تشديدالاجراءات الامنية بمناسبة زيارة بوش يثير غضب سكان كييف

> كييف «الأيام» ستيفان كورشاك :

>
وصل الرئيس الامريكي جورج بوش والوفد المرافق له أمس الأول الإثنين إلى العاصمة الاوكرانية كييف التي تتسم عادة بالهدوء في زيارة رسمية كانت في الاعم الاغلب مناسبة لالتقاط الصور.

وأدت زيارة الزعيم الامريكي التي تستغرق 18 ساعة إلى إصابة مظاهر الحياة في جميع ضواحي كييف بالشلل والتسبب في معاناة عشرات الالاف من سكان المدينة الامر الذي خلق المزيد من الاعداء في الجمهورية السابقة للرئيس الامريكي الذي ليست له شعبية هناك بالفعل.

فقد شكا سيرهي بوفوروتنيك وهو بائع متجول قائلا "إن الامر أشبه تماما بما كان يحدث إبان الشيوعية فالشرطة تنتشر الان في كل مكان وصرنا نحن سكان كييف ممنوعين من الخروج في مدينتنا".

وأردف يقول: " لا تنسى أن (الزعيم السوفييتي السابق ليونيد) بريجنيف أشعل الحرب في أفغانستان وكذلك فعل بوش. إن كل الدول الكبرى متشابهة" وكرر انتقاد الاوكرانيين لبوش.

وبالفعل تعد الاجراءات الامنية من أجل حماية الرئيس الامريكي الثالث والاربعين أثناء زيارته القصيرة لاوكرانيا غير مسبوقة وتضارع بل وتفوق الاحتياطات الامنية التي كان يطلبها جهاز المخابرات السوفيتية كي جي بي الرهيب للزعماء السوفييت .

وكانت الشرطة في مدينة كييف قد حذرت المواطنين قبل زيارة بوش وبجدية تامة من عدم المغامرة باعتلاء أسطح المباني الكائنة في وسط المدينة لان "الامريكيين سيصلون ومعهم قناصتهم وسيطلقون النار على أي شخص يتواجد بالقرب من الرئيس وفي يديه أي شئ أشبه بالسلاح".

وحشدت السلطات ما يربو على خمسة آلاف من رجال الشرطة السرية الاوكرانية لحماية بوش وحفظ النظام,وهذا العدد من رجال الامن يفوق بمقدار الضعف عدد أفراد الامن الذين خصصوا لتأمين زيارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في عام 2000 وزيارة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2001 .

لكن الجانب السار الوحيد في هذا الوجود الامني المكثف من جانب الشرطة الاوكرانية حسبما يقول قادة السيارات المحليون يتمثل في اختفاء شرطة المرور البغيضة من الشوارع حيث منحوا نهار اليوم أجازة قبل وصول بوش في المساء.

ويشمل برنامج الرئيس الامريكي أمس الثلاثاء لقاءين فقط مع سياسيين محليين وكلاهما لا يبعد مكتبيهما عن فندق "حياة" سوى 15 دقيقة سيرا على الاقدام.. لكن بوش سيذهب إلى هناك في قافلة من السيارات المصفحة قاطعا حركة المرور في الشارع الرئيسي في كييف وهو شارع خاريشتشاتيك .

وخصص الجزء الاكبر من برنامج زيارة بوش لكييف والتي تستغرق ست ساعات لتناول الغذاء الرسمي مع الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو وزوجته الجذابة الشقراء والمولودة في شيكاغو إيكاتيرينا وسط طالبات يجيدن الانجليزية بالمدرسة الاعدادية رقم 57 بكييف وذلك مع خلفية تليفزيونية رائعة حيث تظهر كاتدرائية القديسة صوفيا التي ترجع إلى القرن الحادي عشر وسط السماء الصافية.

ومن منطلق الخوف من تولد أي انطباع خاطئ حظر المسئولون بالمدارس على الطالبات ارتداء تنورات قصيرة ووضع مساحيق تجميل أثناء زيارة بوش.

هذا القيد بالنسبة لغالبية الشابات في كييف اللائي يحرصن على الجمال وخطوط الموضة يضاهي تقريبامنع طالبات المدارس الثانوية في الولايات المتحدة من إرتداء بنطلونات الجينز الزرقاء اللون.

ولم يجف بعد الدهان على أجهزة التمارين الرياضية كما تم رش أرضيات المدرسة بالرمال وإزالة العبارات الفاضحة المكتوبة بشكل عشوائي على الجدران الخارجية وجرى تنظيف الستائر وإعادة تعليقها بالمدرسة بعد ظهر يوم الاحد الماضي.

لكن هناك عبارات مكتوبة بحروف ضخمة على جدار مسرح "مولودوي" القريب لم تمس حيث تم نسيانها أو ربما يكون بسبب أن هذا الجدار يقع خلف المدرسة أي في مكان لن يسير فيه بوش.

وقالت طالبة لصحيفة سيهودنيا: "لقد سئمنا منهم. لقد كان يأتي إلينا هنا (دبلوماسيون) أمريكيون كل يوم ويسألون في كل كبيرة وصغيرة. لم أعد أطيق الانتظار حتى ينتهي هذا الامر". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى