> تمَّ تمثيل لحج في الخمسينات بثلاث فرق رياضية لعبت تحت إطار الجمعية الرياضية العدنية وهي: الاتحاد اللحجي ، الوحيد الرياضي، ونادي الجنوب،وكان الأول والثاني يلعبان ضمن دوري الفرق الأولى، أما الأخير فقد ظل يلعب ضمن فرق الدرجة الثانية، وعلى الرغم من النتائج، إلا أن لحج لم تنل حظها من البطولة سوى مرة واحدة، وهي فوز فريق (الاتحاد اللحجي) ببطولة كأس جمعية عدن الرياضية (بردجستون) في عام 1961م، حيث كان الصعود لهذه الفرق يصل في بعض الأحيان إلى ما قبل النهائي بمبارة واحدة، ثم تأتي النتيجة مخيبة لكل الآمال، وكان الرياضيون وحدهم الذين كانوا يدفعون الثمن، وجرت المحاولات في تأطير لاعبي الناديين (الاتحاداللحجي والوحيد) ولو في إطار دوري جمعية عدن الرياضية -لعل وعسى- مع إبقاء الكيانين كل على حدة في لحج.

غير أن النوايا لم تكن حينها قد تحسنت، ولا الأفكار وقتها قد نضجت، وظلت إدارتا الناديين في اتصال مستمر دون جدوى، وكان لا بد على الرياضيين هنا أن يتبنوا قضيتهم، وجرت الاتصالات بينهم بعيدا عن أنديتهم، إضافة إلى وقوف عدد من المخلصين للحركة الرياضية للأخذ بأيديهم، وجمع شمل عدد منهم، وتمَّ تكوين فريق خارج عن إطار الأندية المعترف بها، حيث أطلق على الفريق (فريق الوحدة الرياضي)، والتفت الجماهير حول هذا الفريق على الرغم من أن مقره ومكان تواجد لاعبيه وكراته وملابسه التي جمعها حينها من التبرعات كان في دكان (محمد المرش) رحمه الله، والذي كان يقع في الشارع الرئيسي بالحوطة، وقد لعب الفريق حينها عدة مباريات ودية في ملاعب عدن وعدن الصغرى.

إنها لمحة من عدة لمحات رياضية تاريخية لنجوم لمعوا في مرحلة من مراحل نمو الحركة الرياضية في لحج، ولكن ذلك النمو لم يكتب له البقاء، وهذا يرجع سببه إلى أن السلطات الحاكمة في لحج حينها كانت تدرك من أن ذلك التجمع إنما يشكل خطرا لا بد من القضاء عليه في مهده.

كتب/ أحمد صالح عيسى