> «الأيام» مختار مقطري:
هذا الشاعر أحبه، لأنه يسعدني بشعره ويبكيني بشعره، ففي شعره نور، وفي شعره نار عطر، وجمر أمنيات وأحزان، وهو شاعر يكتب الشعر ليستريح، لكنه لايستريح، فلو كف عن كتابة الشعر يوما لنسي كيف الشعر، لذلك فهو دائم البحث عن القصيدة، القصيدة التي تشجيه وتسحقه، تقتله، وتحييه، وتفجره ليفجرها، وتكتبه ليكتبها، لأنه هو القصيدة والقصيدة هو، هي حزينة ومتفائلة وساخرة، وهو كقصيدته حزين ومتفائل وساخر، هي ابنته وهو ابن حوطة لحج المحروسة بكل تناقضاتها المدهشة، تاريخها وحاضرها، شقائها ونعيمها ثباتها وانهيارها، فلَّها وشوكها، تعاسة أبنائها وولعهم بالشعر والغناء، شغفهم بالحلوى والمرارة في ألسنتهم، يجوعون ويشبعون، يبكون ويرقصون، أشجار (الحسيني) الظمآنة، والسيول المتدفقة، صبوات القمندان، وهزائم عاشق معدم، تبر وتراب، وبيوت من الطين تتصارع على المكان، كل شيء في هذه الحوطة جميل وكئيب، إلا الشعر و(الهاجر) والغناء وبيارق (سفيان)، فإذا أردت الاطلاع عن قرب وأردت أن تضحك وتبكي، فاستمع لعارف كرامة وهو يقرأ شعره (اللحجي) الذي لم يسمعه (القمندان)، ولأن كرامة يجمع صوره ومعانيه من صبر والوهط والمحلة والشظيف والخداد والحمراء وطهرور والعند، وترسل إليه من عقان ودكيم، فهي ألذ من (المقصقص) و(خمير الموفا) وأطعم من (القرمش والمضروب) وأعبق من البخور والخضاب، وهي أيضا أقسى من صخور (بلا)، وأوجع من أشواك قنفذ شجاع قلب برميلا في (كرش)، وأعتى من سحائب الغبار القادمة من الشمال. كل ذلك لأن كرامة يبحث في كل (مخرط) عن قصيدة، وفي كل (عبر) عن قصيدة وفي كل (ضمد) و(ثلح) وداخل كل (موفا)، وقبة كل ولي، وداخل عيون البسطاء الراضين الساخطين القانعين اليوم بأمر الله، الخائفين غدا من أمره، لذلك يكتبها بألسنتهم لينقشها على شغاف قلوبهم، فمن قال إنه متأثر بالأبنودي والأخير عرفناه في غراميات فلاح (مودرن) يقرأ أو يكتب وتغلب عليه الميوعة وهو يسأل (عدوية) عن اسمها ويقسم ألا يركب البحر ليصطاد رزقه وقوته إلا (ومعايا عدوية) ويتمنى من الشمس (ماتحماشي) غير عابئ بخطر ذلك على الطبيعة وعلى النظام الكوني، كرامة شاعر فلاح حتى العظم وحتى القلب المدفون في القصيدة، وهو أيضا العامل البسيط والموظف والمثقف والمتحرر من الأمية، والعاشق والعاجز عن الحب، يدخل كل الحواري وكل البيوت لينقل إلى قصائده أحزان النساء وثكلهن، ولهفة النار في (موافيهن)، وشوقهن في (المجمرة والمكحلة)، وهمسات الفل الفاضحة على صدورهن.. كل ذلك وغيره الكثير ينقله كرامة إلى شعره من البيوت والسوق والمخارط والأطيان الشامتة (بالحسيني)، لينظمه بلهجة لحج الأصيلة، بكل ما فيها من مرح وحيوية وخفة ظل وقدرة على الإيجاز البليغ، وهي لهجة صناعة، كثير من مفرداتها من ألسنة الجيل الجديد، هذه اللهجة البسيطة المجهول مخترعها الأول يحولها كرامة إلى شعر زاخر بالدهشة والجمال، لأنه فنان ومثقف وشاعر مقتدر، كما وصفه الشاعر القدير عبدالرحمن إبراهيم، ولأنه يعيش كل عذابات الآخرين، كما يعيش مع عذاباته، ربما لذلك قلل شعر الحب في شعره، ولأن قصائد كرامة ألذ للمتلقي حين يقرأها كرامة أتمنى لو قام بنشرها عبر الكاسيت والسي دي، وأتمنى على اتحاد أدباء لحج الاحتفاء بهذا الشاعر والمساعدة على نشر شعره بوسيلة ممكنة لتصل لكل الناس في لحج وخارجها.
مساء الخميس الماضي 20/3 كان منتدى (الباهيصمي) الثقافي في عدن موفقا إلى حد كبير باستضافته عارف كرامة لتكريمه في فعالية رائعة حضرها من لحج عدد من زملاء الشاعر، وغابت عنها أسماء بارزة من مثقفي وأدباء لحج، وفيها قرأ كرامة عددا من قصائده الجمرات، اخترت منها مايلي من قصيدة طويلة.. طويلة.. لكنها رائعة.. رائعة!!، لعل ما اخترته منها ينصفني لدى القارئ فيما قلته عن كرامة.. لكن من الأهمية الإشارة إلى تألق الفنان الجميل محمد محسن فيما قدمه من أغنيات، ومحمد فنان خبير ومخضرم لم يحظ بفرصة كبيرة حتى الآن رغم صوته العذب وأدائه المتميز بإحساسه بما يغني وبما يضيفه على الأغنية من عصارة روحه وثمالة مشاعره، وبعد أدائه في الفعالية لأغنية محمد باسويد (قصة) قال له الشيخ عبدالقادر باقشم: «لقد غنيت الأغنية بأسلوب أفضل من صاحبها». والآن إلى هذه المختارات من قصيدة عارف كرامة الطويلة.. الطويلة.. الرائعة.. الرائعة عن لحج:
«صباح الخير أم الضيف والمسكين.. وطيب العيش والملبس.. وذي بالله محروسة/ صباح الخير.. سر الفرح والعيدين.. فيش القلب يتمسمس/ رضاه الله ومأنوسة/ صباح الخير ياكحلا رموش العين.. عيونش هندية نُفَّس/حليوة جم نعنوسة». «صباح الخير مامهدي وحدادي/ وشيخ الفقه ذي درَّس/ دروس بانت ومحسوسة/ صباح الخير أم أهلي وأولادي/ وحال القلب لا وسوس/ ذكر أحلام ميؤوسة». «صباح الخير ياعيشي ويازادي/ خصاري والكِسَر يبَّس/ وفاقة نفس معلوسة/ مساء الخير يافرشي ووسَّادي/ نسيم الصدر والمنفس/ مناخ القلب تضروسه/ صباح الخير أم الفل والكادي/ رحم ربي الذي غرَّس/ تراب أرضش وفردوسه/ مساء الخير أم السيل والوادي/ نصيف الليل ولانسنس/يرد روحي بنسنوسه». «صباح الخير دنداحة.. وفرحة حبها الصبيان/ مساء الخير صداحة.. على صوت الطرب والدان/ صباح الخير تفاحة.. كماها في ربى لبنان/ صباح الخير ياداحة.. تصارع دفة الموجان/ صباح الخير أواحة.. بها قلب الولع تعبان/ صباح الخير لُمباحة.. على امرجاع وام صبحان».
«صباح الخير يامعقم.. يغازل عورة الوديان/ صباح الخير يامهرم.. وبيرق يشنف الآذان/صباح الخير يامحلم.. طحين بارك على الطحان/ صباح الخير ذي علم.. وقاضينا فقيه نخلان.. صباح الخير يامعدم.. بلا راتب ولادكان/ صباح الخير.. ندم في دم.. لذي ماتوا من الشبان». «صباح الخير يامطلوب.. مالحلح صباح أو بان/ صباح الخير لازم دوب.. مقصقص شاهيه فنجان/ صباح الخير يامرغوب.. وقرمش بيت آل عيدان ..صباح الخير يامضروب .. مخاوي والهرس ألوان/ صباح الخير يامجذوب.. نثر كرشه من الطعان/ صباح الخير ع المتعوب.. على السالي وللحردان». «صباح الخير يامزاحم.. ويا أحدب ويا سفيان/ صباح الخير بلقاسم.. مساوى أحمد وبن علوان/ صباح الخير للقايم.. وذي عمره وني مرضان/ صباح الخير يافاهم.. وطول العمر مش فهمان/ صباح الخير يانادم.. على اللي قد حصل أو كان/ صباح الخير ياقادم.. وحامل راية الأوطان».
مساء الخميس الماضي 20/3 كان منتدى (الباهيصمي) الثقافي في عدن موفقا إلى حد كبير باستضافته عارف كرامة لتكريمه في فعالية رائعة حضرها من لحج عدد من زملاء الشاعر، وغابت عنها أسماء بارزة من مثقفي وأدباء لحج، وفيها قرأ كرامة عددا من قصائده الجمرات، اخترت منها مايلي من قصيدة طويلة.. طويلة.. لكنها رائعة.. رائعة!!، لعل ما اخترته منها ينصفني لدى القارئ فيما قلته عن كرامة.. لكن من الأهمية الإشارة إلى تألق الفنان الجميل محمد محسن فيما قدمه من أغنيات، ومحمد فنان خبير ومخضرم لم يحظ بفرصة كبيرة حتى الآن رغم صوته العذب وأدائه المتميز بإحساسه بما يغني وبما يضيفه على الأغنية من عصارة روحه وثمالة مشاعره، وبعد أدائه في الفعالية لأغنية محمد باسويد (قصة) قال له الشيخ عبدالقادر باقشم: «لقد غنيت الأغنية بأسلوب أفضل من صاحبها». والآن إلى هذه المختارات من قصيدة عارف كرامة الطويلة.. الطويلة.. الرائعة.. الرائعة عن لحج:
«صباح الخير أم الضيف والمسكين.. وطيب العيش والملبس.. وذي بالله محروسة/ صباح الخير.. سر الفرح والعيدين.. فيش القلب يتمسمس/ رضاه الله ومأنوسة/ صباح الخير ياكحلا رموش العين.. عيونش هندية نُفَّس/حليوة جم نعنوسة». «صباح الخير مامهدي وحدادي/ وشيخ الفقه ذي درَّس/ دروس بانت ومحسوسة/ صباح الخير أم أهلي وأولادي/ وحال القلب لا وسوس/ ذكر أحلام ميؤوسة». «صباح الخير ياعيشي ويازادي/ خصاري والكِسَر يبَّس/ وفاقة نفس معلوسة/ مساء الخير يافرشي ووسَّادي/ نسيم الصدر والمنفس/ مناخ القلب تضروسه/ صباح الخير أم الفل والكادي/ رحم ربي الذي غرَّس/ تراب أرضش وفردوسه/ مساء الخير أم السيل والوادي/ نصيف الليل ولانسنس/يرد روحي بنسنوسه». «صباح الخير دنداحة.. وفرحة حبها الصبيان/ مساء الخير صداحة.. على صوت الطرب والدان/ صباح الخير تفاحة.. كماها في ربى لبنان/ صباح الخير ياداحة.. تصارع دفة الموجان/ صباح الخير أواحة.. بها قلب الولع تعبان/ صباح الخير لُمباحة.. على امرجاع وام صبحان».
«صباح الخير يامعقم.. يغازل عورة الوديان/ صباح الخير يامهرم.. وبيرق يشنف الآذان/صباح الخير يامحلم.. طحين بارك على الطحان/ صباح الخير ذي علم.. وقاضينا فقيه نخلان.. صباح الخير يامعدم.. بلا راتب ولادكان/ صباح الخير.. ندم في دم.. لذي ماتوا من الشبان». «صباح الخير يامطلوب.. مالحلح صباح أو بان/ صباح الخير لازم دوب.. مقصقص شاهيه فنجان/ صباح الخير يامرغوب.. وقرمش بيت آل عيدان ..صباح الخير يامضروب .. مخاوي والهرس ألوان/ صباح الخير يامجذوب.. نثر كرشه من الطعان/ صباح الخير ع المتعوب.. على السالي وللحردان». «صباح الخير يامزاحم.. ويا أحدب ويا سفيان/ صباح الخير بلقاسم.. مساوى أحمد وبن علوان/ صباح الخير للقايم.. وذي عمره وني مرضان/ صباح الخير يافاهم.. وطول العمر مش فهمان/ صباح الخير يانادم.. على اللي قد حصل أو كان/ صباح الخير ياقادم.. وحامل راية الأوطان».