الفنان القدير خالد السعدي لـ «الأيام»:لست راضيا عن نفسي لأني أبحث عن الأفضل دائما

> «الأيام» مختار مقطري:

> آثرت أن يكون الهدف الأول من هذا الحوار مع الفنان المهاجر القدير خالد السعدي أن يتعرف عليه الجمهور اليمني في الداخل، وتحديداً في عدن، ليكتشف - أي الجمهور- أنه أمام فنان عشق اليمن فظلمته اليمن، ومع ذلك فهو يزورها زيارة الابن البار بأمه ويأتي إلى عدن كما يأتي العاشق إلى معشوقته يدفعه الحنين ويقود الاشتياق خطاه إلى مراتع الصبا والفتون.

< هل للأسرة علاقة بالفن ؟

- معظم أفراد الأسرة يتمتعون بمواهب فنية، فمنهم من يعزف على آلة العود ومنهم من يغني ومنهم من يعزف آلات إيقاعية، ولكن ممارستهم للفن تنبع من حبهم للفن فقط وعلى مستوى الأسرة والأصدقاء ولا يفكرون بالاحتراف، حتى أولادي لؤي وصقر يعزفان على آلة العود، ولؤي له بعض الأغاني الخاصة به المسجلة في إذاعة أبوظبي، وهو عازف عود ماهر ، إضافة إلى عمله كمخرج في إذاعة أبوظبي .

< من هم الأساتذة والزملاء الأوائل ؟

- من أساتذتي الذين أفخر بهم على مستوى الوطن العربي موسيقارنا الجميل الأستاذ أحمد قاسم، الذي ربطتني به صداقة عميقة جداً وكان ينزل ضيفاً عليَّ في أبوظبي باستمرار مع زوجته المطربة المحبوبة فتحية الصغيرة، وكذلك المرحوم محمد سعد عبدالله والأستاذ العزيز محمد محسن عطروش، ولا أنسى أبو علي الفنان محمد مرشد ناجي، ومن زملائي الذي غنينا مع بعض كثنائي في الستينات المرحوم أبوبكر سكاريب ثم انفصلنا بعد ذلك وأصبح كل واحد فينا يغني لوحده.

< ما الذي كان يتميز به الفنان في الستينات؟

- الفنان في الستينات كان يتميز بحبه وعشقه للفن «الفن للفن»، ولذلك ترى أغاني الستينات لاتزال عائشة في وجداننا حتى الآن إضافة إلى أنهم جميعاً كانوا يتمتعون بالموهبة، عكس بعض فناني هذه الأيام .

< ما الذي تعلمته من عدن في تلك الفترة؟

- لكوني من جيل الزمن الجميل، تعلمت من عدن احترام الكبار والاستماع إلى نصائحهم المفيدة، وعلى رأسهم الجميل أحمد قاسم الذي كان يأخذني دائماً معه في سهراته لأغني معه بعض أغانيه، وكان يشجعني كثيراً، وكان أول من لحن لي أغنية عن أكتوبر المجيد وسجلتها لإذاعة عدن عام 1969م، كما تعلمت أيضاً حب الآخرين، ومازلت أتمتع بهذا الحب إلى الآن، وهذا من فضل الله عليَّ .

< ما الذي عوضتك به الإمارات عن عدن ؟

- الإمارات بلدي وعدن بلدي، وكل أرض هي أرض الله سبحانه وتعالى، وأنا أعيش في الإمارات مع أهلي وأولادي ورزقي فيها، وبلدك الذي تعيش فيه وترزق فيه هو بلدك، وأنا أعشق دولة الإمارات الغالية لما فيها من أمان واطمئنان واستقرار إضافة إلى أن أبو ظبي تعتبر من أجمل مدن العالم .

< هل مازال الفن موهبة أم صار مهنة؟

- الفن بالدرجة الأولى هو موهبة، فمن لا يكون موهوباً لا يكون فناناً، وهذا الذي كان يتمتع به الجيل السابق، أما الفنانون الحاليون فبعضهم يمارس الفن كمهنة وتجارة بدون موهبة، ومع الأسف ينجحون، وهذا الكلام على مستوى الوطن العربي كله .

< حدثتنا عن أصدقائك من الفنانين الكبار في مصر والبلدان العربية الأخرى ؟

- من أعز أصدقائي من الفنانين في الوطن العربي أحمد مظهر، وهو يعتبر والدي لما تربطني به من علاقة قوية ابتدأت في عام 1967م حتى وفاته، ومن الذين تربطني بهم علاقة قوية أيضا الغالي صلاح قابيل، رشوان توفيق، نجوى فؤاد، محمد نجم، سهير المرشدي، نادية لطفي والفنانة القديمة الجميلة إيمان زوجة فؤاد الأطرش شقيق الموسيقار الكبير فريد الأطرش، ومن لبنان إلياس الرحباني وإيلي شويري وهو أحد أعضاء فرقة الرحابنة وغنَّت له صباح وسميرة توفيق ، ومن سوريا عبدالفتاح سكر، سهيل عرفة، ومن الأردن جميل العاص، وهذه كلها أسماء لامعة، ومن اليمن المرحوم علي عبدالله السمة، أحمد قاسم، ويوسف أحمد سالم هؤلاء هم أقرب أصدقائي.

< المهرجانات التي شاركت فيها ؟

- شاركت في عدة مهرجانات للأغنية في القاهرة منذ عام 1998م حتى عام 2003م سنوياً، واشتراكي في هذه المهرجانات يعتبر فوزاً لي ولبلدي، لأن اختياري من ضمن فناني الوطن العربي والأوروبي للاشتراك في هذا المهرجان بعد الدخول في المسابقات يعتبر نصراً وجائزة لي، أما الجائزة الكبيرة التي تلقيتها فكانت من الفنانة القديرة هند رستم، عندما فاجأتني باتصال هاتفي إلى أبوظبي لتبدي إعجابها بأغنية الحفيد التي غنيتها في أحد المهرجانات، فهذه بحد ذاتها كانت أكبر جائزة لي .

< علاقاتك بشركات الإنتاج والتوزيع الفني؟

- توقفي عن الغناء لمدة عشرين عاماً وربما أكثر جعلني بعيداً عن شركات الإنتاج، ولكن هناك محاولة للعودة مع بعض هذه الشركات قريباً إن شاء الله في مصر .

< هل لاتزال عدن كما تركتها ؟ ما الذي تغير فيها ؟

- عدن جميلة، كانت جميلة ولاتزال جميلة، وستظل جميلة إلى الأبد، جميلة بمبانيها، جميلة بشواطئها الساحرة، جميلة بأهلها، جميلة بالحياة التي فيها، وأعجبني فيها حالياً كثر البنيان والمدن الجديدة .

< موقفك من الفنان الكبير الراحل يوسف أحمد سالم يعد موقفاً إنسانياً نبيلاً .. لماذا يوسف أحمد سالم بالذات ؟

- يوسف أحمد سالم صديق عزيز جداً جداً عليَّ، وتربطني به صداقة قوية وزمالة، وهو الصوت الذي أفخر به، ويعتبر يوسف أحمد سالم صاحب أجمل صوت في اليمن كلها، وهو أستاذي، والذي كان يتمنى أن أعيد تسجيل أغانيه بصوتي طبعاً كل أغانيه، هذا الرجل الجميل لم يرَ يوماً واحداً حلواً في حياته، كل حياته كانت ألماً وحرماناً وتعباً وبؤساً ودموعاً، فهذا الإنسان المحروم من كل متع الحياة، وخاصة السكن الذي لم يعرفه كباقي الناس، حيث كان يفترش الشوارع، ثم نهايته الحزينة التي كانت في ملجأ العجزة، ومرضه كل ذلك دفعني لأن أقف إلى جانب ذلك الصديق الغالي لأجعله يعيش أجمل أيام حياته عوضاً عن ما فاته من حرمان وبؤس، وفعلا وبفضل رب العالمين الذي أكرمه وأكرمني أيضاً عاش يوسف كأجمل ما تكون العيشة، عاش مرتاحاً آخر أيام حياته، وسعيداً ومطمئناً، ومات وهو سعيد بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء وأكرمه بالحياة الكريمة، لكن إرادة الله فوق كل شيء، وهذا هو سبب سعادتي؛ أن يوسف عاش أياماً جميلة جداً جداً في حياته عوضته عن كل الذي فات، وهذا من فضل الله عليه وعليَّ .

< ماذا عن تعاونك الفني مع شعراء وفنانين في عدن؟

- قريباً سأغني من كلمات الشاعر المبدع عبدالله عبدالكريم واتفقت مع الملحن فاروق سلامة والملحن إبراهيم الموجي شقيق الموسيقار محمد الموجي، كذلك سأغني من كلمات الزميل الشاعر عبدالصمد عبدالجبار وألحان الفنان اليمني الكبير محمد محسن أحمد المعروف باسم المحسني، وهناك محاولة للاتصال بالعزيز محمد محسن عطروش للغناء من ألحانه، وإن شاء الله يكتب لي التوفيق معه، وهو صديق عزيز وغال.. وقد كنت في مصر الأسبوع الماضي وأعطيت أغنية من كلمات الشاعر عبدالله باكدادة للملحن فاروق سلامة، وقد انتهى الأستاذ فاروق من تلحينها وسأسجلها قريباً في عدن إن شاء الله، والأغنية اسمها «صوت»، إضافة إلى أوبريت غنائي من كلمات عبدالله باكدادة أيضاً وألحان إبراهيم الموجي .

< هل أنت راضٍ عن خالد السعدي فنياً ؟

- أنا لست راضياً عن خالد السعدي فنياً لأني إذا شعرت بأني راضٍ سأشعر بالاكتفاء، وهذا غلط ، فأنا مازلت في مرحلة الطفولة الفنية، وإذا شعر المطرب بأنه لم يحقق ذاته فسوف يبحث دائماً عن الأفضل، والأفضل مع الشعور بأنه لايزال في البداية، فيبدع الفنان ويقدم كل ما هو جميل ويظل يتلهف لتقديم الأفضل، وأن لا يشعر بالرضى عن نفسه ويظل يبحث عن الجميل دائماً، ويجب أن يشعر دائماً بأنه مقصر .

< لعلك لاحظت معاناة الفنانين في عدن وتحديداً الشبان منهم .. ماذا تقول لهم ؟

- معاناة الفنانين سببها الفنانون أنفسهم، فالاعتماد على القنوات الرسمية يعد بمثابة إحباط ويأس للفنان، وكما قال المثل «ماحك جلدك غير ظفرك» .

فيجب على الفنان الاعتماد على النفس والمثابرة والتضحية والتركيز على الفن للفن مع التعب الشديد، لأن هذا سيولد نوعاً من الإبداع عند الفنان، فهناك مصاريف غير لازمة يصرفها الفنان الشاب في أمور تافهة لا داعي لذكرها، فلو استفاد هذا الفنان من هذه المصاريف وسخرها لخدمته فنياً، فإن ذلك سوف يطلقه على مستوى الوطن العربي بصورة أفضل مما هو عليها الآن، وعليه الاعتماد على النفس والتركيز على الفن ولا شيء غير الفن .

< من هو خالد السعدي اليمني الحاصل على الجنسية الإمارتية ؟

- خالد السعدي رجل عربي يمني إماراتي مصري فلسطيني لبناني سوري أردني، خالد هو كل الجنسيات العربية الذي لا يشعر بالغربة في أي بلد عربي، لأنه يتكلم لهجة ذلك البلد، وهو إنسان بسيط ومحب للناس ومحب لوطنه العربي كله من محيطه إلى خليجه .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى