بوركت لزرعك الفرح في قلب البراءة (نجود)!

> لبنى الخطيب:

> اللسان عاجز عن التعبير والمآقي تسمرت فيها الدموع، وأنا أتابع قضية الطفلة البريئة (نجود محمد علي) التي خطف منها حقها البريء الطفولي في الدراسة واللعب والعيش بحياة طبيعية مثل أقرانها في عمرها، تلك الحياة التي كفلها ديننا الإسلامي والدساتير والقوانين الوضعية إلا أن القدر وقف ضدها بفرض تزويجها المبكر لرجل يكبرها بعقدين من الزمن، والسبب كما ادعى والداها الظروف الأسرية القاسية التي تعيشها الأسرة التي لاتقبل أي تبرير لهذا التصرف من قبل الأب في بلد تحكمه (سلطة وقانون)، إلا أن القدر تبسم لها مرة أخرى (لنجود) البراءة والطفولة والحياة بالوقوف إلى جانبها ونصرة حقها المسلوب بالعمل الأدبي والإنساني والمهني، الذي سجلته حفيدة (بلقيس وأروى)، والمتمثل بالأستاذة (المحامية شذى ناصر)، لك كل الحب والتقدير والإشادة بعملك الإنساني ووقوفك إلى جانب البراءة والحق، بل لقد بادرت وتطوعت للدفاع عن (نجود) بدون أي مقابل أو ثمن كأتعاب لهذه القضية، وليست هذه المرة الأولى التي تبادرين فيها وتقفين إلى جانب نصرة المظلوم، وأكيد لن تكون الأخيرة إذا وجد من يستغل ضعف المرأة أو طيبتها وعدم تحررها الاقتصادي، لقد كانت لك بصمات مع أخريات غيرت مسيرة حياتهن، حيث كن خلف القضبان.

إن الرصيد الحقيقي الذي حصلت عليه من أتعاب وقوفك إلى جانب (نجود الطفولة) لا يقدر بمال ولا كنوز الدنيا، كمحامية متطوعة عنها، لقد أدخلت في قلبها البهجة والسرور لانتصارك للحق، وقبلة لك بالطبع لفرحك بتتويج عملك الإنساني بإعلان قرار المحكمة القاضي بفسخ عقد الزواج من رجل يكبرها بعشرين عاما.

صارت قضية (نجود) قضية رأي عام في اليمن واهتم بها العديد من وسائل الإعلام والمنظمات الخاصة بحقوق الإنسان داخل اليمن وخارجه.

لقد زين اسمك (شذى ناصر) الصحف المحلية والخارجية وتلألأت سماء الفضائيات العربية والعالمية بصوتك المدافع عن الحق، لقد عرفت وأسمعت العالم أن المرأة اليمنية (المحامية) قادرة على الوقوف مع الحق وضد الظلم، ولو كان من أحد أعمدة الأسرة الذي لا يفكر بمصير فلذة كبده. بهذا التصرف الإنساني طرحت قضية للنقاش على مستوى الرأي العام للعودة إلى العقل والضمير الإنساني والعمل بالدساتير لتحديد سن الزواج للفتاة.

بوركت بهذا العمل وهنيئا لك ولأسرتك الصغيرة (الخاصة) ولأسرتك الكبيرة (اليمن)، ولكل من يقف إلى جانب المرأة لاستعادة حقوقها المسلوبة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى