موقف الإسلام من الاغتيالات والتفجيرات

> «الأيام» سامي سالم المحثوثي - صنعاء

> لم يكن للإسلام- دين الله الحنيف- أية صلة أو روابط وقواسم مشتركة مع نواة الظلم ومنبع الإرهاب بكل مسمياته أبدا، بل هو دين سماوي عظيم أرسل الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

لكن المؤسف أن نرى في هذه الأيام بروز ثلة ممن ينتسبون للإسلام يدعون الغيرة على بنيانه والذب عن حياضه بمفهوم خاطئ يصادم ويناقض منهج علماء الأمة سلفا وخلفا.

فهؤلاء الأشخاص ليس همهم إيصال هذا الدين والحفاظ على مبادئه ورفع رايته كما هي سمة أبنائه الدعاة والمبلغين لتعاليمه.

فالنظرية التي انتهجها هؤلاء المدعون لم تكن من أصل هذا الدين جملة وتفصيلا، بل هي مخالفة لكل آدابه وأحكامه، من أمان للذمي الذي يعتبر معاهدا طالما هناك ولي الأمر المسلم الذي يعلم بهم، مالم يأتوا كفرا بواحا وفسقا ومعصية، فلا حجة ولا مبرر إذن لقتلهم.

إن قتل السياح الأجانب ليس له مردودات إيجابية، ولايمت إلى الإسلام بأية صلة، بل هو تشويه لصورة الإسلام، وتشويه لصفوه، وترك صورة أخرى له بمنظور معاكس للب سماحة هذا الدين في أرجاء العالم شرقا وغربا، مما يدفع بالغربيين إلى وصف الإسلام بأنه دين انتشر بحد السيف، وهو من ذلك براء.

الإسلام لم ينتشر بحد السيف، ولايدعو إلى ظلم العباد وقتل الأبرياء وإزهاق الأرواح، بل هو دين المكارم والأخلاق العالية.. قال المولى جل في علاه: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه» (آل عمران).

ونقول لهؤلاء المتشددين الذي فهموا خطأ الغيرة على هذا الدين إن الإسلام بريء من أعمالكم، لأنها لاتقوم على دليل ثابت شرعا، بل لم يجزها أولو الحل والعقد من علماء ومشايخ الإسلام، فاللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية (منبع الإسلام) أصدرت أكثر من منشور حذرت فيه من هذه الأعمال واستنكرتها وأوردت فيها الحجج والبراهين الداحضة لفهم هؤلاء الأشخاص.. وكذلك مشايخ العلم في يمن الإيمان والحكمة كانت لهم اليد الطولى في التصدي لهذه الأعمال التخريبية التي تشوه صورة الإسلام السمحة.

نقول لهؤلاء المتشددين ناصحين لهم عودوا إلى رشدكم، فأنتم أبناء الإسلام، وينبغي عليكم أن تلقوا بكل صفيحة وصفحة تكون معولا يهدم بنيان دينكم الحنيف وتزرع في نفوس الآخرين بغضه وكرهه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى