بوتين لحلف الأطلسي..دعونا نصبح أصدقاء

> بوخارست «الأيام» رويترز :

>
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلف شمال الأطلسي للعمل من أجل التوصل لحل وسط بشأن نزاعات حول التوسع ومراقبة الاسلحة ونظام دفاعي صاروخي خلال قمة ودية لوداعه أمس الجمعة.

وأقر بوتين بأن "عودة روسيا قوية ومستقلة للحياة" خلال الأعوام الثمانية التي أمضاها في الحكم لم تجعل العلاقات أسهل لكنه قال إن خلفه ديمتري ميدفيديف يملك فرصة لبناء العلاقات.

ولم يسفر اجتماع استمر 90 دقيقة مع الرئيس الامريكي جورج بوش وزعماء آخرين في حلف الأطلسي عن تحقيق انفراج يذكر بشأن النزاعات على قضايا مثل كوسوفو والدرع الصاروخية الامريكية التي تسببت في تدهور العلاقات إلى مستوى ما بعد الحرب الباردة.

ورغم أن بوتين جدد معارضة روسيا الشديدة لخطط الحلف للتوسع بوصفها خطرا محتملا فقد كانت لهجته مختلفة للغاية عن الانتقادات اللاذعة التي وجهها لواشنطن وحلفائها على مدى العام الماضي.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي "دعونا نصبح أصدقاء...ونكون صرحاء ومتفتحين" مضيفا أن نشوب حرب باردة أخرى بات أمرا مستحيل.

وهذه هي أول مرة منذ ستة أعوام يدعو فيها زعماء حلف الأطلسي بوتين لقمة وتأتي قبل شهر من تسليمه السلطة لميدفيديف.

وسيستضيف بوتين غدا السبت بوش الذي اقتربت فترة حكمه أيضا من نهايتها في فيلته بمنطقة سوتشي على البحر الأسود لبحث أفكار الولايات المتحدة بشأن "إطار عمل استراتيجي" لمعاهدة أمنية محتملة يود بوش أن يتركها كتراث عن فترة حكمه.

ونسب مسؤول أمريكي إلى بوش قوله لبوتين "نحن حصانا حرب قديمان وكلانا يستعد للتنحي عن منصبه."

وأضاف المسؤول أن بوش عبر عن امتنانه لقول بوتين إن روسيا شعرت بأن واشنطن تنصت لمخاوفها الأمنية بشأن خططها لنشر درع أمريكية مضادة للصواريخ.

وأقر بوش من جانبه "بأن أمامنا المزيد من العمل لإقناع الشعب الروسي بأن حلف شمال الأطلسي ليس تهديدا لكنه أداة للتعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين."

وقال الامين العام لحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر خلال مؤتمر صحفي "لا أستطيع القول إننا توصلنا لانفراجات هائلة هذا الصباح."

لكنه أضاف "المحادثات جرت بروح إيجابية."

ودعت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل إلى عقد اجتماعات بشكل أكثر انتظاما مع الزعيم الروسي وقالت "حلف شمال الأطلسي ليس ضد أي شخص وقطعا ليس ضد روسيا. روسيا شريك."

وقال بوتين وميركل إن من المفترض التوصل لحل بشأن معاهدة مؤجلة للحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا. وعلقت موسكو مشاركتها في المعاهدة قائلة إن شروط المعاهدة التي أبرمت مع الاتحاد السوفيتي المنهار ليست منصفة بالنسبة لها.

ولم يجرؤ كثيرون على التكهن بأجواء قمة الوداع بعد أن تعهد حلف الأطلسي بأن تنضم أوكرانيا وجورجيا وهما من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة لصفوفه دون وضعهما على مسار فوري للانضمام.

وتم التوصل لهذا الحل الوسط يوم أمس الأول بعد أن رفضت ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أصغر دعوات الولايات المتحدة لعرض خطة عمل العضوية على البلدين قائلين إنهما ليستا مستعدين بعد ومشيرين إلى مخاطر زيادة التوتر مع روسيا.

وكرر بوتين مخاوف روسيا القائمة بشأن عزم الحلف التوسع شرقا وقال إن موسكو ستعتبر قيام أي تكتل عسكري قوي على حدودها الغربية "تهديدا مباشرا".

وقال مشاركون في القمة إن بوتين دعا الحلف خلف أبواب مغلقة لوضع 17 مليون روسي يعيشون في أوكرانيا ولاسيما في منطقة القرم في حسبانه وقال إنها بلد مركبة.

كما قال إن جورجيا ليست بحاجة لعضوية الحلف بل للحوار لحل مشاكلها مع الأقاليم المنشقة عنها.

وسعى رئيس اوكرانيا فيكتور يوشينكو الى طمأنة روسيا الى ان جهود بلاده للانضمام إلى حلف الاطلسي ليست موجهة ضد موسكو.

وقال في جلسة عقدت في وقت سابق في العاصمة الرومانية بوخارست "دولتنا لها الحق كاملا في ان تختار طريق التنمية وحماية امننا ومصالحنا. ومصالحنا ليست موجهة ضد أي دولة اخرى."

ووقع الحلف وروسيا معاهدة نقل بري تسمح للحلف بتسليم إمدادات لا تصنف بأنها خطيرة إلى الجنود في أفغانستان عبر أراض روسية. لكن المعاهدة لم تتضمن نقل الجنود أو ترتيبات النقل الجوي كما كان يريد الحلف.

واعتبر زعماء غربيون المحادثات سبيلا لتقييم مدى السيطرة التي يعتزم بوتين الاحتفاظ بها بمجرد تولي ميدفيديف الرئاسة الشهر المقبل وتولي بوتين رئاسة الوزراء.

وعندما سئل بوتين إن كان يشعر بالاسف لانه سيغادر منصبه قال إنه " يتطلع لإزاحة هذا العبء" عن كاهله.

وقال "خلفي رجل مستنير. ستمضون وقتا مثيرا برفقته."

(شاركت في التغطية جوستينا باولاك وديفيد برونستروم) (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى