدة.
واشتبك مقاتلو جيش المهدي مع القوات العراقية عند المشارف الغربية لمدينة كربلاء. وقال اللواء رعد جودت وهو قائد بالقوات العراقية إن قواته قتلت 21 شخصا ممن وصفهم بأنهم خارجون على القانون واعتقلت 57 آخرين.
وأيدت واشنطن إلى الآن المالكي بقوة. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الحملة "لحظة حاسمة في تاريخ العراق."
لكن انتشار العنف يهدد بتدمير عام من تحسن الأمن ويعرض للخطر خططا لسحب القوات الأمريكية.
وأغلقت المحال والشركات والمدارس في بغداد حيث يسري حظر للتجول,ولزم السكان بيوتهم. وتسببت قذائف المورتر والصواريخ في دمار واسع في العاصمة.
وفي البصرة تهدمت جدران منزل وتدفقت الدماء مع مياه الصرف الصحي. وقال أقارب إن سبعة أشخاص قتلوا فيما يعتقد أنه هجوم جوي.
وقال متحدث باسم القوات البريطانية إنه لم تشن غارات جوية أمس السبت لكن كانت هناك غارات في الأسبوع المنصرم.
وتحتاج الغارات الجوية قوات أمريكية أو بريطانية على الأرض لتوجيهها في مؤشر على تنامي مشاركة القوات الغربية في القتال في عملية تقودها القوات العراقية إلى الان. ولا تزال قوة بريطانية قوامها 4100 جندي انسحبت من البصرة في ديسمبر كانون الأول الماضي في قاعدة خارج المدينة.
وساعد الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في عام 2004 في تنصيب المالكي في السلطة بعد الانتخابات في عام 2005 لكنه انشق عليه في العام الماضي,وأعلن في أغسطس آب الماضي وقفا لإطلاق النار امتدحه قادة عسكريون أمريكيون لكنه ظل مناهضا للأمريكيين.
وفي مقابلة نادرة جرى تسجيلها قبل اندلاع العنف في الأسبوع الماضي قال الصدر لتلفزيون الجزيرة انه يناشد جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة بالاعتراف بشرعية المقاومة.
وقال صلاح العبيدي أحد كبار مساعدي الصدر الذي كان يتحدث عن مقابلة مع السيستاني إن السيستاني دعا إلى حل سلمي.
ولا يتدخل السيستاني اطلاقا تقريبا في السياسة لكن أراءه إذا أعلنت تحظى بأهمية خاصة بين الشيعة في الحركة التي يتزعمها الصدر ولدى الأحزاب السياسية التي تؤيد المالكي.
ورفض متحدث باسم السيستاني في بيروت التعليق على ما إذا كان السيستاني مشاركا في أي مبادرة لوقف القتال. رويترز