على هامش اختتام ندوة الاختلالات الوراثية وتشوهات الأجنة.. مشاركون يتحدثون لـ «الأيام»:الجنين المشوه في بطن الأم هل توجد له حقوق وهل يجوز إنهاء حياته وهل ذلك من حقنا

> «الأيام» نبيل مصطفى مهدي:

> على هامش فعاليات الندوة العلمية حول (الاختلالات الوراثية وتشوهات الأجنة وتأثيرها الأخلاقي على الأسرة والمجتمع) التي نظمتها كلية الطب والعلوم الصحية ومركز المرأة للبحوث والتدريب جامعة عدن، بالتنسيق مع منظمة النساء للعلوم لدول العالم الثالث وجمعية النساء اليمنيات للعلوم والتكنولوجيا، خلال الفترة من 1 - 2 أبريل الجاري، بمشاركة ما يقارب من 40 مشاركا من أساتذة كلية الطب في جامعتي عدن وصنعاء وأطباء وباحثين من منظمات وجمعيات عربية ومحلية.

ناقش المشاركون في الندوة سبعة محاور علمية قدمت خلالها عدد من الأبحاث والأوراق العلمية.

وخرج المشاركون بعدد من التوصيات العلمية تلخص أبرزها في:

- العمل على تأسيس وإنشاء المركز التخصصي للوراثة بكلية الطب جامعة عدن، على أن يحتوي الوحدات المقترحة التالية: وحدة الشفة الأرنبية، وحدة الوراثة الخلوية، وحدة رصد وتحليل البيانات الإحصائية، وإنشاء عيادات الفحوص قبل الزواج وقبل الحمل، مع توصية بإنشائها في المستشفيات المركزية، لنشر الوعي بالأمراض الوراثية.

- إنشاء عيادات متخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تابع لقسم الأطفال في كلية الطب، وإنشاء عيادات متخصصة في التدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

- دعوة الباحثين والباحثات إلى تقديم المشروعات البحثية، وسيقوم مركز المرأة للبحوث في جامعة عدن بالمساعدة في إيجاد مصادر التمويل اللازمة للأبحاث المميزة.

على هامش انعقاد الندوة التقت «الأيام» عددا من الأساتذة والباحثين المشاركين في أعمال الندوة، الذين تحدثوا حول الأهمية العلمية لموضوع الندوة، وما يطمح تحقيقه.

> الأخ أ.د.علي أحمد علي يافعي عميد كلية الطب ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة، تحدث قائلا: «أولا أود أن أشكر جميع من دعم وشارك وعمل على إنجاح هذه الندوة العلمية الهامة، التي ناقشت قضية علمية هامة وجادة، تتطلب جهودا علمية وثقافية مكثفة وجادة لإيصال المعلومة الحقيقية للمجتمع، وأود أن أشير هنا إلى أبرز الأهداف التي حققتها الندوة، والتي ترجمت فعليا بتوصياتها التي نرجوا أن تحظى باهتمام ورعاية القيادة السياسية والحكومة والقيادة المحلية في المحافظة، لما لها من فائدة علمية، لتجنب ومعالجة الكثير من الأمور الصحية التي تهم المجتمع، والتي طرحت في الندوة، فمن أبرز أهداف الندوة، أو يمكن القول المبررات تزايد ظهور التشوهات الجنينية، وعدم وجود إحصائيات دقيقة، ونقص الوعي الصحي والبيئي بالأمراض الوراثية وأثرها، وارتفاع نسبة الزواج من الأقارب في مجتمعنا اليمني، وهذا يلعب دورا أساسيا في نقل مثل هذه الأمراض الوراثية الخطيرة، والآثار السلبية النفسية التي يعاني منها المشوهون وأفراد عائلاتهم، وأثر ذلك في المجتمع».

> د.رجاء عبده علي نائبة عميد كلية الطب، عضوة اللجنة التحضيرية، قالت: «حقيقة إن الندوة نجحت في تعريف مفهوم التشوهات الجنينية والأمراض الوراثية، ودور الهندسة الوراثية، وتوضيح أثر العوامل الوراثية والبيئية في الإصابة بهذه الأمراض، وتوعية المجتمع بمخاطر تشوه الأجنة والعيوب الخلقية، وتشجيع الشباب من الجنسين على الاستشارات الطبية، وأيضا تشجيع البحث العلمي والدراسات الخاصة بالتشوهات الخلقية لإيجاد إحصاءات دقيقة».

> د.مهجت علي أحمد عبده نائبة عميد طب الأسنان بكلية الطب والعلوم الصحية، قالت: «الندوة العلمية ناقشت أمراض الجينات وعلاقتها بالأمراض الحديثة من التشوهات الخلقية للأطفال.. نحن سعداء بانعقاد الندوة في كلية الطب جامعة عدن، خاصة أنها تطرقت لدخول علم الوراثة وعلم البيئة- وهما من العلوم الحديثة- في الخطة الدراسية لتدريب الطلاب.

طبعا اكتشف أن أغلب الأمراض انتشرت بسبب الوراثة، وجسم الإنسان في العالم كله يتشابه، فهو جسم واحد من الله سبحانه وتعالى، وأشير إلى أنه تم مناقشة أوراق كثيرة في الندوة، وعرفنا الكثير عن هذا العلم، ونريد أن نخرج بتوصيات لإنشاء مركز تتم فيه جميع الدراسات والأبحاث التي تضم ما يسمى السجل لجميع المستشفيات الموجودة في محافظات الجمهورية اليمنية. الندوة قيمة، وتواكب الجديد في مجال الطب في العالم، وأهميتها بالنسبة لليمن مثلا، أنها تتعلق بمشكلة زواج الأقارب، وقد اكتشف أن 40% من زواج الأقارب يؤدي إلى نقل الأمراض الوراثية، ونرجوا الخروج بتوصيات فيها إرشادات للناس، ولكن نؤكد على إنشاء مركز توعوي لتوعية الناس ونشر المعلومة الصحية الصحيحة، وتقديم الخدمة».

> د.يحيى سيف سعيد من قسم الولادة بكلية الطب جامعة عدن، وأحد المشاركين، قال: «أتمنى أن تلفت الندوة انتباه المجتمع إلى أهمية المشكلة، وهذا أهم شيء لخلق توعية عند الناس، إن هناك مشكلة، وناقوس الخطر يدق، والناس في كل العالم تتكلم عن ذلك، ولكنها لاتعاني مثلنا، خاصة في مسألة زواج الأقارب، أي لفت نظر الناس إلى ضرورة الاستشارات الطبية قبل الزواج وقبل الحمل، والطب الآن أصبح وقائيا قبل كل شيء، من أجل التخفيف من الآثار السيئة المشار إليها، الشيء الثاني أننا نؤكد على فتح مراكز متخصصة للمشاكل التي يعانيها المجتمع، مثل دراسة الجينات، وحصر المعلومات الأساسية حول تشوهات الأجنة- وهذا غير موجود عندنا- عن طريق فتح السجلات لحصر التشوهات.

أما فيما يخص ما تطرقت له الندوة، وهو تشوهات الأجنة وتأثيرها الأخلاقي على الأسرة والمجتمع، أود أن أشير إلى أحد جوانبها، وهو حول الجنين المشوه في بطن الأم، هل توجد له حقوق وهو في بطن أمه، هل يجوز إنهاء حياته؟ هل ذلك من حقنا؟ من يحق له أن ينهي هذه الحياة؟، من ناحية دينية وأخلاقية، فهناك تشوهات أجنة، وهذه قضايا مترابطة يجب أن يكون لها فتاوى».

> أ.د.محمد عبدالباري القدسي الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، قال: «أود أن أشير إلى أني لاحظت أن هناك مشاركة واسعة وكبيرة في الندوة من قبل الأخوات من الأساتذة والباحثات اليمنيات، وهذا يشعرني بالسعادة، ونحن نحيي المرأة اليمنية على ذلك، ونحيي جهودها وسعيها لتتبوأ مراكز مرموقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، التي تعتبر من مجالات السباق والمنافسة الشريفة.

أما عن الندوة فأشير إلى أن الندوة من خلال عنوانها المتميز اكتسبت أهمية كبيرة، كونها حدثا علميا هو الأول من نوعه في تناول مثل هذا الموضوع، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أشادت بموضوع الندوة، وقدمت دعما متواضعا لبعض من فعاليات الندوة، تأكيدا منها على اهتمامها بقضايا المرأة ودعمها، واعترافها بدور المرأة، ونؤكد لها استمرارنا في الدعم لهكذا مشاريع تقود إلى التميز والإبداع في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

كما أن اللجنة الوطنية تعمل على تذليل كافة الصعاب التي يمكن أن تحول أو تقف حجرا عثرة أمام أي مشروع متميز يمكن أن يستهدف زيادة المعارف العلمية لمجتمعنا اليمني ذكورا وإناثا».

> د.نجوى عبدالمجيد أستاذ الوراثة ورئيسة وحدة بحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز القومي للبحوث في مصر، قالت: «لقد تشرفت بحضور هذه الندوة، وقدمت ورقة عمل فيها مقترحي لهذه الندوة، حيث إن الأمراض الوراثية تمثل عبئا على المجتمع، و10% من المواليد عندهم إعاقات مختلفة، والحقيقة تكلمنا عن الأمراض الوراثية وعن أسبابها وتنوعها، وعن زواج الأقارب، لأن زواج الأقارب في مصر واليمن على مستوى عالٍ جدا، ونسبته عالية، فوضعنا المخاطر التي يمكن أن تنتج عن زواج الأقارب.

رئاسة الجلسة الختامية لندوة الاختلالات الوراثية بكلية الطب
رئاسة الجلسة الختامية لندوة الاختلالات الوراثية بكلية الطب
لاننادي بمنعه، ولكن ننادي بالفحص قبل الزواج، ومن أهم التوصيات التي أطلبها في هذه الندوة إنشاء مركز للوراثة في اليمن في عدن بكلية الطب، وتكون في المركز الفحوص التي تنقص هذا البلد، لأنه لاتوجد فحوص للأمراض الوراثية هنا.. والحقيقة أن المركز القومي للبحوث له باع طويل وخبرة في هذا المجال، ويمكن أن يساعد في دعم الأبحاث وعمل التحاليل والتدريب والتعليم لصغار الباحثين في اليمن، ولي ملاحظة، لقد فوجئت بالمرأة اليمنية تشارك بنسبة عالية جدا، وهذا غير متوقع بالنسبة لي، وبصفتي عضوة في المجلس القومي للمرأة في مصر فقد كنت سعيدة جدا بوجود المرأة بنسبة عالية وتقديم الأبحاث، وأتمنى لها التوفيق».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى