هل نكتفي بالصمت ياهؤلاء..؟!

> «الأيام» لينا صالح موسى - عدن

> تنقل لنا وسائل الإعلام العربية والعالمية قصصا كثيرة لمعتقلين مورست بحقهم أمور بشعة يخشى المرء أن يتخيلها ولو في أبشع كوابيسه، منهم من نجا بعد أن رأى التعذيب، وخرج من محنته محطما منهكا ليشهد ويحكي كم أن بعض البشر قد تفوقوا على الذئاب في وحشيتها. وأكثر الضحايا من المتعقلين قضى نحبه بعيدا عن الأهل والوطن، وصار لحم جسده وجبة وفريسة، حيث قذف هناك بلا رحمة، ليموت مقهورا على حياة سلبت وعلى كرامة دهست تحت أقدام من ليس في قاموسهم قيمة لحياة الإنسان وكرامته.

مما يجعلنا نتساءل هل أن كثرة الضربات والصفعات جعلتنا نفقد الشعور والإحساس بآلام بعضنا البعض؟ أم صرنا كالميت الذي لاتحرك له الضربات والجروح ساكنا.. لأنه ميت؟!.

هناك تفاصيل كثيرة تدمى لها القلوب وتقشعر لها الأبدان.. لست أملك القدرة على مجرد تخيلها، لضعفي واشمئزازي من هكذا أمور، لكن هناك مراكز دراسات وصحفا عالمية تحدثت عن المغزى من فضائح السجون السرية الأمريكية، وصور مقززة لما يجري في سجونها السرية، ويفسرون ذلك بأنه جزء من الحرب النفسية، كما أن اشتعال المنطقة بحرائق (الديمقراطية الأمريكية) المصدرة إلى أوطاننا، لابد أن يسبقها ترهيب وتركيع كل من تسول له نفسه مقاومة مشروع الهيمنة المفروض علينا نحن العرب.

ويرى البعض أن تكرار الفضائح في السجون السرية الأمريكية، إنما هو ناتج عن اجتهاد كثير من الإعلاميين والكتاب الغربيين ذوي الشجاعة المهنية والأخلاقية، ورفضهم لما تقوم به أمريكا ضد القيم والمبادئ التي تقوم عليها الحضارة الغربية، وهذا تفسير إيجابي للموضوع يحتمل الصواب.

لكن هناك رأي آخر يقول إن ما يتم تسريبه لوسائل الإعلام هو مخطط له، وإننا كعرب لايجب أن نغفل عن أننا في زمان (تكرار)، الصدف فيه أمر لايمر إلا على (المغفلين).

وإن قلنا في حسباننا إننا نحن العرب لم نستوعب الدروس، وما يحاك لنا من مؤامرات تستهدفنا.

وما يجب أن تفعله حكومتنا اليمنية الرشيدة تجاه مواطنيها المعتقلين في ظلمات غوانتانامو وغيره من المعتقلات اللا إنسانية، عليها أن تفعل كل ما يمكن للإفراج عن مواطنيها، وإلا فستفقد مصداقيتها أمام شعبها، سينظر لها على أنها غير مهتمة بمعاناة مواطنيها وحياتهم.

فهؤلاء بشر قبل كل شيء، والقانون الدولي يمنحهم الحق في حياة حرة كريمة، وإن كانوا فعلا كما تزعم الولايات المتحدة الأمريكية مجرمين أو مذنبين فلتقدم الأدلة المقنعة على ذلك.

إنني أتساءل بصدق لو أن مواطنا أمريكيا أو أوروبيا معتقل لدى أي دولة عربية أو إسلامية، وتعرض لربع ما يتعرض له المسلم في غوانتانامو، ما الذي سيحدث؟!.. أجزم أن بلاده ستشعل علينا الحرب لاسترجاعه، وإجبارنا على دفع تعويضات له مدى الحياة.

فهل نحن بحاجة لأن نطالب حكوماتنا بالكف عن التطبيق الحرفي لقاعدة (السكوت من ذهب).. ثم عليّ أن أهمس في أذن كل عضو في مجلس النواب مذكرة، إنك قد أقسمت على حماية حقوق مواطنيك في أمنهم وصون كرامتهم. وأقول له لو كان ابنك، هل كنت تكتفي بالصمت؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى