> هراري «الأيام» سوزان نجانجي :
ورفض الرئيس موغابي بطل استقلال المستعمرة السابقة روديسيا البريطانية والذي يحكم زيمبابوي منذ 1980 بعد ادلائه بصوته في هراري، اتهامه بالتزوير من قبل معارضيه.
وقال موغابي للصحافيين "ليس من عادتنا تزوير الانتخابات (...) ضميري لن يدعني استريح اذا مارست اي غش".
الا ان فريقا من المراقببين الافارقة اعرب منذ أمس السبت عن "قلقه الشديد" بعد اكتشاف الاف الناخبين الوهميين في دائرة شمال هراري.
واغلقت بعض صناديق الاقتراع في الموعد المقرر بعد 12 ساعة من بدء التصويت في الساعة 7:00 (5:00 ت غ) في حين بقيت مكاتب اخرى مفتوحة الى حين انتهاء جميع الناخبين الموجودين فيها من وضع بطاقاتهم.
وكان امام الناخبين البالغ عددهم 9،5 ملايين 12 ساعة للادلاء باصواتهم.
ولم يتخلل الانتخابات سوى حادث وحيد تمثل في القاء قنابل حارقة على منزل مرشحة للحزب الحاكم في بولاوايو ثاني كبريات مدن زيمبابوي ليل الجمعة السبت ما ادى الى تهشم بلور نوافذ دون التسبب في اصابات.
ويبدو ان المشاركة كانت ضعيفة في بعض مناطق البلاد ومن بينها بولاوايو وفقا لمراقبين انتخابين في حين لم يتسن الحصول على اي رقم رسمي مع اغلاق المكاتب.
وموغابي الذي يبلغ من العمر 84 عاما يواجه زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي رئيس حركة التغيير الديموقراطي ووزير المالية السابق المنشق عن حزب الرئيس سيمبا ماكوني اللذين يراهنان على الوضع الاقتصادي الكارثي للبلاد للاطاحة بحكم موغابي.
وردا على سؤال حول فرص الفوز في هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية والتي تشمل ايضا اعضاء مجلس الشيوخ، قال موغابي "سننتصر وسنفوز".
من جانبه ندد تسفانجيراي بوجود "مليون ناخب وهمي في مقاطعة اوزومبا-مارامبا-بفونغوي (شمال) و33 مكتبا انتخابيا وهميا في مقاطعة ماشونالاند (وسط)".
ورغم ذلك اكد تسفانجيراي ثقته في الفوز في الاقتراع. وقال لصحافيين بعدما ادلى بصوته في مدرسة ابتدائية في هراري ترافقه زوجته، ان "النصر مضمون رغم محاولات النظام زعزعة ارادة الشعب".
من جانبه اعتبر ماكوني انه يملك "فرصا جيدة جدا" للفوز،ولم يتم تنظيم اي استطلاع للآراء خلال الحملة الانتخابية.
والرهان الاساسي في هذه الانتخابات هو اعادة بناء الاقتصاد المنهار، اذ بلغت نسبة التضخم مستويات خيالية بارتفاعها اكثر من مئة الف بالمئة، بينما زادت نسبة البطالة عن ثمانين بالمئة وفقدت المواد الاساسية من المتاجر.
وقال ماتياس شيموتسي الذي وصل قبل ساعات من فتح مكتب للاقتراع في احد ضواحي هراري لوكالة فرانس برس "انا هنا لاني جائع".
وقال انه سيصوت لمصلحة "الرجل ذي الوجنتين المكتنزتين" تسفانجيراي.
في المقابل، فان ادنا مانياما وهي ام تعاني من البطالة قالت انها تفضل "منح فرصة اخرى للرئيس (موغابي) لاصلاح الوضع".
ويقول منتقدو النظام ان التدهور الاقتصادي الكبير الذي تشهده زيمبابوي التي كانت تعد "خزان" حبوب افريقيا الجنوبية، يعود الى نظام الاصلاح الزراعي التي تم اعتماده بشكل متسرع في 2000 حيث تم توزيع الاراضي على مقربين من النظام ومزارعين صغار يفتقرون للخبرة والتجهيزات.
اما موغابي فيعتبر ان السبب يعود الى العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده منذ انتخابات العام 2002 التي اعتبرت مزورة. وقد ركز حملته على رفض القوة الاستعمارية السابقة وحلفائها الذين يتهمهم بالرغبة في تحديد مستقبل البلاد.
ورفض النظام حضور مراقبين اوروبيين واميركيين ودعا مجموعة التنمية في افريقيا الجنوبية والاتحاد الافريقي والدول الصديقة.
ولا يتوقع ان تنشر نتائج الانتخابات قبل الاحد. وسيتم تنظيم دور ثان لهذه الانتخابات بعد ثلاثة اسابيع في حال لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة. (أ.ف.ب)