أنديتنا والجهل باللوائح!!

> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيدة:

> سجلت مباراة سيئون واتحاد إب في الدوري المحلي للعبة كرة القدم لأندية الدرجة الثانية في الجولة الثانية عشرة واقعة جديدة في خضم الوقائع الكثيرة، التي حفل بها الموسم الحالي لهذه المسابقة أو مسابقة دوري النخبة التي دخلتا مراحل الحسم الأخيرة، ولعل ما اتخذته لجنة المسابقات من قرارات بحق بعض الأندية واللاعبين والإداريين وجمهور اللعبة في الأسبوع الماضي، والذي تفاوت ما بين التوقيف والمنع والغرامة واللعب من دون جمهور، أكد مدى الفهم القاصر للمنافسة الرياضية، ومدى الجهل المركب للوائح والأنظمة التي تسير هذه المسابقات من قبل هؤلاء الذين طالتهم هذه العقوبات، والذين يفترض أن يقوموا بدورهم وواجبهم بدلاً من العراك والزعيق على حكام المباراة والمراقبين بمجرد اختلافهم على قرار الحكم في حق فرقهم أو في حق أحد لاعبيهم الذي يرونه مظلوماً ولا يستحق العقاب .

شعب إب الذي يصارع من أجل البقاء كان له نصيب الأسد من هذه العقوبات، والذي قد يكون ذلك نتيجة الوضع غير السوي في الجانب الفني، الذي يعيشه العنيد، والذي على إثره فقد العنيد عناده، وأصبح كل همه تفادي الهبوط الذي يحيط به، وهو ما انعكس على بعض لاعبيه وإدارييه ومسعفيه، الذين خرجوا عن النص وعن الأهداف الرياضية السامية، بسبب تلك الحالة النفسية الصعبة ومعهم جميع اللاعبين والإداريين في الأندية الأخرى الذين نالوا تلك العقوبات .

الاتحاد الإبي الذي ينافس من أجل العودة لدوري الأضواء يبدو أنه تأثر بما يجري لشقيقه الشعب، حينما وقع في خطأ فادح في الجولة الثانية عشرة لدوري الثانية حينما حضر إلى مدينة سيئون للعب مباراة مع فريقها سيئون بزيه الرئيسي والذي هو نفس الزي الذي يلعب به سيئون لتقع إشكالية جديدة بطلها بالتأكيد الجهل باللوائح المنظمة والمسيرة لهذه المسابقات، والتي تقول إن صاحب الأرض هو من يجب أن يلعب بزيه الرسمي، فيما على الضيف اللعب بالزي الاحتياطي في حالة تشابه ألوان الفانيلات، وهي أمور واضحة لمن يريد أن يعرف ماذا تعني هذه اللوائح، وما تمثله من نقاط واضحة لهذه المسابقات، على الجميع الالتزام بها وعدم الاجتهاد في تفسيرها في حالة أنها لم توافق قناعتنا أو آراءنا، والذي لو عمل به أي هذا (الاجتهاد)، فإنه سيفتح بابا آخرا يخل بالمنافسة الرياضية، ويعطي الجميع انطباعاً آخر بأن المساواة والعدل غير حاضرين، والذي معناه إفساد هذه المنافسات وتحميلها تبعات أخرى يكون خطرها أكبر وأفدح، ويعطي للآخرين انطباعا أن هناك مكيالين يتم الكيل بهما، وهذه هي النقطة التي تصيب الرياضة بمقتل .

الاتحاد الإبي الذي وقع في هذا المطب ربما لعدم إدراكه وفهمه للوائح، مع أنه يعرف حق المعرفة أن منافسه سيئون له نفس الزي الذي سبق له اللعب به في أكثر من موسم ..وأما وهو الأقرب إلى الحقيقة أن الاتحاد أراد فرض الأمر الواقع على حكم المباراة والمراقب، والتأثير عليه بحكم أنه فريق معروف وسبق له اللعب في دوري الأولى ويضم لاعبين من المنتخب، ضف إلى علاقاته الواسعة وقربه من كوادر الاتحاد ولجنة مسابقاته، وهو ما اتضح في الاتصالات الكثيرة التي أجراها الاتحاديون، وأرادوا بها (التأثير) على حكم المباراة من خلال إعطائه التلفون ليكلم أحد القيادات في صنعاء، مع أن الحكم كان من المفروض أن لا يستلم أي مكالمة، حتى لا يؤثر ذلك على قراره، لكون مهمته واضحة وهو تطبيق القانون، وهو ما فعله بعد 25 دقيقة كانت خلالها رنات الهاتف من وإلى ملعب جواس في أوجها ليذهب (الاتحاد) إلى حيث يريد ورفع الأمر للجنة المسابقات التي نثق أنها ستطبق اللوائح من دون استثناء .

حادثة الاتحاد الإبي هذه تؤكد مدى الفهم القاصر لدى إدارات أنديتنا وإدارييها الذين يتم إرسالهم كإسقاط واجب، بل إنهم لايعلمون شيئاً عن اللوائح المنظمة بقدر ماهم فالحين في الزعيق وسب وشتم الحكام والمراقبين، والذي قد يصل إلى حد الضرب والشواهد كثيرة .. لذلك فإن هذه الحادثة وغيرها يجب أن تكون جرس إنذار للجميع، وبالأخص إداريي الأندية ولاعبيها في ضرورة معرفة وفهم اللوائح، حتى لايقعوا في أخطاء ساذجة ضررها أفدح على الفريق الذي يكافح من أجل المنافسة مع بقية أقرانه، وقد تكون هذه النقاط التي فقدها بسبب هذا الخطأ هي الفاصلة في صعوده وهبوطه، فهل تم استيعاب هذا الدرس ؟ نتمنى ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى