> لقد سجل الدوري اليمني للدرجة الأولى أحداثا دراماتيكية في الجولة السادسة عشرة، وهي أحداث يمكن اختصارها في عدد من الكلمات : شغب .. اعتداء على الحكام .. جماهير تقتحم أرض الملعب .. مباريات تتوقف قبل أن تنتهي .. إشهار سلاح وغيره .. وتأتي هذه الأحداث المتسارعة على ملاعبنا لغياب الفهم الرياضي لدى هؤلاء لكونهم ينسون أن الرياضة فن وأخلاق، ويعود السبب في ذلك إلى دخول الدخلاء على رياضتنا، الذين تسلقوا من الباب الخلفي، وقد كان أبرز هذه الأحداث ما حدث في لقاء دربي الحالمة تعز بين الجارين الصقر وأهلي تعز، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1، حيث شهد بعد نهايته حدثا عجيبا نشرت صورته على صدر صفحة «الأيام الرياضي» الأولى تمثل في اقتحام أحد الجماهير المشاغبة أرضية الملعب وهو شاهر جنبيته يريد بها الاعتداء على الحكم، لولا منعه من قبل رجال الأمن، وهذه هي قمة الفوضى وعدم حماية اللاعبين والحكام والجمهور التي نلمسها في ملاعبنا ،والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن كيف سمح لهذا الرجل بدخوله بالجنبية إلى مدرجات الملعب؟! وأين نحن من تطبيق القوانين واللوائح التي تمنع دخول السلاح الأبيض من جنابي وغيرها إلى الملاعب ولماذا لا نقتدي بملاعب دول الجوار الآمنة؟

لكن الشيء الذي أعاد إلينا بعض الطمأنينة ما لمسناه في قرارات اتحاد الكرة الأخيرة التي كانت رادعة والتي تمثلت في إيقاف وشطب بعض اللاعبين وتغريم الأندية وإنذار بعضها الإنذار النهائي، ونعتقد أنها ستكون عبرة لبقية الأندية وتعريف الجميع بأن المنافسة الشريفة تعني الفوز أو الخسارة، وأن من يجتهد ينجح..وإننا يجب أن لا نرمي كل اللوم على الحكام،وإن كنا نطالب بالاهتمام بالتحكيم من خلال إقامة الدورات لهم لتطوير مستوياتهم، كما لا بد من الاهتمام بالجانب الثقافي في الأندية لتطوير فكر ووعي اللاعب، وتغيير سلوكه نحو الأفضل والالتزام بالمنافسة الشريفة لكون الرياضة غالب ومغلوب.