كور سعيد عوض..

> «الأيام» علي محمد يحيى :

> ذاك الذي قبل تراب الوطن!!.. ماذا نحن له صانعون؟قرأت بأسى شديد ما نشرته «أيامنا» الغراء على صفحتها الثالثة من عددها 5351 ليوم الأحد 16 مارس من خبر عن الحالة الصحية لشاعرنا الشعبي الكبير كور سعيد عوض وبأنه طريح الفراش منذ ما يجاوز الشهرين وأن «الأيام» الوفية لأهلها قد هاتفته للسؤال عن صحته وما يعانيه فأفادها عن آلام مبرحة في عنقه أثرت على حرك يديه وساقيه.

هذا الإنسان الكبير الذي نذر شعره وأدبه مثلما وهب حياته لأرضه ووطنه لم يشتك يوماً لغير الله سبحانه وتعالى بل سلّم أمره له ولم يدرك أحد أنينه الصامت من أهل بلاده وأرضه القاصي منهم والداني!

أليس هو القائل:

لو خيروني بلاد الأرض قاصي وداني

ما أرض سواها بديل

مالي سواها وطن والدهر مهما جفاني

صبري عليها جميل

وألم يقل أيضاً:

لها وفائي لها شعري وشدو الأغاني

شروقها والأصيل

أعيش في اسمها وإن مت ذكره حيّاني

في كل موقف جليل

أهوى سماها وزرقة بحرها والمواني

أهوى هواها العليل

أهوى ثراها المشجّر بالأمل والأماني

وبالعنب والنخيل

فمن ذا الذي يمد له يد الأمل بعد أن سمعنا نداءه غير المعلن حين أجاب عن مهاتفة «الأيام» بأنه ممتثل لأمر الله سبحانه وتعالى.. نعم.. ونعم بالله.. ولكن أليس من واجبنا ومن حقه علينا أن نتلافى الحرج الذي طالنا من أعالي رؤوسنا إلى أخماص أقدامنا حين تركناه كل هذا الوقت يئن ويرزح تحت أهوال المجهول ولم يدنُ أحد من باب بيته ليسأل عنه، وعن ما أصابه من ويلات المرض، وهو العزيز النفس الدمث الخلق الذي كبرت عنده وعزت عليه نفسه كما هي حاله بأن يستصرخ الناس راجياً متوسلاً بأن يشفقوا عليه - الجهات الرسمية وغير الرسمية - كي تهب لنجدته قبل أن تستفحل عنده حالته.. فلم يجد إلا أن يترك أمره وخياره لرب العالمين.

أرجو يا هؤلاء أياً كنتم.. ارجعوا إلى تاريخ هذا الرجل ونضالاته ومبادئه وقيمه.. وماذا قدم لهذا الوطن وهذه الأرض ولأجيالها ولناسها سواء أكان مربياً يخشع لمودته كل من تلقى العام منه وتربى على يديه أو أديباً وشاعراً اهتزت له كل مشاعرنا وعواطفنا التي ألهبها حماسة وثورة قبل الاستقلال لجنوب اليمن وبعده.. فماذا خسر وماذا كسب؟.. انظروا إلى دار سكناه وإلى سبل عيشه المتواضعة البسيطة ثم حكّموا ضمائركم قبل أن تنطقوا بحرف واحد.. وإياكم ونحن من التسويف والمماطلة.. خذوه بين أحضانكم وعلى كفوف المودة والوفاء عرفاناً بجميل ما أعطى وبذل حين كان قادراً، وقبّلوه على جبينه وأسعفوه مما هو فيه.

وتذكروا أنه القائل:

كل شاعر هنا من بعد موته يُكرّم

وإن بقي حي إلا الله يعلم بحاله

وإن توفى يجوا له ألف في ألف مهتم

يحضرون الصحف واحزابهم والوكاله

يرقعوا فجرة الغفلة بهمة مهندم

أو قصيدة رثاء من بعد ما شد رحاله

يرحم الشاعر الشعبي إلاه المعظم

يرحم الله «بن حابر» ويلهم عياله

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى