ولماذا لا أكون محافظا؟!

> محمد عمر باجنيد:

> قرار فخامة الرئيس بانتخاب المحافظين دفعني للتفكير في ترشيح نفسي لمنصب محافظ، وهو إحساس لم أشعر به من قبل، فأنا ومثلي كثيرون من الحضارمة لاتربطهم علاقة بأصحاب القرار في صنعاء، حتى أنتظر قرار تعييني محافظا، أو حتى مديرا عاما في مصلحة حكومية.

فأنا مواطن لم يدر في خلده ذات يوم أن يتحزب، لأن حزبه الوحيد الوطن، وهمه الكبير أن لايشعر بالنقيصة في كونه مواطنا من هذه البلاد، أمام الشموخ الذي يعيشه مواطنو الدول المجاورة، نظير ما حققته لهم حكوماتهم من تنمية يراها كل من في عينيه بصر.

سألني صديقي مازحا، وهو يرى طموحي بلهجته الحضرمية الجميلة قائلا: «كنك مرة واحدة بغيت محافظ.. وأيه بتسوي لاصرت محافظ؟». وأضاف ضاحكا: «باتكون أول حضرمي يتعين محافظا في حضرموت بعد الوحدة». انتهى كلام صديقي الحضرمي بكل عفويته وبساطته وعمقه.

ليس لي ميول حزبية، فلو أصبحت محافظا فإن الحزبيين بمختلف اتجاهاتهم سيتعاملون معي وأتعامل معهم من منظور الحرص على تنمية حضرموت، وسيكون القريب مني هو المخلص في عمله، فلهم أحزابهم ولي منهم صالح أعمالهم.

سأبدأ عملي كمحافظ بالقضاء على فوضى العقار، التي أصابت بالصمم كل من في أذنه سمع، وسأوقف الزحف العشوائي على الأراضي البيضاء، وأعمل على فتح باب التوثيق، وسأخصص ميزانية مستقلة للنظافة، ومن خططي فيما لو أصحبت محافظا أن أبذل كل ما هو مستطاع للحصول على أموال المقاولين الحضارمة، والإفراج عن مستحقاتهم التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام، وسببت لهم خسائر فادحة في أعمالهم وسمعتهم، وكل خطيئتهم أنهم قاموا بتنفيذ مشاريع في حضرموت احتفاءً بذكرى الوحدة، وسأقوم أيضا بمساءلة الجهاز المركزي فيما إذا كان قد سأل الوزراء عن كفاية المخصصات لمشاريع حضرموت، بدلا من أن يجعل حضرموت ومقاوليها ومشاريعها شغله الشاغل، فما أن تذهب لجنة من الجهاز المركزي حتى تأتي لجنة أخرى، وكأنما حضرموت معقل للفساد، وليست أرضا للثروة والخير والحضارة.

وفيما لو قدر لي أنا المستقل أن أكون محافظا لحضرموت لبادرت بفتح قنوات اتصال مع قيادات الجهات الأمنية في حضرموت لقطع التواصل بين العسكر والأراضي، ولجعلت من مراجعة الدوائر الحكومية بما فيها الشرطة والقضاء أمرا محببا، بدلا من شعور المواطن بأن عليه أن يبسط يده كل البسط عند مراجعته الجهات الحكومية دون استثناء.

وسأتخذ خطوات عملية لتشييد ميناء المكلا سواء في (ضبة) أم (بروم) أم حتى في (شارع الستين)، وكذلك سأفعل بالنسبة للمطار، لفتح الأجواء.

وبالنسبة للشباب فإن من واجبي أن أقيم لهم الملاعب الرياضية بدلا من تركهم للشوارع، يمارسون فيها لعبتي كرة القدم والطائرة، وسأتابع قرار فخامة الرئيس بتحديث مستشفى ابن سيناء متابعة يتعب منها التعب.

وفي مجال الأدب والفنون سأقوم بإنشاء معهد للمسرح والفنون، يقوم بتدوين وتدريس التراث الفني الغني لحضرموت، وإنشاء فرق مسرحية تستفيد من مركز بلفقيه الثقافي، واستكمالا لذلك سأغلق إذاعة المكلا الحالية تمهيدا لبناء مبنى حديث للإذاعة والتلفزيون، وإنشاء قناة تلفزيونية كما هو الحال في صنعاء وعدن (وماحد أحسن من حد)، كلنا في الوطن ديمقراطيون، مستفيدا من الأرض المخصصة للإذاعة في منطقة (فوة) قبل أن يسيل عليها لعاب عشاق الأراضي، وإداريا سآخذ بنهج إدارة الأهداف، حيث سأعقد اجتماعا أسبوعيا مع المسئولين في المحافظة في جلسة عمل (بدون قات)، طالبا من كل واحد منهم تحديد ما أنجز خلال أسبوع مضى، وما يمكن أن ينجز خلال أسبوعه القادم، ومن لم يقم بعمله فإني سأتجه إلى جيل الشباب الجديد المتعلم، بعد أن أساعدهم في الحصول على دورات خارجية في الإدارة واللغة الأجنبية من أجل الأفضل والأصلح بعيدا عن الحزبية، كما أنني لن أتوانى أبدا في التدخل المباشر لتوظيف أبناء المنطقة قبل غيرهم في شركات النفط والإدارات الحكومية دون الضرر بالوظيفة.

أما التمويل فإن من حقي كمحافظ أن أطالب بجزء من إيرادات النفط لتغطية تكاليف التنمية، فلا يمكن تنمية محافظة غنية بميزانية متواضعة، ولايمكن مطالبة التجار بتغطية عجز الإنفاق الحكومي، أما فيما يتعلق بالاستثمار فإن (البا) في اسمي ستدفع الحضارمة الأثرياء للاستثمار الفعلي في حضرموت، بعد أن تكون النافذة الواحدة قد تمَّ فتحها، وجفت منابع الفساد والتطفيش أمام المستثمرين.

وأخيرا فإني قد تجاوزت كثيرا في حلم اليقظة، إذ لن أكون محافظا، ولكن هذا بعض ما أتمناه من محافظ حضرموت الذي قد لايأتي من أبناء حضرموت، أما أنا وصديقي الحضرمي فليس لنا في السياسة غير قراءة أخبارها والتعليق عليها بهمس، والعاقل من اعتبر من اختفاء غيره !!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى